التكنولوجيا سوف تمحو الأفكار التقليدية الخاصة بمسألة الخصوصية
في عصر الثورة الإعلامية... وداعاً للمعلومات
بول سافو: في زمن التقدم التقني أعظم خسارة هي الوقت الذي نستغرقه في التفكير
|
في مقاله الذي كتبه مؤخرا ،ذكر Paul Saffo، وهو مدير مؤسسة Institute for Future ،أن شبكة الإنترنت العالمية هي قلب الثورة الناشئة للإعلام الشخصي وقد كان ذلك ال ، منطبقا على التلفاز في الخمسينات من القرن العشرين ولكن كان يعد قلب ثورة الإعلام العام الذي صبغ النصف الآخر من القرن العشرين. وثمرة هذه الثورة ستكون عبارة عن مجتمع فعال قوي ذي علاقة مستمرة منبثقة من المعرفة المشتركة والمعلومات التي تعد الرباط الذي يربط أجزاء المجتمع معا.
يمكن القول بأن paul Saffo أحد المتنبئين وكذلك أحد واضعي الإستراتيجية التي تستكشف تغيراً تكنولوجياً بعيد المدى وتأثيره العملي على الأنشطة التجارية وعلى المجتمع. يعمل Paul Saffo بروفيسور مشارك استشاري ،بكلية هندسة ستاندفورد وكذلك زميلا بالأكاديمية السويدية الملكية للعلوم الهندسية. نشرت مقالاته في جريدة The Washington Post وجرائد أخرى مثل Business 2. 0 ،Fortune ،The Harvard Business Review ،The Los Angeles Times ،Newsweek ،The New York and Wired.
حول هذه السلسلة: Beyond the Future وهي سلسلة امتدت حوالي أسبوع عبارة عن دردشة حية على الإنترنت مع خبراء بارزين وصحفيين من جريدةWashington Post يبحثون في أنواع التقدم التكنولوجي الذي يمكن أن نشهدها في عام 2050 أو بعد مائة عام. يمكنك أن تجد أخباراً متعلقة بهذا الموضوع في صفحات the Science and Tech Frontier من موقع washingtonpost. com. حول هذا الموضوع كان هذا الحوار مع الصحفي بول سافو، والذي نشرته صحيفة واشنطن بوست:
Paul Saffo: وهكذا فإن ما أتنبأ به هو أن ما تنبأ به المتحمسون أثناء الفوران الزائف ثم تراجعوا عنه عندما زال ذلك الزيف سوف يصل متأخرا وبأساليب غير متوقعة. مع أن تلك الثورة لا يمكن أن نعدها ثورة معلومات علي الإطلاق ،إلا أنها إلي حد ما ثورة ضخمة كما هو متوقع. هي ثورة إعلامية والأكثر من ذلك أنها تحول حيث يمكن مقارنته بذلك التحول الذي صحب وصول التلفاز في الخمسينات من القرن العشرين.
Huston ،Tex: هل تعتقد أن التكنولوجيا هي السبب الأساسي لحدوث التغيير في المجتمع أو أن أغلب الاتجاهات التكنولوجية كانت بسبب الحاجات الاجتماعية؟
Paul Saffo: إنها مقتطف من كلاهما. إننا في المقام الأول نخترع التكنولوجيا الخاصة بنا ثم نستدر بعد ذلك ونستخدم التكنولوجيا لكي تعيد صياغتنا إما كأفراد أو كجماعات أو في نهاية الثقافات بأسرها.
