حينما أعلنت الرياض مدينة ذكية، تم إطلاق شارع الأمير محمد بن عبدالعزيز (التحلية) نموذجاً لذكاء العاصمة الصاعدة في كافة المجالات، وذلك لما يتمتع به الشارع من وسائل التقنية، ومقومات الشارع الذكي، خصوصاً فيما يتعلق بالاتصال، وخدمة الإنترنت التي أتيحت بشكل مجاني بموجب إعلان الشارع منطقة ذكية، ورغم أن الشارع يحظى بحضور شبابي كثيف منذ زمن طويل، لكن هذا الحضور ازداد بصورة واضحة بعد الصفة الجديدة التي اكتسبها (التحلية).
لإلقاء مزيد من الضوء على هذا التحول، وهذه الخطوات الحثيثة نحو التقنية، أجرينا هذا الاستطلاع وسط رواد أذكى شارع في الرياض والمملكة، وكانت الحصيلة كالآتي:
تعميم الفكرة
أعرب محمد المبارك عن ارتياحه لفكرة اختيار شارع التحلية منطقة ذكية، وقال إنه من المطالبين بها من وقت بعيد، موضحاً أن ذلك يعود إلى وجود مثل هذه التقنيات في المدن والشوارع في المملكة مما كان له أثر بالغ في النهوض والرقي بمجال التقنية والاتصالات.
وأضاف المبارك بأنه يطالب بتعميم الفكرة على كافة شوارع العاصمة والمدن الأخرى لما لها من ثقافة ونشر للوعي لدى أفراد المجتمع في التعامل التقني.
تقطع الخدمة
من جانبه أكد فهد التمامي بأنه من هواة التقنية بشكل مستمر خصوصاً على مستوى عمله أو بشكل عام، وعن جودة الخدمة اللاسلكية في شارع التحلية أكد التمامي أن سرعة الشبكة مرتفعة بفضل وجود أبراج مقوية للبث بشكل ملحوظ، ولكن في أوقات الذروة يحدث انقطاع لبعض المواقع في الشارع. وربما ذلك يعود إلى شدة الضغط على الشبكة.
تعوض بالتقنية
حسن عسيري أشاد بتطبيق مثل هذه الخدمات الحديثة تكنولوجياً بالمملكة وهذا يدل على الجهود التي تقوم بها الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض وهيئة الاتصالات للنهوض بالتقنية ولمواكبة العصر، وعن الاستفادة الشخصية أكد بأنه يقضي جزءا كبيرا من عمله بفضل هذه الخدمة دون عناء أو تعب.
هروب الزبائن
(مرزوق الدوسري صاحب أحد المقاهي): كان له رأى آخر حيث ذكر بأن المقاهي سابقاً تقوم بتوفير بطاقات الاتصال اللاسلكي مجاناً كخدمة تقدمها لعملائها وهي بذلك قد فقدت شريحة معينة من زوارها. أي أن التطور الذي شهده الشارع لم يكن في اتجاه مصلحة المقاهي من ناحية الحفاظ على الزبائن.
زحام .. زحام
(ثامر السيف): لم يركز على الجانب التقني في الموضوع، بل نظر إلى القضية من زاويتها الاجتماعية والسلوكية، فهو يرى أن شارع التحلية من أكثر شوارع الرياض شدة للزحام، وهذا الأمر معروف منذ فترة خصوصاً من قِبل الشباب، ومع تقديم هذه الخدمة سوف يزداد الأمر سوءا ويزداد فيه عدد المراهقين وكثافتهم وبالتالي سينعكس ذلك على انتشار بعض السلوكيات المرفوضة لدينا.
أمية الحاسب
وذكر باسم القاسم بأن تطبيق تجربة المدن الذكية في مجتمع تكثر فيه أمية التعامل مع التقنية والحاسب الآلي ستكون بلا فائدة، فيجب علينا أولاً رفع مستوى الأمية وبعد ذلك نطبق هذه التقنيات الحديثة، لأن الكثيرين لا يعرفون طريقة التعامل مع الحاسب، ولا طريقة تصفح الإنترنت، وسوف تصبح هذه الطفرة صدمة لكثرين ممن يصنفون أميين على صعيد الحاسب وتقنياته.
انتشار المحمول
ويؤكد حمد الشمري بأنه من اشد المتابعين للتقنية الحديثة والاتصالات وعن علمه بتوفير هذه الخدمة بالشارع قال: كان ذلك من خلال حضوري للمؤتمر الوطني للمدن الذكية الذي أقيم موخراً بالرياض وكيفية عمليه تدشينه كأول شارع بالمملكة، أضاف الشمري بأن هذه الخدمة ستساعد على انتشار الحاسب المحمول بشكل أكثر من السابق.
ويرى علي العلي أن وجود مثل هذه المدن والشوارع الذكية دافع لتزايد بيع أجهزة الحاسب الآلي وخاصة المحمول فبذلك سيكثر طلبها وتقل تكلفتها الباهظة.
عيون التقنية
ويقول أنس الزيد أن انتشار مثل هذه الخدمات يؤثر على العلاقات الاجتماعية والأسرية، حيث يوعز للفرد بالتوحد بشكل مستمر وتضييع الوقت وهذه من عيوب التقنية الحديثة.
تعميم المشروع
وناشد سليم السليم بتعميم هذا المشروع على جميع الشوارع والمجمعات التجارية والأحياء السكنية كلياً كي يستطيع الفرد أن يقوم بعمله على جهازه في أي وقت وزمان دون العناء للتوجه لمكان مخصص لهذه التقنية.
