ريبورتاج: وضحى العجمي
حمل عدد من مستخدمي الهاتف النقال هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات مسؤولية الرقابة على الخدمات المضافة التي تقدمها شركات الاتصالات الخلوية المتمثلة بخدمات الرسائل القصيرة التي باتت تقتحم خصوصيتهم في أي وقت دون استئذان! وعبروا عن رفضهم للرسائل الإعلانية التي يتلقونها في أوقات متأخرة من الليل وهو ما اعتبر في نظر البعض مثاراً لتساؤلات عديدة من قبل محيطهم الاجتماعي حول محتوى هذه الرسائل. وأعرب معظم المستخدمين في حديثهم لمجلة (الاتصالات والعالم الرقمي) عن انزعاجهم من الرسائل الإعلانية المرسلة إليهم في أوقات متأخرة من الليل، وهو ما رأو فيه إقلاقاً لراحتهم.
في البداية تحدثت (نورة) قائلة إنها تقوم بإغلاق هاتفها الجوال بعد الساعة العاشرة ليلاً بعد أن تلقت عبره كماً هائلاً من الرسائل التي تحثها على الاشتراك في برنامج ربحي تقوم من خلاله بالاتصال على رقم معين لتجيب عن أكثر من عشرين سؤالاً تعجيزياً سعياً من القائمين على هذه البرامج لاستغراق أكثر وقت ممكن للحصول على أكبر قدر من النقود، مقابل ربح مبلغ وهمي من الريالات. وأضافت: هذه ليست إلا دعوة للوقوع في حبائل النصب والاحتيال!
وأكدت أنها تقدم على إغلاق هاتفها لتجنب تلقي مثل هذه الرسائل لما تسببه من ازعاج، وطالبت هيئة الاتصالات السعودية المزودة لخدمات الهاتف النقال بتخصيص نغمة خاصة لمثل هذه الرسائل ليسهل تمييزها من قبل الآخرين تجنباً للإحراج والتقيد بإرسالها في وقت محدد.
وتساءل (سلطان) عن دور الشركات المزودة لخدمة الهاتف الجوال ومدى مراقبتها للمحتوى الذي تحمله هذه الرسائل وانسجامه مع المعايير الأخلاقية وأن تضيف منافعه على حياة الناس وتسهل أمورهم، وأكد في هذا الصدد على أهمية وجود خدمات تقدم من خلال الرسائل القصيرة لتعود بالفائدة على المشتركين.
إقبال كبير
(فاطمة) أشارت إلى أن الإقبال الكبير على استخدام خدمة الرسائل القصيرة يرجع إلى المشتركين أنفسهم خاصة من فئة الشباب والأطفال الذين يندفعون لمراسلة أرقام متعلقة بالتسلية والتعارف وبرامج الفضائيات أو للظفر بجائزة بعد إرسال رسالة إلى رقم ما، وهو ما يعود على الشركة المقدمة لهذه الخدمة بأرباح تفوق بكثير قيمة الجوائز المقدمة.
(عبير) عزت زيادة الإقبال على خدمة الرسائل القصيرة إلى بساطة فكرتها وجاذبيتها خصوصاً أنها عملية أكيدة في الوصول إلى الشخص المطلوب، وقالت: يتوقع الخبراء أن يقفز عدد الرسائل المتبادلة شهرياً إلى أرقام أعلى، وأن الواقع يفوق تصورات الخبراء، بعد أن بدأت هذه الخدمة تحتل مكانتها إضافة إلى دخول تقنيات جديدة ستزيد من إقبال الملايين على هذه الخدمة.
وأشارت إلى أنها أصبحت جزءاً من منظومة الحكومة الإلكترونية وزاد تداولها على مستوى الشركات والبنوك وحتى وزارات الدولة والفضائيات والصحف ووكالات الأنباء.
موبايلي: لا نسمح بذلك
مدير العلاقات العامة والإعلام في شركة موبايلي الأستاذ حمود الغبيني أكد أن الشركة لا تتيح حالياً خدمة الـ700 وأضاف: بالنسبة لمشتركي موبايلي فإن هذه الرسائل لا تشكل ظاهرة ملفتة، وفي حال تعرض أي مشترك لمثل هذه الرسائل وتقدم بشكوى فإننا نتابعها ونتحرى مصدرها، فلدينا إجراءات تقنية حديثة ومتطورة نستطيع من خلالها فلترة ومنع مرور هذه الرسائل وتوقيف مصدرها، كما أن هذه التقنية التي نستعملها تمنع أيضاً ورود كلمات بذيئة عبر شبكة موبايلي، فنحن نبرمجها بما يتوافق وخصوصية المجتمع وثقافته والمعايير الأخلاقية.