Fairfax ،Va: أود القول بأنه نتيجة التقدم المستمر والفائق في مجال التكنولوجيا فإن أعظم خسارة هي الوقت الخاص بالتفكير. فبدلا من أن يكون لدينا وقت ومقدرة لكي نفكر بالفعل في مشكلة معقدة بعينها نجد أنفسنا في حالة نهم دائم لأن نحصل علي أجوبة لأسئلتنا وإرضاء دائم لرغباتنا أو نجد أنفسنا مطالبين دائما بتقديم الأجوبة الدائمة علي الاستفسارات. وإذا كان يمكن القول بأن لدينا مزيداً من المعلومات المتاحة فهل يمكننا القول بأننا نتلقى المعلومات كما وكيفا أم كما فقط؟ وهل هذا هو المستقبل؟ سوف يكون هؤلاء المستقبلين المتخصصين أكثرا انشغالا ومع ذلك فسوف يصبحوا جزءا لا يتجزأ من المنظمات والأنشطة التجارية.
Paul Saffo: اتفق معك في ذلك. فأنا أري أن المشكلة تكمن في الضريبة التي ندفعها من أوقاتنا وهي الوقت الخفي أثناء الانتقال من عمل إلي أخر وليس الأعمال والمهام نفسها. وعلي سبيل المثال ،لو أننا لدينا ستة مهام علينا أن نقوم بها في غضون ساعة فالمنطق يقول بأن لدينا 10 دقائق لكل مهمة لكن الجزء الخفي هو الوقت الذي نقضيه عند التحول من مهمة إلي أخري.. وأنا أراهن أن هذا الوقت قد يستغرق من3 إلي 5 دقائق بين كل مهمة ومن هذا المنطلق فإن ذلك يعني لو أنني أقوم بستة مهام في الساعة فأنا لدي خمسة دقائق بين كل مهمة.
Houston ،Tex: أنا رجل أعمال متمرس لم أعد أمارس أعمالي نتيجة للهواجس التي تلاحقني بسبب هذه المواضيع. تنتابني هواجس مخيفة لدرجة أنني خسرت نحو 75% من دخلي بسبب العكوف علي كتابات في هذا الموضوع وقراءتها والبحث فيها. هل بإمكانك أن تخبرني ما إذا كان لديكم مكان شاغر في النشاط التجاري الذي تقومون به؟ فأنا أود أن أجد مكانا لي للعمل في هذا المجال؟
Paul Saffo: حسنا ،بالفعل Houston هو مكان عظيم لهذا الغرض إذ أن هناك برنامجا رائعا للدراسات حول المستقبل يعقد في the Univ of Houston Clearlake. وبصفة عامة أنا لا أنصح بالاشتراك فيه علي وجه الحصر في الأعمال المتعلقة بالمستقبل إذ أنني أعتقد أن هذا المجال برمته سوف يختفي كنظام قائم بذاته ومستقل في غضون العشرة الأعوام القادمة.
Los Angeles ، Calif: ما رأيك في الدور الذي تلعبه التكنولوجيا في صناعة الأفلام وضروب التسلية؟
يبدو أن صانعي الأفلام لديهم خيارات عديدة لإخراج أفلامهم وكذلك إمكانية مشاهدتها بالوسائل التي يرغب فيها المشاهد Likes of you Tube and vMix. حتى أن مهرجان الأفلام مثل مهرجان أفلام الشاشة الثالثة التي تفسح المجال لأحداث تمكن صانعي الأفلام من المزيد من الرؤية. حتى إن المشاهدين يطالبون الوقت والمكان الذين يرغبون المشاهدة والتسلية فيه وإن كان ذلك لم يكن متاحا من قبل.
هل تعتقد أن التكنولوجيا قد زودت الناس بالمزيد من القوة والاختيارات؟
Paul Saffo: الدور كبير فعلا وذلك إذا ما قارناه بتأثير التلفاز علي السينما في الخمسينات. وإذا رجعنا إلي هذه الفترة فسوف نجد أن التلفاز قد حل محل السينما وكان يعد الوسيلة المعتادة للمشاهدة. وكان علي Hollywood وقتها أن تتحول من عرض الأفلام التي كانت بمثابة عادة أسبوعية إلي عرض أفلام بحجم أضخم والتي تخدم الذوق الجديد الذي يمل تكرار عرض الأفلام السينمائية.
