الخرائط باتت من الماضي:
اليوم المحمول يقود زوار كايزرسلاوترن عبر طرقات المدينة
|
أين يمكنني أن أجد أفضل متجر للأحذية؟ وكيف أجد غرفة خالية لقضاء الليل فيها؟
كلها أسئلة تدور بخلد الكثيرين وهي أيضاً أسئلة باتت كايزرسلاوترن أصغر المدن الألمانية التي تستضيف كأس العالم تقدم حلاً لها. ويعد هذا الحل هو الأفضل على الإطلاق لعشاق كرة القدم الذين سيتوافدون على المدينة وهو: الهواتف المحمولة التي ستقود المشجعين عبر طرقات كايزر سلاوترن.
فربما لن تكون هناك أدنى مشكلة في العثور على مبنى بلدية المدينة الرائع الذي يبلغ ارتفاعه 84 متراً.
ولكن المشكلة قد تواجه هؤلاء الذين سيحاولون العثور على مطعم يقدم البيتزا أو أولئك الذين سيسعون جاهدين للتعرف على كيفية الوصول إلى فندق به غرفة خالية ليقضوا الليلة فيها أو حتى من سيبحثون عن آلة لسحب النقود.
وهكذا يمكن القول إن الزائر العادي لتلك المدينة ربما يواجه العديد من المشكلات في أن يعثر بنفسه على كل هذه الأماكن.
ولكن على الأقل بوسع المرء التأكيد على أنه في ضوء أن بوسع زائر كايزرسلاوترن أن يهتدي إلى بغيته بواسطة هاتفه المحمول باتت الخرائط الضخمة شيئاً عفا عليه الزمن. وكان المعهد الألماني لأبحاث الذكاء الاصطناعي المعروف اختصاراً باسم (دي.إف.كي.آي) قد تبنى هذا المشروع الفريد الذي يستهدف خدمة المشاة من الزوار الذين ستغص بهم الشوارع خلال فترة إقامة البطولة.
ويغطي المشروع حتى الآن مدينة كايزرسلاوترن فحسب ويعطي إرشاداته بشأن اتجاهات السير باللغات الألمانية والإنجليزية والإسبانية والفرنسية.
ويعد (دي.إف.كي.آي) الذي يتخذ من كايزر سلاوترن وساربروكين مقار له معملاً للأفكار المبتكرة وحصل من قبل على العديد من الجوائز ويعرف في الأوساط العلمية الدولية بأنه أحد أهم مراكز الأبحاث في العالم من حيث الأفكار الخلاقة والمتميزة التي تبتكرها قريحة الباحثين فيه.
ومن بين هؤلاء الباحثين البروفيسور أندرياس دينجل الذي يقول: (من الأهمية القصوى بالنسبة لنا أن نعزز نظرة العالم لكايزر سلاوترن كمركز لصناعة المعلومات والآن لدينا ما يمكن أن يشكل منبراً عالمياً بامتياز -لتحقيق هذا الهدف- وهو ذاك المتمثل في كأس العالم 2006م).
أما كورت بيك حاكم ولاية رينانيا-البلاتينات، التي تقع فيها تلك المدينة، فيشير إلى أنه من الأهمية بمكان خاصة بالنسبة لمناطق مثل ولايته أن (تكون لديها مبادرات ذاتية وفعالة تفضي إلى ظهور اختراعات وابتكارات جديدة وزيادة القدرة التنافسية للمنطقة).
وبوسع زائر كايزرسلاوترن الحصول على قائمة تضم مختلف الأماكن القريبة منه مقسمة إلى فئات مثل (المحال التجارية - الأسواق المركزية) أو (كتب - صحف) أو (ملابس - إكسسوارات) بمجرد أن يدخل أسماء الشوارع وأرقام المنازل بالمنطقة التي يوجد بالقرب منها لهاتفه المحمول.
وعند اختيار أي من هذه الفئات سيعرض الهاتف على شاشته موقع المكان الذي يريد الشخص الذهاب إليه والاتجاه الذي يفضي له جنباً إلى جنب مع عرض قطاع من خريطة المدينة. إضافة إلى ذلك بوسع مستخدم البرنامج تخزين الاتجاهات التي ستقوده إلى المكان الذي يرغب في الذهاب إليه كرسالة نصية.
وتستخدم في إطار هذا البرنامج كمية محدودة نسبياً من البيانات ولا يتكبد المستفيد منه إلا أعباء مادية لا تذكر تتعلق بتكاليف استخدام خدمة الهاتف المحمول. وحسب تقديرات مبتكريه لن يكلف البرنامج مستخدمه سوى بضعة سنتات للتعرف على الاتجاهات التي تفضي للمكان المطلوب.
وتعتمد الخريطة المحملة على الهاتف المحمول على خدمة جهاز خادم قياسي تمنح مستخدم الجهاز إمكانية الدخول على مجموعة البيانات الجغرافية حيث يتم إرسال المعلومات إلى هاتف محمول مزود بجهاز حاسب آلي نقال يحمله المرء في يده.
وبوسع من لا يمتلكون هواتف محمولة الحصول على هذه المعلومات من خلال التردد على أي مقهى إنترنت. ويحدد البرنامج الخاص بالملاحة موقع المكان الذي يسعى الانسان للوصول إليه ويرسم خريطة لهذا الموقع يعرضها للراغب في التوجه له.
ومن الممكن أن يجري من خلال هذه التقنية أيضا تحديد مسار للمعاقين ممن يستخدمون مقاعد متحركة. وتتميز المتطلبات التقنية التي يحتاجها المرء لتثبيت برنامج المساعدة على تحديد الاتجاهات بواسطة الهاتف المحمول ببساطتها، فلا يحتاج الانسان في هذا الصدد إلا إلى جهاز هاتف محمول من طراز حديث أو هاتف ذكي مزود بمنصة (جافا) على خلفية وحدة معلومات متنقلة من طراز 1.0 أو طراز أكثر تطوراً.
في الوقت نفسه ينبغي أن يتم استخدام رقاقة ذاكرة قادرة على تخزين ما يصل إلى 512 كيلو بايت بينما يتعين أن يصل حجم الذاكرة العاملة إلى 1024 كيلو بايت على الأقل. ويمكن تنزيل المعلومات من على شبكة الإنترنت.
ويتم الاتصال بالشبكة إما عبر نظام (موجات الراديو المعلببة) المعروف اختصارا باسم (جي.بي.آر. إس) أو من خلال نظام الاتصال اللاسلكي المعروف بدوره اختصاراً باسم (واي- فاي) أو عبر أي شبكة اتصال محلية.
وخلال عملية تثبيت هذه التقنية الجديدة لا يتم تنزيل سوى البرنامج الأساسي الذي لا يستهلك سوى 80 كيلو بايت من المساحة المتاحة على الهاتف المحمول. ويمكن تنزيل البرنامج إما من على كارت ذاكرة وإما من حاسب آلي أو من خلال إقامة اتصال لاسلكي بالإنترنت.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 