لا ريب أن قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في المملكة يحتاج إلى تكامل في الأدوار ما بين الجهات المعنية في أكثر من موقع واتجاه، وكلّما شهد السوق توسعاً وامتداداً كان لا بد من الإحاطة بهذا التطور حتى يتم تأمين كافة شروط النمو الصحيح الكفيل بضمان الثبات وتوفير أفضل الخدمات، وإننا نلمس بعين الواقع الكثير من الحوافز والتسهيلات التي تم اعتمادها في الآونة الأخيرة من قبل أكثر من جهة منها إلغاء الرسوم الجمركيّة على المنتجات التقنيّة وفتح سوق الاتصالات السلكيّة واللاسلكيّة في الثابت والجوال على رخص جديدة ما ينعش حركة السوق أكثر فأكثر، وهناك صناعة جديدة نأمل أن تأخذ الحيّز المطلوب والأهميّة اللازمة وهي المتعلقة بتنظيم المعارض والمؤتمرات التقنيّة، فمثل هذه المناسبات تعتبر - على مستوى العالم - موعداً مرتقباً تبني الكثير من الشركات الكبرى خططها الإنتاجيّة والترويجيّة انسجاماً معها حيث يتم إطلاق المجموعات الجديدة وأحدث الخدمات المتطورة كما ترسم هذه المعارض والمؤتمرات صورة واضحة عن اتجاهات التقنية ومسارها وأفق نموها في العالم.

ومع انعقاد معرض جايتكس السعودية 2007 نطمح أن يكون هذا المعرض ملبياً لتطلعات الشركات المحليّة والعالميّة العاملة في المملكة، وأن يدفع باتجاه إثبات حضوره وتوسيع نشاطه ليشمل المنطقة والعالم، حيث أن قطاع التقنية والاتصالات يقفز ليكون جزءاً أساسياً ومحركاً في كل قطاع آخر سواء كان تربوياً وتعليمياً أو تجارياً أو عسكرياً أو سياحياً أو حياتياً عاماً، ولا شك أن استخدامات التقنية تتحول شيئاً فشيئاً لأن تكون المهيمنة على حياة كل منّا، فمن أجل بلوغ أرفع وأرقى مستوى استخدام لهذه التقنيات المتوفرة لا بد من إيصالها للناس عامّة بأفضل نوعيّة وأرخص سعر ممكن، من هنا وجب السعي لإيجاد بيئة تنافسيّة عادلة بحيث يتاح للجميع عرض وتقديم ما لديهم أمام الجمهور الذي له في مثل هذه الحالات القرار الأول والأخير!.

مطلوب تعاون بين جميع الأطراف، الدولة بتسهيلاتها وإجراءاتها وقوانينها التحفيزيّة ومشاريعها التي تعود بالنفع على سائر المواطنين، والقطاع الخاص بخدماته التي ينبغي أن تكون تنافسيّة تلبي متطلبات وحاجات السوق وفق أفضل الشروط الممكنة، وكذلك الإعلام الذي يضطلع بمعيّة الدولة والشركات بدور أساسي حيث يؤدي مهمة إيصال الرسالة المطلوبة للشرائح المعنية بسهولة ووضوح، كل هذه الأدوار إذا ما انسجمت يمكن لها أن تقود دفّة قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات إلى أفق رقمي حضاري لا محدود!