هذا هو وقت الشاشة الصغيرة التلفاز Cellywood والذي يتجه لأن يصبح مفعما بالمفاجئات
Reston ،VA: هل ستكون هناك مساحة للشئون الشخصية أو للخصوصية في هذا العالم الجديد والجرئ؟ وما هو التأثير الذي سيحل بالمجتمع ككل؟
Paul Saffo: حسنا منذ بضع سنوات انتبهت Scott McNealy of Sun إلي الخصوصية بشكل واضح وتغلبت عليها. هذا يبدو كئيبا إلي حد ما لكن المسار الذي يتخذه قد يكون صحيحا. إن التكنولوجيا سوف تمحو الأفكار التقليدية الخاصة بمسألة الخصوصية حتى ولو خلفت وراءها هستريا الخوف من الإرهاب وكذلك الخوف من الاختراق من قبل السلطات الحكومية.
نحن قلقون بشأن Big Brother وعلي المستوى الشخصي فأن أكثر قلقا حول كثير من الإمكانيات التي يمد بها الإنترنت Little Brother لكي يتطفلوا علي خصوصيات الغير.
Arlington ،Va: هل سيظل الإعلام العام محتفظا بمكانته وبأي شكل مع ما نشاهده من حصول الجمهور علي الأخبار من الإنترنت بدلا من الجرائد أو التلفاز الذي لا يشبع حاجة الجمهور؟
Paul Saffo: الإعلام العام في تهاوٍ ولكنه لن يندثر. والأكثر من ذلك هو أنه سوف يعيد حساباته ويواكب النظام الجديد. وهذا ما يحدث دائما فهناك الحوارات الجوهرية التي يتناولها الإعلام حيث تكون من الوضوح بمكان بحيث لا تجد المواراة لها فيه سبيلا. فلم نسمع أن محت الآلات الكاتبة الأقلام ولا أن دثر التلفاز الراديو أو السينما كما أن الكمبيوتر لن يمحو الورق.
لذلك ستكون هناك تحولات واضحة بلا شك وانقراض لبعض أشكال محددة من الإعلام.. ودعنا نفكر بشأن نهاية بعض الأشكال الإعلامية مثل التي كانت تصدر أسبوعيا مثلLook and Life في الستينات والسبعينات. وإليك بعض الشركات اللامعة التي أفلست وكذلك بعض الشركات التي اندمجت مع بعضها. وما أراه هو أن الشركات الإعلامية العملاقة التي بقيت سوف تتوسع وتكبر ولكن بطريقة جديدة وهي أن تعطي مناهج تساعد بها المؤسسات الصغيرة.
Arlington ،Va: هل تؤمن بالدعاية والضجة التي تقوم بها شبكة الإنترنت(Web 2. 0 )؟ وهل التكنولوجيا التي تعتمد علي هذه الشبكة سوف تغير حياتنا؟
Paul Saffo: شبكة Web 2. 0 هي بالفعل ضجة دعائية ولكنها ضجة بناءه لأنها تركز علي العقليات التي يفكر بها الناس ومعتمدة علي حقيقة أن شبكة الإنترنت مازالت تنمو وتطور وما نحتاجه هو أن نفكر في الشكل الذي سوف تتخذه وهكذا يمكننا أن نصبغ شكلها بالصبغة الصحيحة.
عموما الضجة و الدعاية ليست خطأ ولكنها سمة ،تجعل تعبيرا معينا يسمع بشكل متكرر هنا في Silicon Valley.
Guangzhou ،China: يبدو أن الإعلام العام يناضل ولكنه يقف عند درجة محددة. فهل سوف يبرز في المستقبل إي نوع من أنواع الابتكارات الجديدة في مجال الإعلام؟
:Paul Saffo يبدو أن هذه الفترة هي الوقت الذي سوف نشهد فيه مجموعة من الأشكال الإعلامية الجديدة. وبالفعل هناك مثالان من الأشكال الإعلامية الجديدة التي ظهرت علي الساحة وهما Everquest and Second Life وبالطيع هناك مثال أخر نسيت ذكره وهوblogs نعمBlogs فهي فعلا قوية إلي درجة كبيرة غير أنها تتحول بشكل سريع لتتخذ شكل أجدد.
