|
منافسة شرسة بين تكنولوجيا الإنترنت والاتصالات
|
* ابراهيم الماجد
يمر قطاع الاتصالات بعيدة المدى بمرحلة تحول جذرية تتمثل في التحول التدريجي من الاتصالات الهاتفية إلى الاتصالات الصوتية عبر شبكة الإنترنت. وخاصة الاتصالات الدولية.ومع ذلك فهناك تفاؤل بتأمين خدمات الإنترنت وفق نطاق واسع Broadband ليزيد من استعمالات الإنترنت الصوتية على كافة الاصعدة.
وترجع بدايات الإنترنت الصوتية إلى عام 1996على ان التجارب الأولى بهذا الصدد لم تكن مشجعة لاسيما وان طريقة الاستعمال كانت معقدة بعض الشيء ونوعية الصوت كانت رديئة لكن الامر بدأ يتحسن خلال السنتين الأخيرتين مع انطلاق تكنولوجيا خطوط الاتصالات بعرض النطاق الواسع مع تطوير تقنيات تسمح بجعل هذه الخطوط تتلاءم مع المحادثات الهاتفية ويتم ذلك عن طريق قيام المستخدمين بربط أجهزتهم الهاتفية بمهايىء خاص بعرض النطاق الواسع ومن ثم يتم طلب الرقم وكل ذلك دون الحاجة إلى استعمال جهاز كمبيوتر مع نوعية ممتازة للصوت توازي نوعية المكالمات الهاتفية التقليدية.
شهدت خدمات اتصالات الإنترنت نموا واسعا في دول جنوبي شرقي آسيا حيث تم اعتماد تكنولوجيا عرض النطاق الواسع بصورة مكثفة خصوصا وان اتصالات الإنترنت الصوتية هي أقل كلفة من اتصالات الهاتف العادي بنسبة تتراوح بين 20 و30%.
ولقد فاق نجاح الاتصالات الصوتية عبر خطوط عرض النطاق الواسع جميع التوقعات في الآونة الأخيرة. حيث بلغ عدد المشتركين بالاتصالات الصوتية في شركة «هاناروتيليكوم» Hanoro Telecom في كوريا الجنوبية 000 ،650 مشترك في غضون 12 شهرا، كذلك الأمر في سائر دول جنوبي شرقي آسيا، مع العلم ان كوريا الجنوبية هي الأولى في هذا المجال.
أشارت أحدث الإحصاءات المتوافرة إلى أن اكثر من 15% من الاتصالات الصوتية الدولية باتت تتم عبر شبكة الإنترنت حيث بلغت قيمتها 18 ،17 مليار دقيقة خلال السنة الماضية 2002 في حين بلغت 9 ،9 مليارات دقيقة نهاية 2001 وقبل نحو خمس سنوات كانت نسبة تلك الاتصالات أمرا لا يذكر، كما تبين بأن معظم الاتصالات الصوتية الدولية عبر الإنترنت تنطلق من البلدان النامية، وهذا أمر طبيعي بالنظر إلى ان كلفة اتصالات الإنترنت لا تزيد على كلفة الاتصالات الهاتفية المحلية، ولكنها تسمح ببلوغ جميع أنحاء العالم.
وتعتمد الاتصالات الصوتية عبر الإنترنت على مراسم (في أو آي بي) VoIP وبدأ يتنامي هذا النوع من الاتصالات الذي بدا يثير قلق الشركات المتخصصة في تأمين الاتصالات الهاتفية الدولية، خصوصا وأن هذه الشركات تعمل من أجل الدخول إلى أسواق الدول النامية، وتمكنت هذه الشركات من حمل الحكومات في بعض تلك الدول على استصدار قوانين تحظر الاتصالات الصوتية الدولية عبرالإنترنت، ومن تلك الدول «باناما» Panama التي كانت حكومتها قد عقدت صفقة مع شركة «كايبل أندوايرلس» Cable &Wireless البريطانية لتتولى الأخيرة الاتصالات الهاتفية الدولية هناك، غير أنه صدر قرار من المحكمة العليا في باناما يلغي قانون منع اتصالات الإنترنت... وهو قرار سيشكل سابقة بالنسبة إلى الدول الأخرى الراغبة بمنع تلك الاتصالات ذلك أنه يستحيل وقف السير في ركاب التكنولوجيا الحديثة.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 