تجنباً للأخطاء الأطباء الأمريكان يلجؤون إلى التكنولوجيا
|
كثيراً ما نسمع عن حدوث وفاة لشخص عزيز بسبب خطأ طبي فردي سواء أكان هذا الخطأ من الدكتور المعالج أو من الممرضة أو سواها من الأخطاء الطبية التي تؤدي في الغالب إلى وفاة المريض، خاصة إذا ما كان يعاني من مرض خطير.
وتفيد الإحصاءات التي قدمها المعهد الطبي الأمريكي بأن عدد المرضى الذين يموتون نتيجة للأخطاء الطبية كل عام يراوح ما بين 40000 و90000 مريض وهو عدد كبير بالنسبة لبلد متطور مثل أمريكا.
إلا أن الإحصائية ألقت الضوء على نقطة مهمة وخطيرة وهي أن الأخطاء الطبية لا تعني فقط تلك التي يرتكبها الأطباء أو الممرضين أثناء ممارستهم لطرق العلاج، بل إن هناك نوعا من الأخطاء يمثل خطراً كبيراً ويمكن أن يحدث بسبب رداءة خط اليد للطبيب الذي يكتب الوصفة الطبية ومن ثم يُخطئ من يقوم بقراءة الوصفة وصرف الدواء وتنتهي القصة بأن يقع المريض فريسة للدواء الخاطئ الذي قد يودي بحياته.
ومن ناحية أخرى يمكن القول: إن مسألة النسيان لدى الممرضات والذي يسبب تأخر المرضى في تناول أدويتهم أحد الأخطاء الطبية الشائعة.
إلا أن محللي هذه الإحصائيات يرون أن الحل الوحيد لتجنب مثل هذه الأخطاء الطبية والتي تحدث بشكل يومي في المستشفيات الأمريكية يكمن في الاعتماد على التقنية الحديثة والتي من شأنها أن تقلل الكثير من الأخطاء الطبية.
ففي كاليفورنيا مثلاً تم إنشاء قاعدة بيانات ضخمة لمرضى الولاية في عدد من المستشفيات من شأنها أن تُمكن أي طبيب معالج من مراجعة التاريخ المرضي لمريضه والتأكد من عدم صرفه لدواء قد يؤثر عليه. وتقول إحصائيات المستشفيات: إنه بعد تطبيق هذا الإجراء انخفضت نسبة المرضى الذين يموتون نتيجة الجلطات القلبية بنسبة تجاوزت 30% عن الأعوام الماضية ويعود الفضل في ذلك إلى هذه التقنية التي تحرص على أن يتعاطى كل مريض الدواء الذي يناسب حالته المرضية والصحية.
والطريف في الأمر أن الإحصائية أكدت أن غالبية الأطباء الذين يرتكبون تلك الأخطاء الطبية هم في الغالب الأكثر كفاءة والأفضل خبرة بين الأطباء المعالجين.
وهو ما لا يمكن أن يكون سبباً في توقيع العقاب في كثير من الأحيان على الطبيب المتسبب في الخطأ، طالما أخذنا في الاعتبار أن هذا الطبيب هو بشر في النهاية.
لذا يكون الحل في مثل هذه الحالات هو الاعتماد على التكنولوجيا والتي يمكن أن تضمن ألا يكون هناك أخطاء قاتلة على أقل تقدير.
والحقيقة أن هناك الكثير من الأنظمة الحديثة والدقيقة والتي يمكن الاعتماد عليها كقاعدة لبيانات المرضى لتوفر على كثير من الأطباء مشقة البحث والمتابعة لتواريخ المرضى وأدويتهم.
كما أنها توفر على المريض، وهو الأهم، عناء التعرض لوعكات صحية إضافية نتيجة خطأ طبيب أو ممرضة، ناهيك عن احتمالية فقدان الحياة.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|