Tallahasee ،Fla: يساورني قلق حول اضمحلال معنى المفاهيم المشتركة. يبدو أن أمريكا ليست عاجزة عن التوصل إلي اتفاق حول حلول لمشكلات معينة أو تعريف لهذه المشكلات فقط ولكنها عاجزة أيضا أن تتوصل إلي اتفاق علي حقائق. ولتشاهد المعتقد الذي يعتنقه البعض والذي يعتمد علي ما يشاهدونه ويقرءونه وهذا ما أدي إلي اكتشافWMDs.
هل تري حلا لهذا اللغز؟ هل الأذكياء من الناس يفكرون كيف سنحتمل أقل درجة من التفاهم المشترك في حين أن هناك وفرة فيما من يقدم المعلومات؟
Paul Saffo: أشاركك فيما ينتابك من قلق. فإذا تحولنا من الإعلام العام إلي الخاص فسوف نفقد التفاهم الفكري المشترك. ففي أحد الأيام شاهد الأمريكان عدداً قليلاً من عروض الأخبار وجميعهم وثقوا في (Wlater Cronkite) .. وكان ذلك بداية وأساساً للحوار المشترك. الآن كل شخص يشاهد مجموعة الأعمال التي تعزز التحيز الموجود سابقا لديه ونجد أن المسافة المشتركة تتلاشى. إن ذلك يذكرني بالعبارة التي تكررت كثيرا في الأغنية القديمة ل Emerson Lake and Palmer وهو (الكل جاء ولكن كل جلس بمفرده).
Washington ،D. C: ماذا عن هؤلاء الناس الذين خلفتهم التكنولوجيا وراء ظهرها؟ العديد من الوظائف في هذه الأيام- بخلاف التحول من المذياع إلي التلفاز- تطلب بعض مهارات التعامل مع الكمبيوتر وغيره من التكنولوجيا الحديثة. كيف يؤثر هذا التحول الاقتصادي علي هؤلاء الأشخاص الذين قد لا تكون لديهم معرفة بالكمبيوتر والإعلام والأجهزة الرقمية؟
Paul Saffo: دائما ما تكون ثورة المعلومات ثقيلة علي نفوس الناس البسطاء ،وهذه الثورة المعلوماتية لا تختلف عن غيرها. وبالفعل قد تكون أكثر مرارة من غيرها من الثورات لأن omics من وجهة نظرMoor's Law تعني أن أجهزة الحاسب غالية الثمن اليوم سوف تكون مهملات الغد والانتفاع بالأدوات هو أمر بالغ الأهمية. لذلك فأنا يسعدني ما تقوم به مؤسسة Nick Negroponte بتجميع جهاز كمبيوتر فعال يتكلف 100 دولار للدول النامية.
Washington ،D. C: ما رأيك في التطورات الحالية في الإعلام المطبوع؟ فعلي سبيل المثال سمعت أن صحفيي جريدة بوست Post يطلب منهم في الوقت الحالي أن يصطحبوا معهم كاميرات ليلتقطوا صورا رقمية وصور فيديو.
Paul Saffo: إنه وقت عصيب بالنسبة لصحفيي الإعلام المطبوع. ففي أحد المرات اعتبرت المؤسسة الإعلامية the Daily News Business نفسها أول وأسرع جريدة تتعايش مع الأحداث وتنقلها. أما الآن فنجد المؤسسة الإعلامية المكونة من المدونين تتجاوب مع الأحداث بشكل أسرع ومن هنا يقوم رؤساء التحرير في جريدة الأخبار اليومية بالضغط علي الصحفيين ليواكبوا السرعة الفائقة ل Bloggers آه لماذا أكره هذا المصطلح) إن ذلك لا يعني فقط أسرع ولكن يعني المزيد من الأشكال الإعلامية.
