- لقاء - معاذ الجعوان
نشرت مجلة الاتصالات والعالم الرقمي في العدد السابق الجزء الأول من الحوار مع الدكتور ماجد التويجري المدير التنفيذي للمعلومات بالشؤون الصحية بالحرس الوطني وتناول فيه بالعرض أهم الأنظمة التقنية والمعلوماتية التي تطبق في الحرس الوطني.
وفي هذا الجزء يواصل الدكتور التويجري الحديث عن الكثير من قضايا المعلوماتية في الشؤون الصحية بالحرس الوطني ومن بينها مايتعلق بالارشفة والتوثيق والاتصال الذكي والطب الاتصالي .
- تتطلب الأنظمة التي تطبقونها أجهزة متطورة .فماذا عنها؟
توجد في مختلف الاقسام العديد من الاجهزة المتطورة ويمكن تقسيمها إلى ثلاثة انواع:
1- الأجهزة المركزية:
تم اختيارها من نوع (صن فاير 15 كي) وملحقاتها لتشغيل نظم المعلومات الصحية ونظم أخرى مساندة وقواعد بيانات. وتعمل هذه الأجهزة بدون توقف وتخدم جميع المدن الطبية والمستشفيات ومراكز الرعاية الأولية التابعة للشئون الصحية بالحرس الوطني والمنتشرة في جميع مناطق المملكة، وتمتاز هذه الأجهزة بالتشغيل المستمر المبني على الازدواج والتكرار لمكوناتها حيث لا يتأثر أداؤها في حالة عطل أحد مكوناتها مع استخدامها لنظام توزيع الحمل والنظام العنقودي (كلوستر).
وترتبط أجهزة تخزين المعلومات و أجهزة النسخ الاحتياطي بهذه الأجهزة باستخدام نظام السانSAN الذي يتميز بالسرعة العالية والتشغيل المستمر.
2- الشبكة الآلية:
تم تطوير الشبكة الآلية بالشؤون الصحية بالحرس الوطني على نطاقيها المحلي(LAN) و بعيدة المدى(WAN). حيث طورت الشبكة المحلية إلى نظام السرعة الفائقة جيجابت (GigaBit) باستخدام أحدث التقنيات و الأجهزة من شركة (سيسكو) العالمية، كما تم تطبيق نظام الشبكة اللاسلكية في بعض الوحدات الطبية لتسهيل تقديم الخدمات للمرضى، وفيما يختص بالشبكة بعيدة المدى فقد تم تطويرها باستخدام خدمة (ATM) و (Frame Relay) والتي ساعدت في مضاعفة سرعة نقل المعلومات بين المدن الطبية والمستشفيات ومراكز الرعاية الأولية المنتشرة في جميع مناطق المملكة، ولضمان التشغيل المستمر و تقليل احتمالية انقطاع الخدمة فقد روعي في تصميم الشبكة الازدواجية (Redundancy) على مستوى الشبكة المحلية و الشبكة بعيدة المدى، وتم زيادة طاقة الشبكة من 5000 نقطة إلى اكثر 15000 نقطة شبكية.
3- أجهزة الحاسب الآلي المكتبية والطابعات:
تم تركيب عدد كبير من أجهزة الحاسب الآلي المكتبية المخصصة للمستخدمين التي تشمل الحاسبات الشخصية والنهايات الطرفية والطابعات وذلك إضافة إلى الأجهزة المركبة سابقا، كما شمل هذا المشروع تركيب عدد كبير من الأجهزة المحمولة اللاسلكية لتمكين انتقال وتحرك أجهزة إدخال المعلومات إلى موقع المريض المنوم إلى جانب مقدمي الخدمات الصحية من جهاز تمريض وجهاز طبي، كما شمل هذا المشروع أيضا تحديث عدد كبير من الأجهزة الآلية المكتبية المتوفرة سابقا وذلك بزيادة ذاكرتها التخزينية العشوائية والأسطوانية.
- مامدى استفادة الشؤون الصحية بالحرس الوطني من نظام حفظ الوثائق والارشفة.
نظرا لانشغال الشئون الصحية بتنفيذ البنية التحتية لتقنية المعلومات فقد تم جدولة هذا المشروع ليبدأ في عام 2008 وتم تنفيذ نظام الارشفة للعيادات والسجلات الطبية وحاليا يتم التوسع بشراء أجهزة مسح ضوئي متقدمة.
