|
تجربة ناجحة لاستخدام الهواتف الجوالة بالطائرات دون مشكلات
|
نفذت شركة طيران أميريكان إير لاينز أخيرا ً تجربة ناجحة لإجراء مكالمات بالهواتف الجوالة من داخل إحدى طائراتها وهي تحلق بالجو بلا مشكلات أو حدوث أي تأثير على نظم الملاحة بالطائرة وأدائها أثناء الرحلة ، وقد أثار الإعلان عن التجربة ردود فعل متباينة بسبب المخاوف التي تتعلق بإجراءات السلامة والأمن على الطائرات ، والتي يمكن أن تتأثر بهذا النوع من الاتصالات سواء من حيث التأثير التقني المتمثل في الشوشرة على أجهزة الملاحة والتوجيه ، والتأثير الاجتماعي المحتمل المتمثل في المشاحنات المحتمل وقوعها بين الركاب الذين يرغبون في الجلوس بهدوء على الطائرة ، وبين من يتحدثون بصوت مرتفع في هواتفهم الجوالة .
جاءت هذه التجربة في وقت طرحت فيه شركة إير سيل المتخصصة في الاتصالات أثناء الطيران نظاماً يوجه المكالمات لشبكة من أجهزة الاستقبال المخصصة في جميع أرجاء أمريكا ، وستقوم المعدات المثبتة داخل الطائرة بإنشاء نقطة ساخنة في الكابينة تتعامل مع اتصالات الصوت والإنترنت ، ويستطيع نظام إير سيل التعامل مع أي من معايير الجوال الثلاثة الرقمية التي تستخدمها الشركات الأمريكية وهي : سي دي إم إيه ، وتي دي إم إيه ، وجي إس إم ، ويجري استقبال الإشارات من كل نوع من هذه الأنواع من خلال برج الجوال في الطائرة ، ويتم تحويلها إلى إشارة رقمية يتم إرسالها إلى أحد أجهزة الاستقبال الأرضية الخاصة بشركة إير سيل ، ثم يتم فصل الإشارات ويتم إرسالها إلى شركة العميل لتوجيهها وحساب تكلفتها .
وتم تصميم النظام لنقل الإشارات مسافة قدرها 50 ألف قدم ، ثم نقلها من جهاز استقبال أرضي إلى الجهاز التالي ، أثناء تجول المتصل بسرعة 600 ميل أي حوالي 960 كيلو مترا ً في الساعة وبسبب الارتفاع الذي تطير فيه الطائرات سنحتاج إلي 150 موقعاً لإنشاء أبراج الاستقبال لتغطية الولايات المتحدة الأمريكية .
وبسبب اعتماد نظام إير سيل على الأبراج على الأرض ستقتصر الخدمة على الطيران على الأرض ، وفي الاختبار الذي تم إجراؤه بواسطة شركة أميريكان إير لاينز تم إرسال الإشارات أولاً إلى الأقمار الصناعية ثم إلى الأرض ، ولأن الأقمار الصناعية تجوب الكرة الأرضية كلها يمكن إجراء المكالمات باستخدام هذا النظام أثناء الطيران فوق البحار والمحيطات أو الدول الأخرى بخلاف الولايات المتحدة الأمريكية .
ومن الاقتراحات الجاري دراستها في الوقت الحالي إنشاء برج جوال صغير يتم تركيبه داخل الكابينة مهمته التقاط إشارات الهواتف الجوالة ونقلها إلى القمر الصناعي أو إلى برج آخر على الأرض وميزة تركيب مثل هذا البرج إلغاء الحاجة إلى تركيب أسلاك الاتصالات الداخلية بين المقاعد وبين الكابينة .
وقد اعتبر البعض هذه الخطوة بمثابة بشرى لرجال الأعمال كثيري السفر للخارج الذين يستخدمون هاتفهم الجوال باستمرار ويعجزون عن إجراء أي مكالمة على متن الطائرة بسبب الخوف من التشويش على معدات الملاحة وأجهزة الاتصالات في الطائرة .
بعد عامين ربما يمكنك استخدام الهاتف الجوال في الطائرة وليس هذا فحسب ، بل يمكنك الاتصال بالإنترنت أثناء الطيران ، الأمر الذي يجعلك دائم الاتصال بكل أعمالك حتى طوال فترة السفر التي قد تطول اثنتي عشر ة ساعة كاملة .
غير أن هناك من حذر من بعض المشكلات التقنية والاجتماعية التي يجب حلها قبل السماح باستخدام الهاتف الجوال على الطائرة ، فينبغي التأكد من عدم التداخل بين الجوال وأجهزة ومعدات الطائرة والذي قد يسبب أي خلل فيها أو تشويش عليها في كارثة محققة ، وبالنسبة للبعد الاجتماعي ينبغي أن تتوصل شركات الطيران إلى شروط تتجنب بها أي نزاع أو خلاف بين مستخدمي الجوال ذوي الصوت المرتفع والركاب الذين يبحثون عن الهدوء والاسترخاء أثناء الرحلة .
وبينما تنتظر غالبية شركات الطيران موافقة الحكومات التابعة لها على هذه الخطوة ، أقدمت بعض الشركات على خطوات أخري فشركة طيران لوفتهانزا الألمانية طرحت إمكانية الاتصال بالإنترنت على بعض الرحلات الدولية لاسيما الطويلة منها ، وقد وفرتها على خطوط الطيران من ميونيخ لطوكيو ومن ميونيخ للوس أنجلوس ، أما شركات الطيران الأخرى فأقصي ماتقدمه في الوقت الحالي للركاب هو إمكانية إرسال البريد الإلكتروني والرسائل الجوالة القصيرة ، وفي المقابل يسدد الركاب مبلغا ً إضافياً مثلما يفعلون للحصول على خدمة الإنترنت عبر الهاتف . وحتى الآن ما زالت هناك مخاوف من تأثير استخدام الهواتف الجوالة أثناء الطيران على شبكات الجوال والتشويش على أنظمة التوجيه والملاحة وأيضا ً الخوف من الضغط على الشبكات الأرضية بسبب السرعة الهائلة للطائرات .
.....
الرجوع
.....
| |
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 