تنتشر في أغلب أنحاء المملكة مجموعات من العصابات، تقوم بالتغرير بالعمالة المنزلية، وإغرائها بالهروب من أصحاب العمل، مقابل وعدها بالحصول على أضعاف رواتبها. وتعمل هذه العصابات وفق آلية منظمة وخطط محكمة، وأستدل في ذلك على تجربة مرَّ بها أحد الأصدقاء، والذي استقدم عاملة من الجنسية السيرلانكية، وفي صبيحة أحد الأيام - ولم يكن قد مرَّ على وصولها سوى أسبوعين - اختفت العاملة فجأة من المنزل، دون أن تكون هناك أي بوادر مسبقة للهروب، سوى أنه لوحظ حرصها على الاتصال الهاتفي - كما ادعت - بأحد أقاربها، وهذا ما يوضح أن العملية كانت في غاية التنظيم، وأن (مافيا العمالة) قد عقدت صفقة معها قبل وصولها للمملكة.
* * *
إيجاد الحلول والقضاء على هذه الظاهرة ليس بالأمر المستحيل، لأن (مافيا العمالة) إذا لم تلق دعماً وتشجيعاً من المجتمع فسوف تبور تجارتها، وتتلاشى حتى تختفي، فالمواطن هو الذي يحتضن هذه العمالة السائبة، وهو الذي يوجد لها فرصة العيش، من خلال استئجارها، ناسياً أو متناسياً أن تشغيله لها هو نوع من مساعدة الغش والتحايل، وكان الأجدر به أن يبلغ عنها، فضلاً عن أن يقاطعها، ولا شك أننا بحاجة إلى تطبيق أنظمة صارمة بحق من يقوم بإيواء أو تشغيل هذه العمالة السائبة، والتي تشكل مصدر تهديد للمجتمع بأسره من خلال إقامتها غير الشرعية، وممارسة بعضها لأعمال السرقات والرذيلة والدعارة.
* * *
لذا فإننا أصبحنا بحاجة ماسة، لتفعيل دور التقنيات الحديثة للمساعدة في الحد من هذه الظاهرة، ويأتي على رأسها استخدام البصمة الإلكترونية التي ستساعد على الحد من هروب العمالة، والقضاء على تجارة العمالة السائبة، وما ينتج عنها من جرائم مختلفة تهدد أمن الوطن والمواطن واستقرارهما، وباستخدام البصمة الإلكترونية، لن يكون بمقدور العاملة الهاربة إخفاء شخصيتها الحقيقية، ولن يفيدها ما تلجأ إليه من تحايل، وما تقدمه من معلومات مغلوطة، بأنها قدمت للحج أو العمرة، أو تقوم بتغيير اسمها ووثائقها الثبوتية!
***
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«52» ثم أرسلها إلى الكود 82244