التكنولوجيا تعيد رسم دور الإنسان في الحروب الطائرات غير المأهولة تحقق تطورات مذهلة
|
عندما حلَّقت أولى الطائرات عام 1900م مع الأخوين رايت اتجهت أنظار قادة الجيوش إلى أهمية تحقيق التقدم الإستراتيجي على المنافسين عبر امتلاك قدرة الارتفاع عن الأرض واصطياد جنود العدو ومنشآته وأسلحته بالمدافع الرشاشة والقنابل اليدوية. ومع التطورات الصناعية والعلمية بات سلاح الطيران الذراع الطويلة التي تفتح نيران الحروب وتحقق التفوق وتملي على الأضعف شروط (السلام).
وفي العقدين الآخرين بدأت الحاجة تزداد إلى تحقيق أقصى درجات الأمن بالنسبة إلى ضباط سلاح الجو وإنهاء الخسائر في صفوف الذين يقودون الطائرات خلال المعارك، فبدأت فكرة الطائرات من دون طيار تحقق ترحيباً في أوساط القادة العسكريين في البلدان المتقدمة.
وهنا برز دور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في إطلاق هذه الطائرات والتحليق بها من مراكز أرضية واستخدامها سواء في أرض المعركة أو في استكشاف المناطق الجغرافية البعيدة، وحتى استكشاف الفضاء.
غياب العنصر البشري مع تطور تكنولوجيا
الطائرات توصلت قيادات بعض الجيوش إلى أخذ موافقة على صناعة أسراب من الطائرات غير المأهولة، وحالياً يتم إنتاج طائرة جديدة أطلق عليها اسم (المركبة القتالية الجوية غير المأهولة) Unmanned Combat Air Vehicle.
وتصنع هذه الطائرة في دول عدة منها الولايات المتحدة الأمريكية لدى شركات مثل بوينغ.
وسيتطور هذا الأمر ليصبح حقيقة في ميدان القتال قبل عام 2010 ليحل محل طائرات القتال الهجومية.
وتنفرد هذه المركبات بالاستقلال الكامل وتؤدي مهماتها الكاملة بدءاً من الفحص قبل الإقلاع ثم الطيران حتى الهبوط، دون تدخل بشري.
وبالإضافة إلى استخدام أجهزة الاستشعار المحمولة فيها، فإن هذه المركبات تستخدم معلومات عن الهدف تصل إليها من طريق نظام بيانات من منصات المراقبة في ميدان القتال مثل الطائرة Stars j أو الطائرة E 8C أو المركبات غير المأهولة المكلفة المراقبة وذلك قبل الاشتباك مع الأهداف.
ومن المتوقع أن تؤدي طرز المركبات غير المأهولة إلى مركبات أكثر تطورا كما حصل مع المركبة X 45A التي يتم تطويرها إلى المركبة X 45B والتي يحتمل أن تبدأ الخدمة قبل سنة 2010.
ويبلغ طول الطراز X45 B 29 قدماً، ووزن المركبة فارغة نحو خمسة أطنان منها معدات وزنها 1.5 طن، مما يسمح بحمل أسلحة متطورة.
وتعد هذه الأنظمة اقتصادية مقارنة بطائرات القتال المأهولة التي يمكن أن تحل محلها، ويمكن تخزين هذه الأنظمة سنوات عدة داخل حاويات مكيفة قبل إرسالها للاستخدام في طائرات نقل دون حاجة إلى تدريب عمال التشغيل.. تجارب عالمية لم تعد صناعة الطائرات من دون طيار مقتصرة على الولايات المتحدة، فقد بدأ العديد من الأوروبيين العمل في هذا المجال.
وتقوم شركة (داسو) الفرنسية بتطوير سلسلة من المركبات غير المأهولة تعرف موقتا باسم Duc Series للقيام بمهمات تشمل إصابة دفاعات العدو الجوية وأعمال الهجوم الخفي أو الخداعي.
كما تعمل شركة (ساب ايروسبيس) الأسوجية على تطوير المركبة الجوية SHARC للاستخدام في العمليات الهجومية.
بدورها أنشأت إسرائيل وحدة للمركبات الجوية غير المأهولة عام 1971 تحت اسم (السرب 200) وهي قيد العمل حالياً، وتشمل معداتها الطراز Searcher 11 من إنتاج صناعة الطائرات الإسرائيلية وتستخدم هذه المركبات للقيام بمهمات تشمل اكتشاف الأهداف وتحديدها بالليزر وتقويم الخسائر الناتجة من المعارك ودعم العمليات التي تقوم بها الطائرات المقاتلة والطائرات العمودية الهجومية والقوات الأرضية.
وثمة دول أخرى تنافس في هذا المجال مثل باكستان التي نشرت العديد من الطائرات غير المأهولة وعرضتها للمرة الأولى عام 2001.
ولم تكن الولايات المتحدة الوحيدة التي نشرت طائرات غير مأهولة في منطقة البلقان حيث نشر الفرنسيون والألمان 290 طائرة CL أيضاً مجهزة بكاميرات ومستشعرات تعمل بالأشعة تحت الحمراء للقيام بعمليات الاستطلاع.
واللافت أن العديد من الطائرات غير المأهولة التي تم نشرها في البلقان ذات أصول أو أجزاء إسرائيلية، حيث أنتجت الطائرة طراز (هانتر) بواسطة صناعة الطائرات الإسرائيلية واستخدمها الفرنسيون والأمريكيون وبعض الوحدات البلجيكية.
ورغم إيقاف فرنسا تعأونها مع الجيش الإسرائيلي عام 1967، عادت للتعأون معه لإنتاج الطائرة (ايغل1) التي تعد تطويراً للطائرة الإسرائيلية Heron.
ورغم أن الولايات المتحدة تعد الدولة الرائدة في تطوير الطائرات، غير المأهولة لكن الإسرائيليين هم الذين استخدموا هذا النوع من الطائرات في ميادين المعارك بأعداد كبيرة، اذ شهد عقد السبعينات أول النشاطات التي قامت بها هذه الأنواع من الطائرات، إلا أن استخدامها في شكل واسع تم عام 1982 عند غزو لبنان.
المستقبل من المحتمل أن تزداد أهمية الطائرات غير المأهولة في السنوات المقبلة وربما لذلك أصدرت القوات الأمريكية في الفترة الأخيرة تقريراً مفاده أن أهمية الطائرات غير المأهولة سوف تتضاعف حسبما يقتضي توجّه القوات الجوية الإستراتيجي والتكتيكي في المستقبل، لذلك تنوي هذه القوات التركيز على التقنيات الإلكترونية والجوية التي تمكن الطائرات غير المأهولة من الاعتماد على نفسها أكثر والبقاء آمنة في الأجواء المعادية.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|