لا حاجة لتذكر موعد دوائك
لانجر أمضى 25 عاماً لحل «لغز» الجرعة الدوائية
|
إعداد محمد مجيد العادلي
أمضى بوب لانجر الأستاذ في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا 25 عاماً من حياته وهو يحاول حل لغز الجرعة الدوائية، فالمعروف أن لكل دواء جرعة علاجية مفضلة وما زاد منها يمكن أن يجعل الدواء ساما، وما انخفض يمكن ان يجعله غير فعال. على الرغم من فشله في إيجاد الحل على مدى سنوات طوال فإنه لم ييأس حتى تحقق له ذلك فجأة، فقبل عشر سنوات وبينما كان يشاهد برنامجاً عن عملاق الرقائق الإلكترونية إنتل ( Intel) التمعت في عقله فكرة أسماها بالمنظومة الكومبيوترية للتزود بالدواء.فيها مؤخرا إلى 25 ،17 مليون دولار.
تواصلت جهوده لتحقيق هذه الفكرة إلى أن تمكن من تحويلها إلى اختراع بالتعاون مع زميل له يدعى جون سانتيني الذي أسس بدوره شركة ميكروجيبس (MicroCHIPS) المتخصصة بتصميم التقنيات الكومبيوترية للتزود بالدواء، التي وصل حجم الاستثمار الاختراع الجديد الذي سيتم تجربته في بعض العيادات خلال ال18 شهرا القادمة سيستخدم في توفير الجرعات الدوائية ذات الجزيئات الكبيرة إضافة إلى المنشطات والهرمونات في فترات يتم برمجتها مسبقا.
ويبلغ حجم الجهاز الذي يزرع في بطن المريض من خلال عملية بسيطة لا تستدعي الإقامة في المستشفى حجم علبة العلكة وهو مغلف بمعدن التيتانيوم.
يحتوي الجهاز على 400 مكمن للدواء مغلف كل منها بغشاء ذهبي رقيق يمنع الدواء من التسرب خارج الرقاقة، ولغرض إطلاق الجرعة الدوائية فإن الأمر يتطلب إرسال فولتية كهربائية صغيرة تقوم بحل الغشاء الرقيق وتسمح للدواء بالانتشار داخل النسيج البشري.
فوائد متعددة
هذا الجهاز فيه الكثير من الفوائد، فهو يسمح من جهة بسيطرة دقيقة على إطلاق الدواء، وذلك سيحل مشكلة جرعة الدواء الزائدة أو القليلة، ونظرا لاحتواء الجهاز على رقاقة ذات قدرة عالية فإن من الممكن أن يبرمج لإطلاق الجرعة الموصوفة في الفترات المحددة تماما، كذلك من الممكن التحكم به يدويا عن طريق جهاز لاسلكي.
لا تتوقف فوائد وميزات هذا الجهاز عند هذا الحد بل هنالك المزيد، فبإمكانه أيضا أن يحل مشكلة العلاجات المتعددة، حينما يكون المريض بحاجة إلى أخذ جرعات معينة من أنواع مختلفة من الأدوية مرة واحدة، إذ يقوم الجهاز بإطلاق الأدوية المختلفة بموجب توقيتات معينة تمت برمجتها بسهولة وذلك ينفي الحاجة إلى تذكر المريض أو من يهتم به لموعد الحقنة أو تناول الأدوية فهناك من يهتم بهذا الأمر بدلاً منهم.
على أية حال فإن آفاق هذه التقنية تبدو واسعة جدا، ويبدو ان إحدى الشركات قد أحست بمدى التطبيقات التي يمكن ان تسهم فيها فاخترعت بالفعل ما تسميه بالبنكرياس الصناعي، إذ تقوم شركة ميد ترونيك ميني ميد (MDT) حاليا بإختبار بنكرياس صناعي ذكي يتضمن زراعة متحسس للجلوكوز داخل الجسم إضافة إلى مضخة للأنسولين، ولكي يعمل هذا البنكرياس فإنه يتم زراعة متحسس في واحد من الأوردة الرئيسية للقلب ليقوم باستمرار، بتسجيل مستويات الكلوكوز عن طريق توليد ذبذبة للتيار الكهربائي تتغير حسب مستوى الجلوكوز في الدم، وباستخدام برنامج معقد ومعالج دقيق صغير فإن بإمكان المنظومة حساب كمية الأنسولين المطلوبة لتأمر المضخة المزروعة في أسفل البطن بإطلاقها.
ونظرا لوجود ما يزيد على160 ألف مريض بالسكري يستخدم مضخات الأنسولين الخارجية في الولايات المتحدة فإن ذلك يمكن أن يوسع سوق هذا المنتج الجديد.
شكوك جدية
بالرغم من المزايا التي يوفرها الجهاز الجديد، فإن هنالك من يشكك في إمكانية انتشاره.
ويرى هؤلاء أن فكرة القيام بعملية جراحية لغرس الجهاز قد لا يتقبلها الكثير من المرضى ولعلهم سيتحملون آلآم الحقنة الطبية بدلا من القيام بعملية جراحية مؤلمة ومكلفة أيضا.
ويشيرون إلى أن الشيء المفضل في السابق وفي المستقبل هو تناول الدواء عن طريق الفم، وأن نجاح المنظومات الكومبيوترية سيكون في تطبيقات محدودة.
وبانتظار إكمال فترة تجربة الأجهزة الجديدة على المرضى التي كانت نتائجها الأولية إيجابية، فإن الشيء المؤكد هو ان الرقائق الإلكترونية الدقيقة التي طورت على مدى العشرين سنة الماضية قد وجدت تطبيقاً حيوياً جديداً لها.
وإذا ما حققت الأجهزة الطبية الجديدة النجاح المطلوب فإن التزود بالجرعات المختلفة من الأدوية سيصبح قريباً المهمة الجديدة لتقنيات الكومبيوتر.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 