ايضا إدارة الاشعة في الشئون الصحية قامت بشرا ء نظام أرشفة من خلال مشروع يعتبر الاكبر في الشرق الاوسط لارشفة اشعة المرضى كاملة من شركة جي اي. أما في ما يخص القطاعات الادارية فقد تم توقيع اتفاقية ضخمة مع شركة مايكروسوفت وقام بتوقيعها الدكتور عبدالله الربيعة مع بيل غيتس اثناء زيارته للمملكة تشمل عمل نظام دورة أعمال متكاملة شاملة للارشفة.
- إلى أين وصلتم في تقديم خدمات الطب الاتصالي والاتصال المرئي؟
قامت الشئون الصحية بتطبيق خدمة الطب الاتصالي في حج عام 1998 لأول مرة، وذلك بربط مستشفى الحرس بمنى بمدينة الملك عبد العزيز الطبية بالرياض، وكانت تجربة ناجحة مما شجع على الاستمرار بها سنويا، أما بالنسبة للاتصال المرئي فقامت الشئون الصحية بالحرس الوطني بتجهيز قاعات الاجتماعات الرئيسية في جميع مستشفياتها بأنظمة الاتصال المرئي وتستخدم لعقد الاجتماعات بين الادارات المختلفة.
- وماهي طبيعة تعاونكم مع ميدونت؟
يعتبر برنامج ميديونت (برنامج الامير سلطان بن عبدالعزيز للطب الاتصالي ) من البرامج الرائدة عالميا في مجالات الطب الاتصالي والصحة الإلكترونية، وتضم خبراء على أعلى المستويات أمثال الاستاذ ابراهيم المعيقل مدير عام البرنامج والاستاذ بسام الخراشي وهما ايضا أعضاء مجلس ادارة الجمعية السعودية للمعلوماتية الصحية، وهناك تعاون وثيق مع ميدونت في مجالات مختلفة اهمها تطبيق مشروع الصحة الإلكترونية حيث أن ميدونت كان المنفذ الرئيسي للمشروع الذي تم شراؤه من شركة مايسس العالمية. كما ان هناك تعاونا بنقل بعض المؤتمرات محليا وعالميا عبر شبكة ميدونت.
- أين أنتم من الاستفادة من الانظمة الذكية لمتابعة المرضى خارج المشافي؟
تسخر الشئون الصحية للحرس الوطني كل مايمكن الحصول عليه من التقنية لخدمة المريض فأذكر على سبيل المثال استخدام أجهزة تحكم مربوطة الكترونيا مع المستشفى لمريض أجرى عملية زراعة قلب صناعي كانت فريدة من نوعها في المملكة.
- كيف ساهم نظام الطب الاتصالي في تعزيز التعاون مع المراكز الطبية العالمية؟
الطب الاتصالي هو التطبيب من خلال أنظمة الاتصالات الإلكترونية الحديثة، بما فيها الاتصال والكشف والفحص عن بعد ونقل نتائج الفحوصات والتحاليل آليا وتبادل الخبرات وـإجراء العمليات وغيرها من التطبيقات الطبية، و تستفيد هذه من أجهزة الاتصالات والحاسبات لنقل المعلومات الطبية إلى أماكن بعيدة وذلك لغرض التشخيص عن بعد والاستفادة من تشخيص الاستشاريين في التخصصات النادرة، وهذه الخدمة يمكن الاستفادة منها بشكل كبير في المملكة وذلك لاتساع المساحة ووجود عدد كبير من القرى والهجر التي لايمكن توفير جميع التخصصات الطبية فيها دون الحاجة إلى إنشاء مؤسسات كبيرة فيها. وبذلك نمكن الطبيب من تقديم الخدمة التشخيصية والعلاجية للمريض دون الحاجة إلى نقل المريض، ولقد تقدمت الابحاث في هذا المجال مع تقدم تقنية الرجل الآلي في مجال الجراحات الطبية فأصبح ممكنا أن يقوم الطبيب بالتحكم بذراع آلي يقوم بعملية جراحية في مدينة أخرى، وطبعا هذا سيمكن المرضى المتواجدين في المدن الصغيرة من الاستفادة من خدمات الاطباء الاستشاريين والجراحين المتواجدين في المدن الكبرى أو حتى في دول أخرى متقدمة.
- مامدى تعاونكم مع شركة العلم لامن المعلومات في مجال خدمة التسجيل الالكتروني؟
شركة العلم من الشركات الوطنية الرائدة في مجال المعلومات وأمنها، ولقد استفادت الشئون الصحية من الخدمات التي تقدمها الشركة خصوصا في مجال الاستفسار وتجديد معلومات اقامات الخبرات الاجنبية العاملة بالشئون الصحية..
