ازدهار في الغرب.. وانتشار نحو البلدان النامية
|
إبراهيم الماجد
اعتمدت بلدان غرب أوروبا وشمال أمريكا وبعض البلدان المتقدمة تكنولوجياً على الاتصالات السريعة منذ أكثر من عقد، وقد بنت غالبية أساليبها الاقتصادية على سرعة الاتصالات، خصوصا تلك المتعلقة باتصالات الإنترنت، وانتقلت بريطانيا مثلا من الاعتماد على شبكة الهاتف الثابت إلى شبكة الهاتف الرقمية في الإنترنت، ثم ما لبثت أن بدأت الاعتماد على الاتصالات الرقمية المعروفة بأسماء تقنيات عدةمثل ADSL و ISDN وغيرهما.
ومثل بريطانيا، فعلت فرنسا وإيطاليا والولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا واليابان وغيرها، واليوم بات ما يسمّى Broadband، أو الحزمة الواسعة، والاتصالات اللاسلكية هي الهدف الجديد لهذه البلدان التي تريد أن تبقى دائما من الأسرع في العالم في اتصالاتها المعلوماتية لأن الأسرع في الاتصالات يبقى الأسرع في أداء الأعمال الاقتصادية، وبالتالي الأقوى في الأسواق العالمية، والى ما هنالك من نتائج دراماتيكية للسرعة.
التطورات الاخيرة
تُجمع المرجعيات في قطاع الاتصالات العالمي أن عدد المشتركين في خدمات Broadband ارتفع بنسبة 72 في المائة عام 2002 إلى نحو 62 مليون مشترك، وكانت كوريا في الطليعة في نسبة استخدامها بنحو 21 مشتركا لكل 100 شخص، وجاءت هونغ كونغ في المركز الثاني عالميا مع نحو 15 مشتركا من كل 100.
والجدير بالذكر أن المستخدمين المنزليين هم الذين يشكلون الغالبية في الطلب على هذه الخدمة في جميع الأسواق، ويقولون إنها تأتي فيما لا يزال إمكان ازدهار الإنترنت قائما، وفي حين أنها تأتي لتعجّل في دمج الإنترنت في حياتنا اليومية فهي ليست دافعاً أساسياً للصناعة بالطريقة ذاتها التي كان عليها الهاتف النقال والإنترنت في التسعينات، فهي تعتبر تحسنا كبيرا يوفر دخولا أسرع إلى الإنترنت في شكل ملائم أكثر وبتكلفة أقل من قبل.
ومن أسباب هذا الارتفاع الكبير لعدد المشتركين الطلب الكبير على اتصال أسرع بالإنترنت، وتؤمّن هذه الخدمات اتصالاًَ بالإنترنت أسرع بخمس مرات من تقنية Dial Up (أي عبرخط هاتفي) مما يمكّن المستخدمين من إنزال Download الموسيقى والفيديو من الإنترنت بطرق سريعة، بالإضافة إلى تشاطر الملفات واستعمال المعلومات بفعالية أكبر.
وفي بعض الأسواق فإن المنافسة بين مزودي خدمات Broadband أدت إلى خفض الأسعار للزبائن مما رفع الطلب على هذه الخدمة كونها أصبحت منخفضة الثمن، ويعتبر البعض أن الاتصال بواسطة التقنية الجديدة يزيد التكاليف الملقاة على عاتق المستخدم، وتم التوصل إلى انه حول العالم، هناك علاقة إيجابية بين نسبة استخدام Broadband والنفقة الشهرية على خدمات الاتصالات.
كوريا الجنوبية، على سبيل المثال، التي تحتل المركز الأول في نسبة استعمال الخدمة الجديدة تأتي أيضا في المركز الثاني بعد سويسرا في نسبة الإنفاق الشهري على الاتصالات، والدول الأخرى التي تتمتع بنسب مرتفعة في استخدام Broadband، مثل كندا وأيسلندا، تتمتع بمستويات عالية في إنفاق المستخدمين على الاتصالات، وبالنسبة إلى أداء الأعمال، يتنافس الجيل الجديد لهذه الخدمات بفعالية كبيرة مع الخطوط التأجيرية leased lines التي لطالما خدمت في قطاع الشركات.
