أطلقت شركة أبل جهازها الجديد iTunes الذي أحرز نجاحاً كبيراً في عالم الهواتف المحمولة بتقديمه خدمات موسيقية جيدة، ولذا تثور الشائعات حاليًا بأن شركة نوكيا سوف تطلق قريباً الجهاز المنافس له والذي بالطبع لن يكون نسخة مشابهة لجهاز iPod المشغل للموسيقى، ولكن من المتوقع أن تنتج هاتفًا أكثر قدرة وكفاءة، ولكن المؤكد هو أن الهواتف القادمة هي هواتف (المالتيميديا) القادرة على تقديم خدمات موسيقية وتلفازية أكثر تطوراً. وتلك المنافسة تجعلنا نتساءل: هل ستستطيع شركة أبل أن تصمد في تلك المنافسة الضارية مع أجهزة نوكيا الأكثر انتشارا والأكثر شعبية في العالم؟ فالاثنان يتنافسان الآن على عقول وقلوب الأجيال الشابة، وكلاهما يتمتع بالإمكانات والكفاءات، ولكن المنافسة الآن باتت في البيئة المفضلة لشركة نوكيا وهي بيئة الهواتف المحمولة فقد استطاعت نوكيا منذ فترة السيطرة على السوق بإنتاج ضخم يتواجد في كل بيت تقريباً.
ولكن على الجانب الآخر فإن شركة نوكيا لا تتمتع بخبرة أبل بصورة عامة؛ حيث تعمل شركة أبل في السوق منذ فترة أطول من نوكيا، وهي شركة رائدة في تصنيع الحاسبات المكتبية والمحمولة، ولكن نوكيا أثبتت أنها الأقوى في مجال الهواتف المحمولة ولها خبرة في هذا السوق أكبر من أبل ومعروف أنها منتجة لهواتف جيدة تباع أجهزتها في جميع أنحاء العالم، ولدى نوكيا علاقات مع كل شركات اتصالات المحمول تقريبا، كما أنها استطاعت تصنيع هواتف غنية بالمميزات.
وبالوضع في الاعتبار نقاط الضعف والقوة، فإن نوكيا يجب عليها أن تتراجع وخاصة في أوروبا لتبدأ بداية قوية للمنافسة مع أبل؛ فبالرغم من أن نوكيا تتمتع باعتراف دولي بعلامتها التجارية حيث إنها تنتج مليون هاتف يوميا تصدرها إلى ثلث العالم إلا أنها لم تحرز نجاحا كبيرا في تقديم خدمات ذات قيمة مضافة بالاشتراك مع شركات الاتصالات، ولكن الآن الوضع مختلف، فتحت ضغوط تحقيق هوامش الربح المطلوبة فستجد نوكيا نفسها مجبرة على تقديم هواتف متقدمة مع ميزات إضافية لتظل في المنافسة.
جاك جولد - عن مجلة ( كمبيوتر وورلد)