انظر إلي أفلام فيديو David Pogue's على موقع the Times .... رائع إلى أعلى درجة. وهكذا فإنها تعد آلة جديدة لصناعة النجوم مثل التحول من الأفلام الصامتة إلي الأفلام الناطقة. وهكذا سوف يبزغ نجوم جدد.
Arlington ،Va: في رأيك ما الدور الذي يجب أن يقوم به محررو الأخبار في المستقبل؟ هل سوف تقوم الجرائد والمؤسسات الأخرى التي تمد بالأخبار بنشر المحتويات في RSS حيث تدع القارئ يقرر ما هو المهم بالنسبة له؟
Paul Saffo: قطعا دور أكبر ويتطلب مزيد من التحدي. وجزء من هذا الدور سوف يكون تدريس العامة كي يصبح المحررون والمستهلكون لديهم حس نحو الإعلام.
Oxford ،U. K: دعنا نتكلم بشيء من التفاصيل عن المؤسسة الإعلاميةBlogs. . ففي رأيك هل هي ما زالت تعد المنهج الخارجي لأصوات الأصوليين غير المسموعة. أم أنها فقط أسلوب جديد نحو النظام (شاهد أول معاهدة YearlyKos السنوية)
Paul Saffo: أنا أحب المراقبة......... ولا شئ يزعج المدونين أكثر من إعلامهم بأنهم التيار السائد. التدوين اليوم يذكرني بإعادة النشر المكتبي في أواخر الثمانينات. العديد من الأطراف بذلت مجهودا مضنيا لكي تغير العالم ،القوانين,....... . إلخ. وهذا هو بالضبط حالة الشعور الدائم في أول مرة لدي ثوار الإعلام ومع ذلك فإنه بمرور عشرة أعوام أو أكثر تبدو التصريحات التي يدلون بها شيئا يبعث علي السخرية كمن ينظر إلي موضة قديمة عفا عليها الزمن منذ عشر سنين. مؤسسة Blogs الآن هي عبارة عن مرحلة انتقالية في الشكل الإعلامي الجديد بأكمله. إنها ستصبح الاتجاه السائد ،ستطور الأعراف الاجتماعية والتقريرية وكل هذا سوف يكون نتاج الفترة الحالية للتجريب العلمي الطائش. ولكن يجب علي كثير من العاملين في مؤسسةBlogs أن يكونوا علي دراية إذ أن نضالهم المتحمس اليوم قد يعفو عليه الزمن مثل جاكيت نهروNehru أو بنطلون Doubleknit. وعلي خلاف الملابس القديمة فإن أحداً لا يستطيع أن يخفي تجاوزات غيره أو أن يفسرها علي أساس النية الحسنة.
Arlington ،Va: كيف تلعب هذه القضية دورا في الطرق التي نحصل بها علي الأخبار. ونظراً لأن الأخبار التي نتلقاها الآن علي الإنترنت هي أخبار قابلة للتعديل بل ويتم تعديلها وفقا للجمهور. وفي النتاج الجديد للمجلات niche magazines فهل يوجد أي قلق إذ أننا نقرأ الأخبار التي نود أن نراها علي عكس الأخبار التي يجب بالفعل أن نقرأها؟
هل توالد وكثرة العاملين في مؤسسةBlogs وتفصيل نوافذ الإعلام حسب الأهواء جعلنا أكثر عرضة لأفكار ومصادر مختلفة من الأخبار؟
Paul Saffo: لقد وضعت بسؤالك هذا يدك علي ما أراه أنا أعظم سؤال طرح يناسب وقتنا الحاضر. كيف يمكن لنا أن ننشئ حواراً مشتركا في وقت يتسم بالإعلام الشخصي الكاسح؟ لم أكن موجوداً في Kosvention في Las Vegas ولكن كنت أمل أن يناقش هذا الموضوع.
