اللغة العربية تندثر في عالم الإنترنت.. والعرب يكتبون رسائل البريد الإلكتروني بالإنكليزية
|
* إبراهيم الماجد
تسيطر اللغة الانكليزية على معظم مواقع الإنترنت في العالم. ونتيجة لذلك بدأ تدفق المعلومات في هذه الشبكة العملاقة (يتلوّن) بالانكليزية منذ بدء ظهور الانترنت. ونظام الانترنت الاساسي يعتمد على اللغة اللاتينية سواء في كتابة العناوين أو البريد الالكتروني وسواه من الخدمات الواسعة الانتشار. لكن لماذا يعتمد الانترنت اللغة اللاتينية في كتابة العناوين؟ ولماذا لم تنجح البلدان الناطقة بالعربية في إدخال لغتها إلى الانترنت؟ في هذا التقرير سنحاول إلقاء الضوء على الموضوع اعتماداً على مصادر معلومات خاصة بالجهات التي تحاول إيجاد (وجه عربي) للإنترنت. هذه الجهات هي: (الفريق العربي لأسماء النطاقات) في جامعة الدول العربية، (فريق العمل لأسماء النطاقات العربية) في لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (إسكوا)، (الإئتلاف الدولي لاسماء الإنترنت المتعددة اللغة) MINC و(الإئتلاف العربي لأسماء الإنترنت)AINC .
أين المشكلة؟
لكن أين الحاجة إلى عناوين مواقع باللغة العربية؟
يقول المسؤولون عن (الائتلاف العربي لأسماء الانترنت) إن الحروف الانكليزية غير كافية لتمثيل الكلمات العربية، لأنها تعجز أصلا عن تمثيل حروف عربية في منتهى الأهمية كالضاد والطاء والحاء والخاء والعين والغين والهمزة. كذلك فإن لكل أمة لغتها التي تريد لها أن تكون في متناول الناطقين بها، وخصوصاً على الانترنت ذي الانتشار العالمي. لكن المشكلة الكبيرة في قضية أسماء النطاقات العربية نابعة من سببين.
الأول، عدم اكتراث معظم البلدان الناطقة بالعربية بالدفاع عن لغتها، وعدم استعدادها في حالات عدة لتمويل أبحاث ومنظمات خاصة بهذه القضية.
ثانياً، ندرة وجود اللغة العربية على الانترنت. وتفيد دراسات أن نسبة انتشار العربية على الانترنت لا تزيد على 1 في المئة بين سائر لغات الأرض. فإذا كان العرب غير مهتمين بالمحافظة على لغتهم ويستخدمون الانكليزية في مواقع الانترنت ورسائل البريد الالكتروني بحسب ما تؤكد الدراسات، فلماذا سيسعى آخرون مثل شركة ICANN الأمريكية مثلاً إلى لعب دورهم؟
جذور اللغة:
في المراحل الأولى لنشأة الانترنت في الولايات المتحدة الأمريكية تم اعتماد نظام الترميزASCII المبني على سبع خانات (7 bits) الذي لا يدعم إلا الحروف والرموز الإنكليزية.
وقد أدى ذلك إلى اعتماد هذه الطريقة في نظام (أسماء النطاقات) Domain Names، الذي بدوره أصبح لا يدعم سوى الحروف و الأرقام و الرموز الإنكليزية. لكن في الوقت الراهن ظهر توجّه قوي نحو اعتماد نظام أسماء نطاقات متعددة اللغة تسمح بإعطاء أسماء النطاقات بلغات غير الإنكليزية. وهذا التوجه نابع من الرغبة في جعل الإنترنت أكثر انتشاراً وحلّ مشكلة التزاحم على أسماء النطاقات الإنكليزية. وقُدّم عدد من الحلول والاقتراحات كإطار لتنظيم الأسماء الخاصة بالنطاقات العربية. ويرعى هذه الجهود عدد من الجهات والمنظمات الإقليمية والعالمية غير الربحية التي تسعى إلى إيجاد معايير لتعدّد اللغات على الإنترنت.
من يعرِّب؟
يقول المتابعون لقضية تعريب أسماء النطاقات إن معايير عدة يجب الالتفات إليها في السعي إلى تحقيق التعريب.
أولاً، يجب وضع مقاييس موحدة لتعريف مجموعة المحارف العربية المسموح استخدامها في كتابة أسماء النطاقات العربية.
ثانياً، ثمة ضرورة لوضع مقاييس موحدة لهيئة هيكل الأسماء العربية (شجرة أسماء الإنترنت العربية) بما في ذلك تحديد النطاقات العربية العلوية العامة general TLDs - gTLDs والدولية country code TLDs -ccTLDs.
من جهة أخرى يجب تنظيم الأجهزة الخادمة (كومبيوترات) الخاصة بأسماء النطاقات الرئيسة الخاصة باللغة العربية. كما يجب تأمين الحلول الفنية لدعم استخدام اللغة العربية على الإنترنت.
وتقع مسؤولية دعم هذه المعايير وتوفيرها على المنظمات العربية، وخصوصاً منها العامل في قطاع المعلومات والإنترنت مثل (الائتلاف العربي لأسماء الإنترنت) وجامعة الدول العربية.
ومن المهم وضع المقاييس والتوصيات من قبل جهات محايدة، وعدم تركها للجهات التي تملك مصالح خاصة والتي عادة ما تضع حلولاً خاصة وغير مفتوحة. أما جانب تحديد النطاقات العربية و(الخوادم)Servers فهو من اختصاص الجهات الرسمية على الإنترنت المسؤولة عن إصدار المقاييس وأنظمة أسماء النطاق الدولي مثل (مجموعة عمل الإنترنت الهندسية)IETF و(شركة الانترنت للأسماء والأرقام المخصصة) ICANN المعيّنة من حكومة الولايات المتحدة.
وفي النتيجة الدعم المادي العربي لهذه القضية مفقود أو على الأقل ناقص. والاهتمام بالمحافظة على اللغة العربية في عصر الكومبيوتر والانترنت والهاتف الخليوي والبرمجيات شبه غائب.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|