الإنترنت.. سارق الوقت الثمين
من يفلح في.. استخدامه بترشيد؟!
صراع الأبناء.. وغفلة الآباء
ضياع وراء سراب المكالمات الوهمية
|
تحقيق: منار الحمدان
الشبكة الدولية للمعلومات (انترنت) مثلت طفرة العصر الاتصالية والعلمية التي جعلت العالم في غرفة كل من يرغب فيه.. ولكنه يظل سلاحاً ذا حدين، فمنا من يستخدمه لمواكبة ايقاع حركة الحياة العصرية وزيادة العلم والمعرفة.. ومنا من يراه ساحة لقتل الملل واهدار الوقت.. والبحث في عالم المجهول دون خطة أو هدف.. فبقدر ما أضافت هذه الطفرة العلمية الى حياتنا الكثير من مضامين التقدم والتطور والرفعة.. فقد أخذت منا الكثير من الوقت.. ومن البعض القيم.. وتعطلت جوانب علمية لدى البعض.
هذا التحقيق يبحث في الجوانب المتعددة لافرازات هذه الشبكة العنكبوتية.. استخداماتها.. اهداف المستخدمين.. نوعيتهم.. الايجابيات.. السلبيات.. وفي كل الحالات المستخدم هو سيّد الموقف..!
استخدامي مرشّد
في بداية التحقيق التقينا المعلمة مشاعل الحسن التي تحرص على الاستفادة من هذه الشبكة في البحوث العلمية والدينية إذ تقول:
ان الانترنت أصبح مهماً وضرورياً ولكن ليس معنى ذلك أن يصبح الشغل الشاغل لمستخدمه.. فأنا استخدمه في البحث عن العلوم الدينية والثقافية، ولزيادة حصيلتي العلمية.. وفي حالة وجودي بجوار الجهاز ابحث دائماً عما يناسب اعمار بناتي.. واختار لهن البرامج التوعوية.. ويكون ذلك في فترات محددة.. واقوم باستخدامه بصورة مرشدة للضرورة وللفائدة القصوى.
يفيدني عملياً
الدكتورة حميدة عبد ربه ترى ان الانترنت أتاح لها فرصة كبيرة في التعرف على أحدث ما وصل اليه الطب وكذلك في البحث عن بعض الكتب والمراجع المفيدة في مجال التخصص ولهذه الأسباب وحدها فقط امضي يومياً ساعة واحدة.. في عالم الشبكة الدولية للمعلومات التي توفر لنا الكثير من عناء البحث.
معركة الكومبيوتر
البعض يسرف في وقت الاستخدام، ولو على حساب مهام وواجبات اخرى اكثر أهمية.. وفي هذا الجانب قالت الاخت سلوى عبدالشكور، إن وجود جهاز كومبيوتر واحد في المنزل يسبب الخلافات والمشاكل بين الأبناء.
وأضافت: ألاحظ كثيراً تدافع أبنائي وتنافسهم للجلوس على الكومبيوتر للدخول الى شبكة (الانترنت) فكل منهم له رغبته الخاصة ومزاجه المحدد. لذلك عندما يكون الجهاز خالياً لا يجلس عليه أحد يتهافتون لاستخدامه حتى لو كان ذلك على حساب وجبة الغداء أو العشاء مثلاً.. فهذا إقبال عجيب من الصغار دع عنك الكبار..!!
آه.. يا وقتي الضائع..
أكثر ما يندم عليه المرء.. لدى استخدام الانترنت هو الوقت الضائع.. خصوصاً اذا كان الاستخدام بشكل اسرافي.. أو دون هدف.. لأن الوقت ثمين وجزء مقتطع من عمر الإنسان لا يعود أبداً إليه مهما كان..!! حول هدر الوقت سدى.. وعدم الاستفادة من ساعات الجلوس أمام الجهاز تقول الطالبة مها سعيد: أنا أقضي معظم وقتي أمام الانترنت وتمضي الساعات الطويلة دون أن أشعر بها.. ودائما ما أقضي وقتي في موقع المحادثات الوهمية التي يسودها الكذب سواء في الاسم أو في العمر أو حتى في الجنس.. وجميع ما يقال ليس فيه شيء من المصداقية.. ولا أحس بأي جدوى من وراء ذلك.. وظللت على هذه الوتيرة فترة من الزمن.. وفجأة حدثت نفسي ذات يوم بأن ما أقضيه في هذه المواقع هو الخطأ بعينه وتركت ذلك نادمة على وقتي الذي ضاع ولن يعود أبداً..
سلاح ذو حدين
المعلمة ندى الراشد تطرح وجهة نظرها حول هذا الموضوع قائلة: من المؤكد ان الانترنت كما له ايجابيات له أيضاً سلبيات.. فهو سلاح ذو حدين.. لذلك أرى في حالة احتياج الأب أو الأم.. أو أحد أفراد الأسرة للجهاز ان يضعه في مكان خاص ويغلق عليه الباب وألا يكون ألعوبة في يد المراهقين.. أو الاطفال فقد يقودهم فضولهم أو أصدقاء السوء إلى مواقع تكون سبباً في انحرافهم.
توافقها الرأي الأخت سمر النويصر، إذ تقول ان الانحراف مشكلة وضياع الوقت مشكلة أخرى.. فالفتيات اللاتي يتعودن الجلوس على الكومبيوتر لا يحاولن تعلم فن الطبخ ولا مساعدة أمهاتهن.. لأن الانترنت يسرق الوقت خلسة.. وتمر الساعات الطوال وكأنها ثوان معدودة.. وهذا للأسف ما يحدث في كثير من البيوت.
أنقذني في الدراسة
وحول توظيف هذه التكنولوجيا العلمية الجبارة في ما يفيد تقول الاخت إلهام توفيق: وهي طالبة في المرحلة الجامعية: حينما طلب منا تقديم بحث في أي موضوع.. اتجهت الطالبات للمكتبات للبحث ولشراء الكتب.. أما أنا فقد جلست على الانترنت.. وقد افادني كثيراً في هذا المجال.. هذا الى جانب الطباعة.. فاشعر بأنني استفدت منه كثيراً. وهكذا نجد ان الانترنت له مساوئ بقدر فوائده، بل اكثر لكن العاقل من استخدمه للفائدة دون أن يسرق وقته.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 