الرسائل القصيرة
وتعتبر تكنولوجيا إرسال الرسائل القصيرة خدمة تسمح للمشتركين بإرسال واستقبال البيانات عبر هواتفهم الجوالة، وتمر الرسائل القصيرة بمرحلتين: الأولى هي إرسال الرسالة من هاتف المرسل حتى استقبالها في مركز خدمة الرسائل القصيرة، وتسمى المكالمات الناشئة، وفيها تمر المكالمة من جهاز الهاتف الجوال إلى وحدة تسجيل موقع الزائر وهي تطلق على المشترك لفظ زائر، لأنه يتنقل في حركته من وحدة الى أخرى، فيما يشبه الزيارة المؤقتة، ومنها إلى الوحدة الرئيسية لتسجيل المواقع التي تمررها في النهاية إلى مركز خدمة الرسائل القصيرة.
والمرحلة الثانية تسمى الرسائل المنتهية إلى الجوال وهي تبدأ من مركز خدمة الرسائل القصيرة وتنتهي بالجهاز المستقبل للرسالة أياً كان موقعه أو الشبكة التابع لها، وفيها تمر الرسالة من مركز خدمة الرسائل القصيرة إلى الوحدة الرئيسية لتسجيل المواقع الى وحدة تسجيل موقع الزائر ومنها إلى جهاز الجوال صاحب الرقم المطلوب.
وتتم كل العمليات بشكل منطقي.. فجميع الأجهزة المتصلة بالشبكة على اتصال مستمر ببعضها، وبالتالي فكل المعلومات متواجدة بشكل مستمر ومتوافرة لحظة بلحظة، الأمر الذي يعني أن كل قسم من الشبكة تتوافر لديه آلياً أي معلومات يمكن أن يطلبها في أي وقت عن أي مشترك ما دام هذا المشترك في نطاق الشبكة، ولا تستغرق كل تلك الخطوات سوى أجزاء من الثانية.
من الجوال إلى الشبكة
عندما يقوم أحد المشتركين بإرسال رسالة، فإنه يقوم بطلب رقم مركز خدمة الرسائل القصيرة، وهكذا يقوم السنترال على الفور بتوجيهها إلى المركز الذي يستقبلها، ويقوم بتخزينها على قاعدة بياناته، وعلى الفور يبدأ التعامل مع الرسالة لتحديد مصيرها النهائي، وهنا يتصل مركز خدمة الرسائل بالوحدات التابعة له، فيرسل إلى الوحدة الرئيسية لتسجيل المواقع طلباً بالحصول على معلومات توجيه المكالمة، وهذه الوحدة تختزن أحدث المعلومات عن مواقع الهواتف الجوالة الموجودة على الشبكة، وهي تستمد معلوماتها من وحدات تسجيل مواقع الزوار التي تعمل لحظة بلحظة على مراقبة أجهزة الجوال ومتابعة خط سيرها وتنقلها من منطقة إلى أخرى في نطاق الشبكة، ثم تقوم الوحدة الرئيسية لتسجيل المواقع بالرد على مركز خدمة الرسائل القصيرة برسالة تحدد فيها موقع المشترك، فيقوم مركز الرسائل بالتصرف بناء على تلك المعلومات ويرسلها في عملية تسمى متابعة الرسائل القصيرة إلى وحدة تسجيل مواقع الزوار، التي يوجد بها كود الموقع الموجود به المشترك، وبالتالي يتم توجيه الرسالة إلى رقم الهاتف المطلوب، وكلما غير المشترك مكانه أثناء تحوله داخل نطاق الشبكة التابع لها فإن جهازه الجوال يرسل إشارات، تقوم الشبكة على أساسها بالتعرف على التغيير الذي حدث في موقعه أولا بأول.
معيار عالمي
وهناك معيار عالمي يحدد حجم الرسائل بما لا يزيد على 160 حرفاً أو رقماً أو رمزاً. ويمكن أن تكون الرسالة نصية أو على شكل صور أو رسومات أو على شكل نغمات، وغيرها وهناك تطبيقات تتيح إرسال الرسالة الواحدة إلى مشترك واحد أو إلى مجموعة مشتركين في نفس الوقت، ومن الممكن الحصول على رسالة تأكيد تفيد بوصول الرسالة إلى وجهتها المقصودة سواء إلى هاتف آخر على نفس الشبكة، أو على شبكة أخرى داخل أو خارج الدولة، أو إلى بوابة الإنترنت لتتحول إلى بريد إلكتروني.