ففي بعض الأسواق، يمكن أن تكون تكلفة Broadband أقل ثمنا بنسبة 111 مرة لكل ميغابيت بالثانية من الشبكة الخاصة اليوم، وخفض التكاليف وحده حافز أساسي للمستخدمين في القطاعين العام والخاص لاستعمال Broadband. وتؤمّن الخدمة أيضا بنية تحتية ممتازة لخدمات الحكومة الإلكترونية والتعليم الإلكتروني، مثل خدمة تجديد رخص السائقين على الانترنيت وتسجيل الضرائب إلكترونيا، بالإضافة إلى مكتبات ومراكز تعليم على الإنترنت.
أسواق سريعة النمو
ومن دوافع ازدهار مواقع الإنترنت، التوقعات التي أشارت إلى أن الإنترنت ستولّد سوقا ضخمة للتجارة الإلكترونية وللمحتوى عند الطلب وللتطبيقات الموجودة على الإنترنت، كذلك أن خدمات Broadband تقرّب هذا التوقع أكثر إلى الحقيقة عبر تأمين سرعات إضافية وقاعدة أفضل لتطوير خدمات المحتويات.
وتفيد الإحصاءات أن نحو شخص واحد بين 10 مشتركين بالإنترنت حول العالم أو أكثر من 5 في المائة من قاعدة مشتركي الخط الثابت في العالم، لديهم اتصال عبر خدمات Broadband، غير أن عددا أكبر من الأشخاص يحصلون على فوائد الاتصال السريع بالإنترنت عبر شبكة LAN في العمل أو المدرسة.
وتتقدم كوريا بثلاث سنوات المعدل العالمي في تحويل مشتركي الإنترنت إلى مشتركي الحزمة العريضة فهم يشكلون 94 في المائة من مجمل مشتركي الإنترنت لديها. وفي نهاية عام 2002 كانت خدمات Broadband متوافرة تجاريا في نحو 82 من 200 اقتصاد في العالم، والكثير منها تتمتع بنمو مثير في عدد المشتركين خلال الأعوام الأربعة الماضية، ومن المتوقع أن تصبح الأسرع نموا في مجال خدمات الاتصالات في بعض الأسواق، في الولايات المتحدة مثلا، من المحتمل أن تصل نسبة استعمالها إلى 25%، وهي أسرع من نسب استخدام الكومبيوترات الشخصية أو الهواتف النقالة التي سادت في الماضي.
ومعروف أن غالبية المستخدمين لهذه التقنية هم من الدول المتطورة، ولكن مع الانخفاض في تكلفة استعمال هذه الخدمة ستتمكن بعض الدول النامية من استعمال هذه التكنولوجيا لتتغلّب بذلك على مشكلات البنية التحتية السلكية التقليدية.
فبدل انتظار الخدمات السلكية التي غالبا ما يكون نشرها مكلفا، في استطاعتهم الآن استعمالها لتطوير شبكات الصوت والبيانات والفيديو.
على سبيل المثال، في بوتان يتم استعمال تكنولوجيا Broadband لتزويد اتصال صوتي مكان شبكات الهاتف الثابت، فقد تمكنت هذه التكنولوجيا من وصل قرى ببعضها كانت في ما مضى بعيدة عن خدمة الهاتف التقليدي.
وحول العالم، صار الحصول على المعلومات والمعرفة من الدوافع الأساسية للنمو والتطور، والتقنية الجديدة ستساعد على تسريع هذه العملية عبر وضع التطبيقات المختلفة على شبكة واحدة بالإضافة إلى خفض التكلفة والتغيير الجذري لاقتصاد الاتصال.
.....
الرجوع
.....
| |
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|