|
الاقتصاد الإلكتروني الرقمي يحدث ثورة في الحياة اليومية
|
* إعداد : د. سيد محمدالداعور
قبل ثلاث سنوات كان مصطلح New Economy أي الاقتصاد الإلكتروني الرقمي على كل لسان. أرادت المؤسسات الجديدة أن تخلق نوعا جديدا من الاقتصاد باستخدام تقنيات الإنترنت. أما اليوم فقد تراجعت هذه الصحوة، حيث اندثرت بعض الأفكار التي تم الاحتفاء بها في غمرة الانتعاش الذي شهده أكبر معارض الكمبيوتر الدولية CeBIT عام 19992000.
لكن من هذه الأفكار ما بقى على قيد الحياة، حيث تحقق من خلال بعضها الملايين وتسبب البعض الآخر في إحداث ثورة في مجال التجارة والأعمال. ويقول ألكسندر فيلزنبرغ المدير التنفيذي للاتحاد الألماني للوسائل المتعددة DMMV أن تصور استخدام الإنترنت في التعاملات التجارية قد حظي بنجاح كبير، وفي المقابل فشلت تصورات بعض الشركات عن العمل من خلال هذه الوسيلة.
وبهذا الصدد يقول يرنارد روليدر المدير التنفيذي لاتحاد BITKOM للتجارة الإلكترونية: كان هدف رواد فكرة الاقتصاد الإلكتروني تحويل عالم الاقتصاد إلى الصيغة الإلكترونية. لكن كثيرا ما كانت الانطلاقات الأولى للتجارة عبر الإنترنت خاطئة وقد استثمر أصحابها أموالا كثيرة في عملية التسويق. ويستطرد روليدر قائلا: إننا نشهد اليوم تحويل الاقتصاد إلى الصيغة الإلكترونية لكن المؤسسات التي تقوم بذلك الآن هي مؤسسات الاقتصاد القديم Old Economy . إنهم يستفيدون من تزايد استخدام شبكات الإنترنت في تنفيذ العمليات الاقتصادية بدءا من تطوير المنتج والشراء والإنتاج ووصولا إلى التسويق والتوزيع وخدمة الزبائن.
لقد عمل الانتعاش في مجال الاقتصاد الإلكتروني على زيادة الوعي بأهمية هذه التقنيات.وعن هذا التطور يتحدث أندرياس فيشر المتحدث باسم شركة زيمنس الألمانية قائلا:
في الماضي عندما كان يتعطل جهاز ما في الصين، كان على المهندس المختص أن يركب الطائرة متجها إلى هناك لإصلاحها والآن يكفي أن يدخل خبير الإصلاح عبر شبكة الشركة الإلكترونية ويقوم بعمل صيانة لبرمجيات الجهاز وهو جالس بمكتبه في ألمانيا. ويضيف فيشر: إن أهم ما تسعى إليه مؤسسة زيمنس العملاقة هو الاعتماد على البرمجيات والأساليب الموحدة في مجريات العمل من أجل تخفيض النفقات. ويعد بيع البضائع عبر الشبكات الإلكترونية E Commerce من ضمن الأفكار التي جلبها الاقتصاد الإلكتروني وقد شهدت في الآونة الأخيرة تحولا غير متوقع، حيث قامت آلاف من الشركات في نهاية التسعينات بعمل حملات دعائية كبيرة لتسويق الكتب والمواد الغذائية والملابس عبر الإنترنت. لكن النجاح لم يكتب إلا لقليل منها.
يقول فيلزنبيرغ إن عام 2002 قد شهد اختفاء عدد ضخم جدا من هذه الشركات. فبغض النظر عن الشركات التي تحقق حاليا أرباحا من التجارة عبر الإنترنت مثل Amazon لتجارة الكتب أو بورصة Ebay لتجارة السلع المستعملة، تقاسمت شركات بيع السلع عبر البريد مثل Otto وQuelle السوق فيما بينها.
ووفقا لمعلومات اتحاد تجار التجزئة فقد بلغ حجم مبيعات منتجات هذه الشركات للمستهلك النهائي %2,2 من إجمالي المبيعات في ألمانيا. لكن روليدر يقول إن تقنيات التجارة الإلكترونية الحديثة بين الشركات Business to Business تحقق نجاحا أكبر بكثير من تجارة التجزئة، فحوالي أربعة أخماس من إيراد التجارة الإلكترونية البالغ 87 مليار يورو ناتج عن التجارة بين الشركات. ويقول فرد بيربوك الناطق باسم شركة فولكسفاغن إن الشركة تعقد حوالي%80 من صفقات مشترياتها التي تبلغ 50 مليار يورو عن طريق التجارة الإلكترونية B2B. ويقول يوخن كارله من شركة دايملر كرايسلر إن مزايا التجارة الإلكترونية تكمن في السرعة الهائلة التي تتم بها العمليات التجارية. إضافة إلى أن تزايد شفافية السوق من خلال الشبكات الإلكترونية يتيح تخفيض النفقات وتقليص إجراءات الطلب والشراء، كما يسمح بالحصول على أسعار أقل.
وحسبما يرى فيلزنبرغ فإن تقنيات الإنترنت قد حققت التوقعات المرجوة منها. وقد حذر بعض الخبراء مثل شركة كوبرز وليبراند للاستشارات من أن %10 فقط من الشركات المعتمدة على تقنيات الإنترنت ستبقى على قيد الحياة. إذن لقد كان إفلاس كثير من الشركات أمرا متوقعا. في عام 1998 قال ستيف كيس مؤسس شركة AOL، سيكون لهذه الوسيلة التفاعلية (يعني الإنترنت) تأثير واسع وضخم على طريقة اتصال الشركات ببعضها البعض وعلى حصولها على المعلومات وعقدها للصفقات. ولا تزال هذه الكلمات محتفظة بمصداقيتها ليومنا هذا.
.....
الرجوع
.....
| |
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 