| ازدهار شركات الهواتف النقالة في الهند
|
* إعداد - محمد شاهين:
من المعروف أن الهند، وهي أسرع سوق متنامية للاتصالات المتنقلة، أصبحت أيضا مركزاً لتصنيع أجهزة الهواتف النقالة وذلك في مقابل سعي كثير من المصنعين العالميين للهواتف المتنقلة للحصول على فرص للتصنيع هناك بهدف تخفيض التكاليف في دولة يوجد فيها متسع لازدهار أعمال الهواتف المتنقلة.
فمثلاً، قامت شركات مثل Elcoteq وهي أكبر مصنعة للالكترونيات على مستوى أوروبا بإرساء قواعد لها هناك لامتصاص الطلب المحلي وترسيخ مكانة لنفسها كمصدر عالمي من الدولة التي يحتل اقتصادها المركز الثالث من حيث الحجم.
وذلك على الرغم من نقص البنية التحتية الأساسية المطلوبة لتفعيل مثل هذه الخدمات.
قال (بانكاج موهيندرو) وهو رئيس الاتحاد الهندي للهواتف الخلوية: ان المصنعين في الهند يمكنهم تخفيض النفقات بنسبة اثنين إلى ثلاثة بالمائة وهي نسبة مغرية لمصنعي الهواتف حيث يتآكل هامش ربحهم بسبب المنافسة وتكاليف الإعلان الباهظة. من ناحية أخرى أعلنت شركة نوكيا التي تعتبر أكبر شركة مصنعة للهواتف النقالة ولاعبة رئيسة في سوق الهواتف النقالة الهندي الذي تبلغ قيمته 1.4 بليون جنيه استرليني، عن خطط لاستثمار 84 مليون جنيه استرليني في مصنع للإنتاج لتخفيض التكاليف في خضم المنافسة المتصاعدة من منافسيها مثل موتورولا.
وتقوم نوكيا ببناء وحدة في مدينة (شيناي) التي تقع على الميناء الجنوبي، ولا تبعد عن منشأة (Elcoteq) في بنجالور، وهي العاصمة التكنولوجية في الهند. كما أن شركة (ال جي الكترونيكس) وهي رابع أكبر شركة في السوق الهندية، لديها وحدة تجميع في مدينة (بيون) الغربية.
قال محلل رئيس بشركة (جارتنر): إن الأساس التنظيمي المشجع والانخفاض في الأسعار بالإضافة إلى الاختراق الجغرافي المتنامي للشبكات تشكل عوامل تساعد على اتساع أعمال شركات الهواتف المتنقلة في الهند، وأضاف كوبيتا ديساي أن الشركات المصنعة للهواتف تشجعها التغييرات في السياسة التي تسمح بالمنافسة غير المحدودة في خدمات الاتصالات المتنقلة وفتح هذا القطاع أمام المنافسة الخارجية.
زيادة كبيرة
وتقدر شركة (جارتنر) انه سيتم بيع 34 مليون هاتف نقال خلال هذا السنة، وهي نسبة تزيد بحوالي 62 بالمائة مقارنة بعام 2004، كما يمكن للمبيعات الهندية ان تستوعب الطلب الصيني على الهواتف النقالة في عام 2009 بمبيعات يرجح ان تبلغ 139 مليون هاتف.
وفي غضون العامين المنصرمين، ازدهرت مبيعات الهواتف النقالة في الهند حيث تجذب أسعار المكالمات الهاتفية المحلية وهي الأرخص عن أي مكان آخر حوالي 2.5 مليون مستخدم جديد شهريا، كما أن المشتركين الهنود في الاتصالات المتنقلة تجاوزوا عدد عملاء خطوط الهواتف الأرضية في عام 2004م.
وبوجود أكثر من 60 مليون مستخدم، فإن قاعدة الاتصالات المتنقلة في الهند تتجاوز عدد سكان إيطاليا، إلا أن ملكية الهواتف النقالة لا تزال تتركز في المناطق الحضرية لأن الشبكات تغطي30 بالمائة فقط من الدولة.
ويقول براديب بايجال، رئيس الهيئة المنظمة للاتصالات:
(تتمثل مشكلتنا الرئيسة في ضعف تغطية الاتصالات المتنقلة، ولكن كافة المؤشرات الاقتصادية تظهر ان75% من التغطية السكانية يجب ان تتحقق بحلول عام 2006م.
ومن المحتمل ان يزداد الطلب في غضون السنوات القادمة بسرعة الصاروخ وذلك لان الهند التي يتجاوز عدد سكانها أكثر من مليار نسمة، تتمتع بمعدل ملكية هواتف نقالة يبلغ ستة فقط لكل مائة شخص مقارنة بأكثر من 25 بالمائة في الصين.
ومن المتوقع ان يساعد التصنيع المحلي الهند على أن تخفض مبلغ الـ92 مليون جنيه التي تنفقها كل شهر لاستيراد الهواتف النقالة.
وبجانب الطلب المحلي القوي، فإن المهارة في خدمة برامج الكمبيوتر والقوة العاملة المنخفضة التكلفة التي تتمتع بموهبة رفيعة تشكل عوامل جذب محتملة. وقال هنري جيل كريست، وهو مدير التسويق لآسيا والباسفيك لشركة (Elcoteq) أن الطلب من السوق المحلية يعتبر عاملا جوهريا للاقتصاد وتطوير قاعدة عرض جيدة تزود فرص للتصدير للهند.
خيارات التصنيع
وسوف تقوم Elcoteq بإنفاق حوالي 84 مليون جنيه استرليني على مصنعها الذي ستكون له القدرة على إنتاج عشرة ملايين هاتف بحلول عام 2006م.
ومن المقرر ان يبدأ تسويق إنتاج المصنع أوائل العام القادم، وفي العام الماضي، قالت (ال جي الكترونيكس): إنها سوف تستثمر 33.5 مليون جنيه استرليني للبدء في تصنيع هواتف GSM وCDMA في الهند.
وسوف يقوم المصنع بإنتاج20 مليون هاتف سنويا بحلول عام 2010م، وقد طلبت خامس أكبر شركة مصنعة للهواتف النقالة وهي (سوني اريكسون) من مورديها القيام باستكشاف خيارات تصنيع، وحاليا يقوم أكثر من 15 لاعبا في مجال تصنيع الهواتف المتنقلة بتزويد العملاء الهنود بمجموعة متنوعة من الهواتف النقالة والتي يتراوح سعرها من 25 إلى570 جنيه استرليني.
ومع ذلك، يقول محللون: إن الأسعار على مستوى الدخول ينبغي ان تنخفض إلى حوالي 17 جنيها لجذب ملايين الأشخاص الذين يهتمون بالسعر في المناطق الريفية حيث يعيش أكثر من60 بالمائة من السكان.
وأضاف السيد باجيال أن السوق الهندية حساسة للغاية تجاه الأسعار، وإذا قمت بتسعير المنتج بشكل صائب، سوف يكون هناك ازدهار آخر، وبالرغم من أن الشركات الهندية مثل SPICENET تقوم بتجميع الهواتف النقالة، لكن من المحتمل ان يظل هذا القطاع في قبضة اللاعبين العالميين بسبب تكاليف الاستثمار.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 