خمسه ابتكارات ستغيِّر شكل الحياة
جرّاح وممرض آليان.. وكلب يحمل الجرحى
|
* القاهرة مكتب الجزيرة عبد السلام لملوم
قبل عقود طويلة تنبأ كتَّاب الخيال العلمي بمستقبل مليء بالكائنات الآلية (الروبوت) التي سيخترعها الإنسان، وأن بعضها سيجعل حياته أكثر راحة والبعض الآخر ربما يحولها إلى كابوس مزعج نتيجة للكوارث والمخاطر التي ستنجم عن استخدامها. وفي أوائل السبعينيات من القرن الماضي ظهرت إرهاصات الكائنات الآلية التي يطلقون عليها اسم الإنسان الآلي أو الروبوت ونجحت بالفعل في تغيير وجه الحياة الصناعية لكن هناك كما تقول مجلة فوربز الامريكية خمسة ابتكارات جديدة تنتمي إلى الكائنات الآلية (روبوت) بعضها تم إنتاجه بالفعل والبعض الآخر قيد التطوير ستساهم بشكل كبير في تغيير شكل حياة البشر إلى الأفضل كما تقول المجلة وأول هذه الابتكارات هي: الجراح الآلي: قليل من الوقت.. قليل من الدماء
وأول هذه المبتكرات هي الجراح الآلي الذي يحمل اسم (نظام دافنشي الجراحي) الذي سينوب عن الأطباء في أداء مهامهم خلال الجراحات الرئيسية الصعبة التي يستغرق إجراؤها ساعات طويلة مما قد يصيبهم بالتعب والإرهاق ويودي بالضرورة إلى ارتكابهم أخطاء جراحية مميتة في بعض الأحيان.
من خلال نظام دافنشي الجراحي يجلس الطبيب الجراح على مقعد مريح يبعد خطوات كثيرة عن المريض ويقوم بتحريك أذرع الجراح الآلي الريموت كنترول لتؤدي المهام المطلوبة منها علي أكمل وجه, ويستطيع الجراح دافنشي أن يقوم بأجراء عمليات جراحية صعبة ومتنوعة من بينها إزالة الزائدة الدودية والبروستات وجراحات القلب وإصلاح الصمامات والشرايين التالفة بسرعة وسهولة ودون أخطاء مما سيساهم في خفض تكاليف هذه الجراحات ويقلل أيضاً من كميات الدم التي قد ينزفها المريض أثناء العملية الجراحية.
وقد أكدت دراسة حديثة أجرتها جامعة ميتشجان الأمريكية بعد خضوع الجراح الآلي (دافنشي) للتجارب العملية في غرف الجراحة أن العمليات التي ساهم فيها بشكل فعَّال حققت نجاحات فاقت نظيرتها التي ساهم فيها جراحون تقليديون.
كما أكَّدت الدراسة أيضا أن المرضى الذين خضعوا لإجراء جراحات بالنظام الآلي حققوا شفاء سريعا واستعادوا صحتهم وعافيتهم بشكل أفضل من أولئك الذين خضعوا لجراحات تقليدية بالإضافة إلى أن العمليات التي قام بها الجراح الآلي (دافنشي) تركت ندوبا اقل على أجساد المرضى على عكس آثار الجروح التي يتركها مشرط الجراح على المرضي أثناء العمليات التقليدية كما أن الجراح الآلي انهى العمل المطلوب منه في وقت يقل (30 دقيقة) عن نظيره الطبيب التقليدي.
التنين العملاق المنقذ
من قلب الأساطير الشعبية وأفلام الكرتون اليابانية التي تروي قصص التنين العملاق الطيب الذي يحمي الضعفاء وينقذ المرضى والأطفال
والعجائز جاءت فكرة هذا الروبوت الذي طوَّرته شركة تام سوك (في مدينة كتاكيوشو) بالتعاون مع جامعه طوكيو بهدف مساعدة رجل الإطفاء وفرق الإنقاذ والدفاع المدني.
وهذا التنين العملاق مزوَّد بذراعين عملاقين يعملان بالنظام الهيدروليكي ويستطيع كل ذراع منهما حمل ثقل وزنه نصف طن من الفولاذ وستكون المهمة الرئيسية لهذا الروبوت هو المساعدة في تحريك ورفع أنقاض المباني والأسقف المنهارة وإخراج الناجين من تحتها.
ويتم التحكم في هذا الروبوت من خلال نظام التوجيه عن بعد بواسطة التليفون الجوال وهذا التنين المنقذ مزوَّد بسبعة أجهزة للتصوير الرقمي، اثنان منها في المقدمة والخمسة الأخرى موزعة في أنحاء متفرقة من هيكله الرئيسي، وهو ما يوفِّر له مجالا واسعا للرؤية بزاوية 360 درجة.
ويتم حالياً إجراء الاختبارات النهائية على هذا الروبوت تمهيداً لإنتاجه بشكل تجاري وطرحه للبيع في الأسواق العالمية أوائل العام القادم 2005.
