بدأ موقع فيس بوك (Facebook) تقديم خدماته في ربيع هذا العام إلى مبتكري الابتكارات على شبكة الإنترنت طالبا منهم إثراء الموقع بابتكاراتهم التي يودون عرضها على الموقع، والاستفادة مما يتيحه لهم ذلك من أرباح، ومنذ نشر هذا الإعلان انهمرت الطلبات على الموقع حتى زاد عددها عن 4000 طلب، ومع هذه الطلبات انهالت الابتكارات المقدمة التي تفاوتت أنواعها بين الألعاب والبرامج الغريبة والأدوات التي تتيح لمستخدمي الموقع إمكانية عرض صور الكتب والقطع الموسيقية والأفلام المفضلة لديهم على الصفحات الخاصة بهم في الموقع.

وبفعل هذا الاهتمام الهائل من جانب مستخدمي (فيس بوك) ومطوري البرامج عبر الويب تصاعدت قيمة الموقع إلى أرقام فلكية، حيث أشارت بعض التقارير في الشهر الماضي إلى وجود نوايا لدى عملاق البرمجيات مايكروسوفت للاستثمار في الموقع بمبلغ 500 مليون دولار مما رفع قيمة الموقع الذي لم يتجاوز عمره ثلاث سنوات إلى 15 بليون دولار رغم أنه لم يثبت عمليا حتى الآن إمكانية نجاح الأعمال الاستثمارية فيه بحيث تعطي عائدات مستمرة على الموقع، ويقول بعض مستخدمي الموقع أنهم استطاعوا تحقيق أرباح قدرت بعشرات الآلاف من الدولارات من عمليات إعلان في الموقع، ولكن اتضح فيما بعد أن هؤلاء يحصلون على الأرباح من الإعلان عن ابتكارات مملوكة لمعلنين من داخل فيس بوك نفسه في وضع يشبه إلى حد كبير وضع بعض المنقبين الأوائل عن الذهب في الولايات المتحدة الذين كانوا يحصلون على وسيلة للرزق ببيع أدوات التنقيب للمنقبين الآخرين.

وقد أثار (فيس بوك) نفسه الحماس في نفوس مستخدميه حيث أعلن مؤسس الموقع مارك زكربيرج عن صندوق استثماري جديد أطلق عليه اسم (صندوق فيس بوك) لتقديم قروض بمبالغ تصل إلى 250 ألف دولار إلى المطورين الذي يثرون الموقع بابتكارات جديدة.

ويعلق شاماث باليهابتيا نائب رئيس (فيس بوك) للتسويق والعمليات على ذلك بقوله: إن الأسعار التي تحظى بها أدوات فيس بوك بالنظر إلى الحوافز التي يمنحها الموقع للمستثمرين فيه تعتبر عالية، ويؤكد شاماث أن الناس ينظرون إلى فيس بوك باعتباره وسيلة للتعرف على المخاطر التي تنطوي عليها عملياتهم الاستثمارية، وبالتالي تفادي تلك المخاطر، ويعلل ذلك بقوله إن من يريد الاستثمار في الموقع يمكنه بدفع مبلغ بسيط، وخلال فترة زمنية وجيزة أن يتعرف على ردود أفعال المستهلكين في الموقع حول ما يطرحه عليهم من منتجات.