- أين وصلت المملكة في مجال البطاقة الذكية؟
رغم الجهود الكبيرة التي بذلها مركز المعلومات الوطني بوزارة الداخلية لإدخال البطاقة الذكية للمملكة وأيضا تخصيص جزء من سعة البطاقة لأغراض المعلومات الصحية الا ان القطاعات الصحية مازالت متأخرة بعض الشيء في الاستفادة من هذه البطاقة. وبدأت بالآونة الأخيرة بعض الجهود من قبل وزارة الصحة ويتم حاليا تقييم بعض تجارب الدول وخصوصا التجربة التايوانية.
- ماذا عن موقع الشئون الصحية بالحرس الوطني على الشبكة العنكبوتية؟
إن الشئون الصحية متواجدة على الانترنت من فترة طويلة، ويتم تحديث الموقع بشكل مستمر وتم تصميم ثلاثة مواقع الاول موقع الشئون الصحية على الشبكة والثاني موقع انترانت خاص بالموظفين يضم معلومات تهم الموظف والثالث الموقع العالمي للتوائم الملتصقة، وتشمل بوابة الخدمات الإلكترونية عدة بوابات الكترونية الاولى بوابة للموظفين وبوابة لخدمات المرضى وبوابة للبحث عن وظيفة وبوابة خدمات الموردين، كما يحوي الموقع على قسم خاص بالاعلام للحصول على المعلومات التي يحتاجها الاعلام من خلال الموقع وتضم ايضا المجلة الإلكترونية وقسما خاصا بالمعلومات الصحية والتثقيف الصحي.
ومن أهم إنجازات موقع الشئون الصحية بث العمليات الخاصة بفصل التوائم السيامية على الهواء مباشرة مما استقطب ملايين المشاهدين من جميع دول العالم.
- في ظل توجه المملكة نحو تطبيق التعاملات الإلكترونية .. مامدى جاهزية الشئون الصحية بالحرس الوطني لمثل هذا التحول؟
نحن المتخصصين في مجال المعلومات سعيدون جدا بمثل هذا التوجه، ولاشك أن الحكومة جادة في مثل هذا التوجه الذي رصد له المليارات، والآن الكرة في ملعب القطاعات الحكومة المختلفة لدعم هذا التوجه، وبالنسبة للشئون الصحية بالحرس الوطني نحن من أكثر الجهات الحكومية عامة والصحية خاصة التي تملك جاهزية عالية لمثل هذا التحول من خلال البنية التحتية المتوفرة ومن خلال التجرية والقدرات البشرية المتوفرة ايضا.
- مامدى استفادتكم وتعاونكم مع الجهات الخارجية في مجال تقديم الخدمات الصحية الإلكترونية؟
إن الصحة الإلكترونية مجال جديد وحتى الدول المتقدمة تشير الإحصاءات إلى ان المستشفيات التي تطبق الصحة الإلكترونية على نحو شامل فيها تمثل حوالي 20% فقط، ولابد من التعاون العالمي وحضور المؤتمرات والمشاركة فيها، وأيضا الاستفادة من الشركات الرائدة في هذا المجال، و الاستفادة من الابحاث العلمية والجمعيات العلمية والمهنية المتخصصة..
- هل لسعادتكم اضافة اخيرة؟
أشكر لصحيفة الجزيرة ومجلة العالم الرقمي هذا اللقاء الذي أتمنى ان يوفق في تسليط الضوء على احد تطبيقات التقنية في مجال هام وهو المجال الصحي، وهذا لاشك أحد فوائد هذه المجلة الرائدة في تغطية نشاطات الاتصالات والحاسب الآلي والتقنيات المختلفة فأتمنى لكم ولمجلتكم المزيد من التوفيق والنجاح.
كما أود التوضيح ان هذه المشاريع التي شاركت فيها لم تكن لترى النور أو النجاح لولا الدعم الكبير من حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وتوجيهات صاحب السمو الملكي الامير بدر بن عبدالعزيز والمتابعة الحثيثة من قبل صاحب السمو الملكي الامير متعب بن عبد العزيز ، ولا أنسى الادارة الجيدة من قبل معالي المدير العام التنفيذي للشئون الصحية بالحرس الوطني ومدير جامعة الملك سعود للعلوم الصحية وأيضا جميع الزملاء الذين سطروا نجاحات على مستويات عالمية يفتخر بها الوطن.