الممرض الآلي (RX)
نسيان تناول الجرعات الدوائية في مواعيدها خطأ كما أن تناولها بجرعات زائدة عن الحد خطأ آخر وكلاهما قد يكون مميتا للمريض خاصة إذا كان يعاني من مرض مزمن مثل السكر أو القلب، لكن كلا الخطأين حدوثه من بعض طواقم التمريض داخل المستشفيات وغرف العناية المركزة وهو ما يؤدي في بعض الأحيان إلى تدهور الحالة الصحية للمريض وربما وفاته.
لذلك تم ابتكار الروبوت ار اكس(RX) للتغلب على أي خطأ من هذا النوع وهو عبارة عن نظام كومبيوتري متكامل طوَّرته شركة ماكسون الأمريكية ومقرها مدينة سان فرانسيسكو ومهمته الأساسية هي رعاية المرضي في غرف الطوارئ والعناية المركزة، والتأكد من حصول المريض على الجرعة المناسبة في الوقت المناسب للأدوية المسجلة في لائحته من حيث النوع والكمية ومواعيد الجرعات من خلال إجراء فحص دوري على ذراع المريض لمقارنةالأدوية الموجودة في الدم وكمياتها مع الأدوية وكميات الجرعات المسجلة في اللائحة السريرية الخاصة به، وهو ما سيساهم في تقليل المخاطر التي يتعرَّض لها المرضى نتيجة لأخطاء الصيادلة أو طاقم التمريض.
بونيتش ارمز
الأيدي الطبيعية نعمة لا يعرفها إلا من فقدوا هذه النعمة في حوادث السير وغيرها حيث يشعرون بالحاجة الماسة إلى مساعدة الآخرين لهم حتى في ابسط الأمور وهي تناول كوب الماء لذلك يقود الباحث ميجل نيكوليس مجموعة من الخبراء والباحثين في جامعة ديوك ويعكفون حالياً على إنهاء المعاناة اليومية لمن فقدوا أيديهم من خلال تطوير ذراع ألية يمكنها أداء نفس مهام اليد الطبيعية، وهذا الابتكار يحمل اسم بونيتش ارمز(ذراع بونيتش) وهو عبارة عن ذراع مزوَّد بخلايا عصبية الكترونية يتم برمجتها مسبقا على تنفيذ الأوامر التي يصدرها المخ لأداء نفس وظائف اليد البشرية بحركاتها التقليدية. وقد تم تجربة هذه الذراع على بعض القرود المعملية وتم توصيل الأقطاب الكهربائية الخاصة بهذه الذراع على ادمغة القرود التي يتم تدريبها على استخدام جهاز الكومبيوتر وتحريك مؤشر الفأرة (الماوس) على الشاشة بالإضافة إلى الحركات الخاصة بتناول الطعام والشراب من خلال استخدام عصي الألعاب (جويستيك)، وبعد ذلك تم الاستغناء عن العصي (جويستيك) ونجحت القرود في أداء المهام المطلوبة منها بواسطة الذراع الآلية دون أن تحتاج إلى تحريك العضلات الطبيعية الخاصة بها.
ويأمل نيكوليس وزملاؤه في أن ينجحوا في تطوير هذا الابتكار وتزويده بخلايا عصبية صناعية قادرة على التفاعل والتناغم مع الخلايا العصبية الطبيعية للإنسان بصورة تساعد ملايين المعاقين على ممارسة حياتهم بشكل طبيعي.
الكلب الكبير
كل ما تم نشره عن هذا الابتكار حتى الآن مجرد كلمات تم نشرها في هذه المجلة أو تلك، بالإضافة إلى بعض الرسوم (الاسكتشات) التي تتضمن الملامح الرئيسية لكلب آلي ضخم جداً يحمل اسم الكلب الكبير يتم إنتاجه لحساب وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) بواسطة شركة بوسطن ديناميكس, وستكون مهمته الأساسية هو السير بمحاذاة القوات العسكرية المتقدمة على طول الجبهة أثناء القتال حاملاً معه الذخيرة والعتاد، وسيقوم أيضا بأداء مهام الاستطلاع بالإضافة إلى مهام الإخلاء الطبي لجرحى ومصابي العمليات.
وهذا الكلب يتحرك على أربع سيقان عملاقة تساعده على التكيّف سريعا مع طبيعة الأراضي الخاصة بجبهات القتال وساحات الحروب مثل الصحارى والجبال والغابات والمستنقعات والأحراش وغيرها، لذلك فهو قادر على صعود المرتفعات والهبوط إلى المنخفضات والسير على الرمال دون أن يتعرض لأي مشاكل، على عكس المركبات العسكرية التقليدية التي تسير على عجلات وتواجه صعوبات بالغة في مثل هذا النوع من هذا النوع من الأراضي.
ويقول مارك ريبرت رئيس بوسطن ديناميكس إن خبراء الشركة يواصلون عملهم في تطوير هذا الابتكار العسكري من خلال صنع عدة نماذج لكنها جميعا ليست جاهزة للخروج إلى النور حاليا وربما تشهد الأشهر القليلة القادمة ولادة هذا الكلب الآلي الذي سيشارك في الحروب الأمريكية القادمة.
.....
الرجوع
.....
| |
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 