قال الوقت للناس وداعاً

إني أنفس شيء في الوجود

ترجع الأوراق والطير جميعاً

وأنا من حيث أمضي لا أعود

تيمناً بالأبيات السابقة وإيماناً بقول المصطفى وهو ما نردده جميعاً (اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد) إلى جميع من يتفقون معي أسطر كلماتي... ما أن بدأت الدراسة الفصلية حتى بدأ معها العد التنازلي لتشارف بعد أشهرٍٍ معدودة على الانتهاء تاركةً للإجازة الصيفية مكانها لتحل فيه بدلاً عنها وحينئذ تفارق طالباتنا الجامعيات مقاعد الدراسة برغم تطلعهن لأن يتممن نصاب ساعاتهن الدراسية في فترة زمنية أقل مما هو مقرر لهن في جداولهن الدراسية، وهن في هذا الأمر يتسابقن في محاولاتٍ جادةٍ منهن لتسجيل أسمائهن للدراسة الصيفية, وتؤجل أحلامهن والحجة (عدم توفر أعضاء هيئة تدريس للطالبات في فترة الصيف) وكأنها رسالة خفية تصل إليهن إن الإجازة لراحة الأبدان والعقول معاً!!!

جامعتنا

باسم جميع طالباتك الراغبات في مجاورة أركانك حتى في أوقات الدعة والراحة أبعث إليك رسالة علها تصلك ويكون لوقعها صدى بين أرجائك المعمورة...

بشهادة أغلب من درَّسَ الطالبات من أعضاء هيئة التدريس المميزين والمنصفين واستشهاداً بقول أحدهم في إحدى حلقات النقاش للتعليم الالكتروني والتعليم عن بعد: (تميزت الطالبة عن الطالب في التعليم الالكتروني والتعليم عن بعد) وعلق آخر: (إنها متميزة دائما!!) في تلك اللحظة خضت الواقع باحثةً عن أسباب هذا التميز فوجدته في مسببات عدة فالطالبة تتحمل مسؤوليتها كاملة عن تعلمها بقدرٍ كافٍ, وتستطيع أن تتعلم بمفردها (تعلماً ذاتياً)، كما أنها تتعلم وفق سرعتها وقدراتها ووفق ما يسمح به وقتها لارتباطها بالزوج والأبناء أو حتى المناسبات, وتعتمد على وسائل التقييم الذاتي دون الحاجة لمتابعة من أحد، كما أن روح المنافسة لدى الطالبات (من خلال ملاحظتي لزميلاتي وللمجتمع من حولي) أعلى من الطلاب, إضافةً إلى أنهن يتجاوبن مع كل جديد بشكل سريع مبهر فتكون المحصلة النهائية للكثيرات منهن هي روح الإبداع.

ومع ذلك فقد وجدت أن الطالبة أقل حظاً بكثير في حصولها على التعليم الجامعي من قِبَل أعضاء هيئة التدريس لأسباب عدة بعضها إداري كحرمانها من التعلم على يد أحد أعضاء الهيئة التدريسية الأكفاء في مقابل تعليمها من قبل عنصر نسائي غير مؤهل في بعض الأحايين وبعضها فني كالانقطاع المفاجئ للبث التلفزيوني أو انقطاع الاتصال الهاتفي داخل القاعة الدراسية مما يسبب صعوبة التواصل مع عضو هيئة التدريس أضف إلى ذلك حياء الكثيرات منهن من محادثة عضو هيئة التدريس هاتفياً للاستفسار عن بعض الأمور المنهجية الغامضة (وهذا على الأخص سر تميزنا).

العقول مواهب والعلوم مكاسب

لا أود أن أثقل عليك - جامعتي - بشكواي ولكني أعلم علم اليقين أن شعارك (العقول مواهب والعلوم مكاسب) ومن هنا فالحل الأمثل لموازنة الأمور هو التعليم عن بعد (Distance Learning) وهو ذلك النوع من التعليم الذي ينقل التعليم إلى الدارس في موقع إقامته دون التقيد بزمان أو مكان موفراً بذلك الكثير من المتطلبات المالية لتوفير قاعات إضافية أو تعيين مشرفات أو الالتزام بتكاليف معينة لاستمرار عمل الجامعة خلال الإجازة الصيفية, وإيماناً منا بأن العلاقة التعليمية بين المعلم والطالب ليست علاقة التقيد بالحضور في مكان ملموس الزوايا والأركان وإنما اللقاء الفعلي هو اللقاء المعرفي الحقيقي فيمكن تحقيق هذا الأمر عن طريق البريد الإلكتروني، ومن هنا فالتعليم عن بعد يلائم النساء كافة خصوصاً اللاتي يجابهن ظروفاً معينة كالولادة وتربية الأبناء والسفر يمكنهن الاتصال بأعضاء هيئة التدريس أينما كانوا عن طريق البريد الإلكتروني والمواقع المتخصصة مثل (الويب سيتي) المطبق لدى الطلاب فقط في جامعة الملك سعود!! فهذا النظام لا يجبر عضو هيئة التدريس بالبقاء في الجامعة ولا حتى في المنطقة بأكملها موفراً بذلك ماله لأموره اللازمة للتنقل والمصاريف اليومية ومساهماً بذلك في حل مشكلة الحركة المرورية التي نواجهها في عملية التنقل وخاصة في فصل الصيف المصحوب بارتفاع هائل في درجات الحرارة، وحتى نكون مقسطين فلنتبنى هذا النوع من التعليم كمرحلة تجريبية أولى دراسةً من المنزل وتقييماً نهائياً داخل نطاق الجامعة.

وأختم كما بدأت بآمال نتطلع لتحققها من خلال إتاحة الدراسة الصيفية للطالبات وأن يفعَّل التعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد ليكون ملاذاً آمناً نحقق من خلاله أحلاماً طالما راودتهن في إكمال مسيرتنا التعليمية خلال الصيف.