ضمن برنامج العالم المستقبلي إنتل تسعى لاستثمار بليون دولار في الدول الناشئة
|
* إعداد - وليد الشهري:
يبدو أن عملاقة المعالجات الإلكترونية لم تكتف بأنها الشركة العالمية الأولى في صناعة قطع الأجهزة الكمبيوترية، والرائدة في صناعة الشرائح الإلكترونية والبرمجية، بل تجاوزت ذلك إلى محاولة تطوير دول العالم الناشئة بما تملكه من إمكانات تقنية ومادية ضخمة، حيث أعلنت الشركة مؤخراً عن برنامجها العالمي The World Ahead ( العالم المستقبلي) وهو برنامج يأتي امتداداً لبرامج شركة إنتل السابقة في سعيها لتطوير دول العالم الناشئة واستثمار أموالها فيها لتوسيع سوق العمل التقني.
فقد أعلن مسئولو الشركة أنهم سيستثمرون بليون دولار في السنوات الخمس القادمة على الدول الناشئة تقنياً وإدخال آخر ما توصلت له التقنية في عالم الكمبيوتر والاتصالات إلى هذه المناطق، وكانت إنتل خلال العامين الماضيين قد بدأت ببرامج مشابهة في منطقة الشرق الأوسط قامت من خلالها بإجراء دورات تدريبية خاصة للجهات العلمية وتدريب المعلمين في كيفية استخدام التقنية للمساعدة في العملية التعليمية، والدول التي تسعى إنتل لاستثمار برنامجها الجديد فيها هي الهند والصين ودول شرق آسيا الفقيرة.
وعلى الرغم من أن الهند أصبحت واحدة من أقوى دول العالم في مجال البرمجيات والتقنية الحديثة إلا أن آخر إحصائية أجريت العام الماضي أكدت أن لكل ألف مواطن هندي هناك 14 جهاز كمبيوتر فقط وهي نسبة لا تتفق كلياً مع التطور الكبير الذي تشهده البلاد في مجال تقنية المعلومات، والتي جعلت من مدينة بنغالور الهندية واحدة من أكبر مدن العالم المتقدمة تكنولوجياً، وكما هو الحال في الهند فكذلك الصين ليس بغريب على الشركة أن تستثمر أموالها الطائلة في سوق يعد الأسرع نمواً في العالم نظراً للتعداد السكاني الهائل والذي يوفر عامل الشراء والطلب الكبير في حال أصبحت التقنية ضرورة لابد منها لاستمرارية الحياة اليومية.
وهذه ليست المرة الأولى التي تقوم فيها شركة إنتل باستثمار أموالها في الصين فقد سبق للشركة أن دخلت السوق التقنية الصينية في عام 1980م وكان لها الدور الأكبر في نمو القطاع التقني في ذلك البلد حتى أصبح قوة كبيرة كما نراه اليوم وقد قامت إنتل بتمويل العديد من المشاريع التقنية الكبرى في الصين حتى أصبحت طرفاً فيها.
كما أن البرنامج يضمن للشركة بعضاً من الأعمال الإنشائية التي ستعود إيراداتها الربحية للشركة مستقبلاً وفي حال نجاحه فإنه سيكون واحداً من أنجح المشاريع التقنية في العالم حيث ستتسع سيطرة إنتل العالمية ونطاق بيعها لتمتد لكل دول العالم.
والبرنامج في مضمونه يهتم ويركز على المدن الصغيرة والقرى في الدول التي لا تتوفر فيها الإمكانات أو وسائل الاتصال الحديثة.
ويتضمن البرنامج ترويج تقنية الاتصال اللاسلكي للمدى البعيد WiMax والمطورة من قبل الشركة، ولا يبدو أن هذا الشيء مستغرباً إذا ما علمنا بالشركة قد أشرفت على أكثر من 175 اختباراً لهذه التقنية في العالم. كما سيكون لأجهزة الكمبيوتر دور كبير في هذا البرنامج حيث تقوم الشركة بالعمل على ستة أنواع مختلفة من أجهزة الكمبيوتر تلائم كثيراً من الجغرافيات المختلفة وسوف يتم كشف النقاب عنها خلال السنوات الست القادمة.
والجدير بالذكر أن الشركة قامت بإنتاج بعض من هذه الأجهزة الكمبيوترية الخاصة لبعض البلدان، حيث أظهرت للعالم جهاز الكمبيوتر الخاص بسكان الهند والذي يناسب جغرافية البلد ومجتمعه الخطير بسبب الفقر وشح الغذاء.
والجهاز الذي كشفت عنه يتميز بقدرته على حماية محتوياته من الغبار والأتربة وقدرة تشغيله ببطارية السيارة، كما أنه يأتي في حقيبة خاصة ومحكمة الاقفال. كما قامت بإنتاج بعض البرمجيات التي تساعد أصحاب مقاهي الإنترنت في الصين على إدارة أجهزتهم.
ويبدو أن الاتجاه الذي انتهجته شركة إنتل قد دفع بقية الشركات المصنعة للأجهزة الإلكترونية والبرمجيات المختلفة إلى إنتاج عدد أكبر من الأجهزة ذات التكلفة المنخفضة والأداء المعقول للوصول إلى شريحة جديدة من المستخدمين وهم الفقراء.
وعلى الرغم من شح المال لدى المستخدمين المستهدفين إلا أن أحد الخبراء التقنيين صرح بقوله: (إننا لو نظرنا للموضوع بنظرة أكثر شمولية لوجدنا أن النسبة الكبرى من سكان مناطق شرق آسيا هم من الطبقة الفقيرة، ولكن عند توفير أجهزة مناسبة لدخل هذه الطبقة فبكل تأكيد سيكون الربح كبيراً نظراً لإعداد المستخدمين الكبيرة من نفس الفئة).
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|