قد تمتلئ الطائرات بالثرثرة التي لا تتوقف والنغمات المزعجة
|
في رحلة الطيران للعودة إلى نيويورك من فلوريدا، وفي منتصف طريق اذا قمت بالاستماع إلى بعض الموسيقا الجديدة بالدخول إلى جهاز iPod الخاص بك من خلال iTunes سوف تقوم مضيفة الطيران بالنقر الخفيف على كتفك وتذكرك بأدب بأن الطائرة على وشك الهبوط وانه يجب عليك إغلاق الموسيقا، وأثناء القيام بذلك يجب عليك ان تعيد ظهر المقعد إلى الوضع المستقيم والتوقف عن لعب (Grand Theft Auto: San Andrea على جهازPSP وإغلاق جهاز Powerbook G4 على الطاولة المفتوحة أمامك الذي يعرض الآن أول موسم من (Lost).
وقد قمت بالامتثال بهذه اللوائح المعتادة، وذلك لأنني على الرغم من مشاهدة الكثير من حوادث سقوط الطائرات، وما جرى لبعض من ذلك ولا أريد ان يكون مصيري مثلهم.
ولكنني كنت أتساءل دائما عن اللوائح العشوائية الغريبة التي تسيطر على التكنولوجيا المسموح بها على الطائرات. هل يمكن لبعض الأطفال الذين يلعبون Mario في المقعد 23 التسبب في سقوط الطائرة؟ هل يجبرنا جهاز PDA الخاص بشخص ما على النزول إلى الهاوية؟ وفي حالة حدوث ذلك، هل يمكننا القيام باتصال أخير مع أحبائنا من دون استخدام الهواتف الخلوية؟
ولحسن الحظ، أدركت لجنة الاتصالات الفيدرالية انه سواء تسبب جهاز Tamagachi الخاص بشخص ما في سقوط الطائرة ام لا، يجب على الناس التمكن من استخدام أي دقائق أثناء الطيران في السماء. ففي ديسمبر 2004، اقترحت لجنة الاتصالات الفيدرالية استخدام الهواتف الخلوية على الطائرات الجوية (ويبدو أن هذا يناقض الرسائل الموجهة إلى الأطفال على موقعهم على الشبكة الذي يحذر الأطفال من استخدام هواتفهم النقالة في الطائرات، وذلك لان الطائرات قد لا تسير في الاتجاه الصحيح أو تطير بالارتفاع الصحيح، أو قد تتحطم). وبالطبع، قد لا تسمح لجنة الاتصالات الفيدرالية باستخدام أنواع الهواتف الخلوية كافة. وعلى الرغم من أنني مؤيد استخدام المزيد من التكنولوجية على الطائرات (استخدم طائراتNorthwest التي منعت كل شيء باستثناء أحزمة المقاعد وسوف تعرف السبب)، لا يمكنني إلا أن اشعر بأنه من الأفضل ترك الهواتف النقالة على الأرض. وما يعني اقتراح لجنة الاتصالات الفيدرالية بالطبع هو أنه في وقت ما في المستقبل غير البعيد، من المحتمل جدا انك سوف تجلس بجوار شخص يصرخ في زوجته على الهاتف أو في ممثل خدمة العملاء أو أي من الأشخاص الآخرين الذين أتمكن من سماعهم بشكل روتيني وهم يتحدثون على الهواتف الخلوية أثناء سيري في شوارع مانهاتن. كيف يمكنني ان العب (Minesweeper) بينما هناك شخص يقوم بالثرثرة على الهاتف؟ وأتساءل اذا كانت لجنة الاتصالات الفيدرالية سوف تقوم بدراسة اقتراحها إذا قام أي فرد من اللجنة بقضاء بعض الوقت في قطار. فهناك أشياء قليلة أسوأ من السفر إلى المدينة في قطار ترانزيت مزدحم من نيوجيرسي الساعة 7 صباحاً، بينما تقوم السيدة الجالسة بجوارك بتلاوة جدول أعمالها ثلاث مرات، لأن خاصية الاستقبال متقطعة مع سماع رنين هواتف الأشخاص الآخرين.
فالأمكنة المغلقة والكبائن التي لا يوجد بها مخرج ليست مكاناً مناسباً للضوضاء المزعجة. فالناس يحاولون الخروج من الطائرات في منتصف الرحلة. على سبيل المثال هددت هيئة النقل في نيويورك بفرض غرامة على أي شخص يمكن سماع جهاز iPod الخاص به على بعد 5 أقدام. ولكنها تدرس أيضا اقتراحات خاصة باستخدام خدمة الهاتف الخلوي في محطات قطارات الأنفاق. الا يوجد هناك مكان خالٍ من الاتصالات؟ ويقول المؤيدون لاقتراح لجنة الاتصالات الفيدرالية: إنه في العالم بعد حادث 11 سبتمبر، يجب أن تمكن من استخدام الهواتف النقالة في الطائرات. ولكن إذا حدث أي شيء مشابه لـ 11 سبتمبر، سوف نقوم باستخدام هواتفنا النقالة على أي حال ولتذهب اللوائح إلى الجحيم. وهذا ما حدث في 11 سبتمبر، إذ قام الناس بتشغيل هواتفهم النقالة. وفي حالة حدوث حادث مشابه في المستقبل، يمكن للناس القيام بنفس الشيء، أليس كذلك؟
واشعر بالهدوء عندما أشاهد مدينة نيويورك من النافذة من بين السحاب. فهناك بعض لحظات الصفاء قبل الهبوط دائما. وفي كل مكان، يتم إغلاق أجهزة الكمبيوتر المحمول ويتم وضع سماعات الأذن في أكياسها، وغلق أجهزة كمبيوتر الجيب. وبعد ذلك، تسود السكينة في المكان. ويمكنني فقط سماع المحرك عند الهبوط وضوضاء مكيف الهواء في الكابينة، وأفكر انه ربما يجب علينا حظر كل ذلك. تلك الأجهزة التكنولوجية التي تشتت الانتباه أو تزعج المسافرين. فربما يجب أن تكون رحلة الطيران وقتاً للهدوء والتأمل الذاتي، وقت نقوم فيه بالانفصال عن العالم.
فالطيور ليس لديها هواتف خلوية، وربما يجب علينا أن نكون مثلها.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|