ريبورتاج - غادة إبراهيم:
لكل إنسان حاجاته الأساسية كما لديه مواهب وهوايات قد تكون كامنة أو ظاهرة، إلاّ أن المواهب تتطلب من يكتشفها ويصقلها لكي تتحول إلى إبداع يأخذ بالألباب، والهوايات تحتاج إلى من يمارسها برغبة وشغف ليحولها إلى براعة وفن.
ومما لا شك فيه أن الإنترنت وسيلة جيدة للحياة بأكملها ولكن هل يمكن استغلال أوقات الفراغ للغوص في ثنايا الإنترنت واستخراج أصدافها؟!
وكيف نتمكن من تنمية المواهب وإثراء الأفكار عبر هذا العالم الإنترنتي الواسع؟ وهل تحل الإنترنت محل صالات الألعاب الالكترونية المغلقة؟ ولماذا لا نحول هواياتنا التقليدية إلى هوايات إلكترونية تواكب روح العصر؟ وأين نجد المواقع المثلى لاكتشاف مواهبنا وممارسة هواياتنا عبر الإنترنت؟
باستطلاع الرأي عن إمكانية وكيفية تنمية المواهب وممارسة الهوايات عبر الشبكة العنكبوتية وصلنا للتحقيق التالي:
تقول (منيرة العامري وهي طالبة جامعية): إن كل شخص يتعامل مع الإنترنت يدمنه في البداية، ولكن بعد ذلك يشعر بالملل عاجلا أو آجلا، أما عن الهوايات فيستطيع كل إنسان أن ينشئ موقعا خاصا به لنشر ما توصل إليه في هوايته، وأرى أن الموازنة بين ممارسة الهوايات على الإنترنت والممارسة بالطريقة التقليدية يحقق الاستفادة من ايجابيات الجانبين وتجنب سلبياتهما خاصة أن بعض الهوايات يصعب تحويلها إلى هوايات تمارس على الإنترنت مثل الرياضة أما باقي الهوايات خاصة التي تستخدم الصور والمخطوطات فمن السهل استخدام الإنترنت في ممارستها وتنميتها.
بدورها تقول (سارة المعيقل) موظفة: إن تنمية الهوايات عبر الإنترنت يكون بالدخول إلى المواقع ذات الصلة بالموهبة والمشاركة في المنتديات، وتضيف (المعيقل): أمارس هواياتي المفضلة على الإنترنت مثل تصفح المواقع الترفيهية والمحادثة الالكترونية والبريد الالكتروني وبالرغم مما للإدمان على الإنترنت من إضرار فإن له ايجابيات أكثر من السلبيات ولذلك أفضّل التحول إلى ممارسة الهوايات على الإنترنت من ممارستها بالطريقة التقليدية وخاصة الهوايات الإسلامية والثقافية والترفيهية،حيث يتيح الإنترنت تنمية المواهب عن طريق البحث ولكن بعض الهوايات لا يمكن تعويضها عن الإنترنت مثل السباحة وكرة القدم علي سبيل المثال.
وفي هذا السياق تشير (شهد الشهراني) مصممة أزياء قائلة: هواياتي المفضلة هي تصميم الأزياء وهي مجال عملي أيضا وأمارس هوياتي على الإنترنت بالاطلاع على أحدث الصرعات في أنحاء العالم، وترى شهد أن ممارسة الهوايات على الإنترنت يحقق فائدة كبيرة لما فيها من مجال واسع وبحر شاسع في الثقافة والاطلاع وتضيف: يمكن تنمية الهوايات على الإنترنت بدخول المواقع المناسبة للهوايات والمهارات التي تناسب كل شخص والتي قد تخدمه في مجال عمله، ويحقق ذلك فائدة كبيرة ألا وهي ابتعاد الشباب عما تدسه لهم بعض القنوات الفضائية من سموم وأفكار هدامة.
أما (نورا الثنيان) وهي طالبة بالمرحلة الثانوية فتقول: لكل منا وقت فراغ وخاصة في فصل الصيف والإجازات حيث الفراغ الكئيب لدى الكثير من شرائح المجتمع، وأعتقد أن الإنترنت قد يقضي بشكل فعّال على أوقات الفراغ لدى الكثيرين وذلك عن طريق زيارة المواقع الشخصية وخلق علاقات مع المهتمين بنفس الهواية وأخذ آرائهم ولكنني أجد صعوبة في المقارنة بين ممارسة الهوايات عبر الإنترنت من عدمها فكلاهما له مميزاته وعيوبه وهناك بعض الهوايات من الصعب تحويلها إلى هوايات الكترونية مثل: الرياضات الجماعية والخط والرسم... ولكن في نفس الوقت هناك هوايات تتناسب مع الإنترنت مثل التصميم والكتابة والتأليف بالإضافة إلي التسوق عبر الإنترنت فهي من الهوايات التي تشغل حيزا كبيرا من تفكير النساء.
من ناحية أخرى تقول (نوران الودعاني) وهي معلمة: إن ظاهرة ممارسة الهوايات عبر الإنترنت قد تكون مفيدة وذلك بالدخول على المواقع التعليمية التي تشبع الكثير من الهوايات وخاصة للطالبات والطلاّب مثل القراءة والمطالعة والاطلاع على أحدث الأخبار العالمية والمحلية واعتقد أن الوقت قد حان للتحول إلى الهوايات الالكترونية لأن العصر يتطلب ذلك وخاصة أن كل الهوايات تقريبا يمكن ممارستها على الإنترنت، وتقول (الودعاني) حول ممارستها الهواياتها عبر الإنترنت: إنني أحاول تنمية مهاراتي عن طريق زيارة المواقع التعليمية والإسلامية والاجتماعية، واعتقد أن ممارسة الهوايات عبر الشبكة العنكبوتية له بعض الأضرار وخاصة المحادثة أو الشات لأنها إهدار للوقت ولها آثارها السلبية على الصحة النفسية والاجتماعية والبدنية إلا أن ممارسة الهوايات عبر الإنترنت أصبحت ضرورة عصرية خصوصاً إذا ركزنا على الجوانب الايجابية فيه. ويبقي أن للإنترنت سحره الخاص ومتعة التجوال عبر مواقعه وآثاره التي نبتغي من وراءها تحقيق النفع والمصلحة العامة دون سلبيات تذكر، ولدى الجميع متسع من الوقت لاستثمار الطاقات التي ينبغي توجيهها فيما يعود على الفرد والمجتمع بالخير العميم.
فهل يمكن تحقيق ذلك؟