في غضون هذه الأحداث أجدني أشك في أن افتقاد الأخبار المشتركة هو بالفعل أحد القوي التي تضعف قوة بناء الولايات المتحدة. قد لا تعيش الولايات المتحدة كأمة بمعناه الصحيح لمدة 50 عام من الآن وقد يكون الأعلام الشخصي هو أحد أسباب هذا. BTW لمعرفة المزيد عنا مستقبلا كأمة راجع كتاب (The United State) كتبه Juan Enriquez... . مثير جدا. Munich ،Germany بقدر ما نهتم ب التغلب علي الخصوصية Getting over Privacy)) بقدر ما تتراكم المعلومات علي الإنترنت والتي تعرض العادات ،الأعمال المنزلية الرتيبة والأنشطة التي أصبحت تدار بالكهرباء فلن يتفحص أحد أو يحلل عاداتي.
فهل أصبح رجل العصر تحت رحمة المتخصصين في علم النفس المتمرسين الذين يحللون أعمالنا علي الإنترنت وهل سوف تتاح لهم فرص أكبر من النجاح وذلك بأن يبيعوا لنا بعض الشيء أو يغرونا ببعض المفاهيم الدينية والسياسية؟
Paul Saffo: بالتأكيد يبدو وضوح المسار الذي تسلكه الأمور. بالإضافة إلي أن التمعن في الهيئات الإعلامية المهتمة بشراء أنماط... . الخ يرعبني أكثر من الحكومات المتطفلة. علي الرغم من أن هذا الأمر يبدو غريبا إلا أنه واضح في الأمريكان فهم لا يبدون مبالاة للمؤسسات التي تخترق الخصوصية. قد يشتكوا ولكن عندما يتضح أن في الأمر استفادة ولو بسيطة للمستهلك فإنه يهرع إلي إفشاء أخص خصوصياته.
Upstate N. Y: مؤسسة Farewell Information هي Media Age فهل يمكن الافتراض بأن الإعلام يقوم بتجميع المعلومات حتى يجعلها سهلة الاستساغة من قبل الجمهور؟ تظهر بالشكل الواسع وبالطبع فإن ذلك يعني تخفيف المعلومات وتشعيبها قدر الإمكان حتى تبدو ممتدة وغزيرة.
Paul Saffo: أحسنت القول ومع ذلك فأنا انظر إليها من الجانب الأنثروبولوجي أي الذي يختص بالبحث في أصل الجنس البشري: الإعلام هو معلومات بعد أن أصبحت جزءا لا يتجزأ من حياتنا. عندما يكون الأمر جديدا فإننا نقضي جل أوقاتنا نتحدث عنه....... . ومع ذلك فإنه بمجرد أن يصبح جزءا من حياتنا فإننا لا نلحظه. علي سبيل المثال ،إذ رجعنا إلي الثمانينات ،كانت PCs صفقة عظيمة جدا وكان كل شخص يتحدث عن جهاز PCs الخاص به. اليوم البارعون فقط هم الذين قد يخبرونك عن PC الجديد الخاص بهم ،أما الناس العاديون فلا يلاحظون حتى أن لديهم PC أساسا. PC مثل التليفون....... لا أحد يلحظ أن هناك تليفونا في الحجرة ما لم يرن. أو أنهم يلحظونه لو فقدوه.
BTW أنا بارع في أحد المجالات وعلي أن أعترف بأنني أعشق جهازي الجديد MacBook الذي يبلغ حجمه 13 بوصة. أنا استخدم الكمبيوتر من عشرات السنين ولدي بريد إلكتروني منذ أوائل الثمانينات ولذلك فأنا لا أبالي نوعا ما بحجم الجهاز إذ أن الأجهزة الصغيرة في حجم التفاحة قد تكون مفيدة بشكل يبعث على الدهشة.
.....
الرجوع
.....
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 