لا جديد، هذا هو ديدن جايتكس السعودية، فهذا المحفل التقني المهم، ينعقد مرة كل عام، وسط تلهف المختصين والمهتمين، للاطلاع على جديد التقنية، تلك التقنية التي أصبحت تعيش معنا، وتلازمنا في كل لحظة، حتى أصبحت من الضروريات في حياتنا اليومية، ولكن بكل أسف تكرر كل عام نفس السلبيات والأخطاء، وتظهر في قوالب متنوعة، وبأشكال مختلفة، ويظل زائرو المعرض يُمَنّون أنفسهم كل سنة بحدوث مفاجآت، مفاجآت تبدأ على الأقل بإيجاد حلول للحركة المرورية، التي تشهد اختناقا، سببه غياب عنصر التنظيم، بالإضافة إلى سوء تنظيم مواقف سيارات الزائرين.
* * *
وعلى الجانب الآخر، وعلى الرغم من الإقبال الذي يشهده المعرض، فإنه يتحول إلى ما يشبه (الدكاكين)، التي تبيع مجموعات من البرامج الجاهزة، وتعرض أنواعا مختلفة من الإكسسوارات، والهواتف الجوالة، حتى ليُخيل لزائري المعرض أنهم وسط سوبر ماركت كبير، يندر أن يجدوا به معروضات جديدة، سوى ما هو متاح بالسوق المحلي، ولكنها تحت مظلة واحدة، ويسود بعض أجزائه ما يشبه سوق (الحراج) المفتوح، أصوات تتعالي، وكل العارضين ينصب هدفهم على بيع بضائعهم، وجني الأرباح.
* * *
ولعل أكثر ما يثير الانتباه، هي تلك المواقع المتميزة، والرائعة في التصميم والعرض، والتي تأخذ العقول، من خلال الإبهار الذي تحدثه لاستخدامها أشعة الليزر، والتي تتخذ منها بعض الشركات الكبرى الخدماتية منبراً لاستعراض عضلاتها، والترويج لخدماتها، والعمل على إخفاء إخفاقاتها، لتغرق المستهلك بالوعود الجميلة والأحلام الوردية.
* * *
وتعزف الشركات العالمية عن المشاركة في جايتكس السعودية إلا ما ندر، ويكاد يخلو من الحلول التقنية، وتختفي فيه معاني وأهداف المعارض التقنية التي تُعقد في مختلف أنحاء العالم، وتتميز بإطلاق الشركات لآخر اختراعاتها، وأحدث إبداعاتها، وتزدحم برامجها اليومية، بالمحاضرات والندوات، وورش التدريب المتخصصة التي تقام على هامش الفعاليات اليومية، فيتلقي مرتادو تلك المعارض، في أيام لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة، جرعات تعليمية وتثقيفية لا تقل عما يتم تدريسه خلال فصل دراسي كامل في أروقة الجامعة.
* * *
إنها بنظري، حالة مأساوية، إذا استمر هذا المعرض بذلك الأداء، فهل نجد هذا العام تنظيماً مختلفاً، في المظهر والجوهر إذ يحق لقاطني السعودية، من مواطنين ووافدين، أن يحلموا بمعرض تقني، ينافس المعارض التقنية العالمية، وعلى الأقل تلك التي تقام سنوياً في بعض دول الجوار، خاصة أن السعودية تشكل الثقل الاقتصادي الأكبر، ليس في دول الخليج وحدها، بل في الشرق الأوسط بكامله، وكلنا يعلم أن التقنية والعالم الرقمي أصبحا عماد كل تطور ونهضة، وأن الاقتصاد السليم يمكن أن يصبح معاقاً بدون تلك التقنية!
***
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«52» ثم أرسلها إلى الكود 82244
عبد اللطيف العتيق
E-mail: dchief@al-jazirah.com.sa