حذّر خبراء في مجال المعلومات والتقنية من خطورة المدونات الإلكترونية مؤكدين أن الوجود المهم لها على شبكة الإنترنت وما طرحته من إعلام بديل يشير إلى قدرتها في التأثير على الرأي العام في كل مكان.
ودعا الخبراء المشاركين في ندوة (النشر الإلكتروني وعصر تكنولوجيا المعلومات) إلى ضرورة النهوض بالطفل العربي في عصر المعلوماتية مؤكدين أن الطفل العربي أصبح مبعثراً بين المواقع المتعددة والمختلفة على الإنترنت وطالبوا بضرورة التركيز على اتجاهات استخدام الأطفال للأوعية الإلكترونية وخدمات الإنترنت لإيضاح مدى استفادة الأطفال واستيعابهم للمعلومات الموجودة بها.
وأشار الخبراء في الندوة التي نظمها المجلس الأعلى للثقافة بمصر إلى ضرورة مواجهة ظاهرة تفاوت المعلومات بين دول المركز ودول الأطراف، مؤكدين أن هناك فجوة معلوماتية واضحة بين دول تبتكر المعلومات وتوظفها بمهارة وبين دول تستهلك المعلومات بمهارات محدودة إما بسبب اللغة الإنجليزية وتسيدها الشبكة العنكبوتية أو تغيب تكنولوجيا الإعلام والاتصال الجديد عنها.
وناقشت الندوة العديد من الدراسات والأبحاث المهمة من بينها بحث بعنوان (المدونات: منافذ للنشر ومنافع أخرى) تناول مفهوم كلمة البلوج Blog أو (المدونة الإلكترونية)، موضحاً سماتها وإيجابياتها وسلبياتها وما يمكن أن تقدمه من خدمات للنشر الإلكتروني.
وأكد البحث أن الوجود المهم للمدونات وما طرحته من إعلام بديل يشير إلى قدرتها في التأثير على الرأي العام في كل مكان، مؤكدا أنها لا تمثل موجة طارئة ولا مجرد موضة شبابية عابرة، ولكنها تعبر عن جزء من التفاعل القوى بين البنى الاجتماعية والظاهرة الرقمية في المجتمعات المتقدمة، وحاول البحث تقديم إجابات للعديد من التساؤلات الخاصة بعلاقة المدونات بدور النشر التجارية موضحاً الفارق بين المدونات والمنتديات وقدم مقترحات حول إمكانية التعاون بين المدونين والناشرين من أجل مجتمع معلوماتي يستقى المعرفة من كل روافده.
وحول كيفية النهوض بالأطفال في عصر المعلوماتية قدمت دراسة أخرى بعنوان (اتجاهات استخدام الأطفال للأوعية الإلكترونية وخدمات الإنترنت) تجربة تهدف إلى عرض لمقتنيات المكتبة من الأوعية الإلكترونية للأطفال وموضوعاتها وعرض لعوامل جذب الأطفال لاستخدام أوعية المعلومات الإلكترونية والبحث على شبكة الإنترنت، وكذلك عرض تجربة لإيضاح مدى استفادة الأطفال واستيعابهم للمعلومات من خلال الأوعية الإلكترونية مقارنة بمثيلاتها من الأوعية التقليدية والتعرف على الموضوعات الأكثر إقبالاً عليها لدى الأطفال.
وكشفت دراسة عن (النشر الإلكتروني والطفل) أن الطفل في تقنية النشر الإلكتروني أصبح مبعثراً لوجوده في مواقع ذات اهتمامات متعددة ومختلفة، وتطرقت الدراسة إلى خصائص المواقع التي تتعامل مع الطفل من حيث اهتماماتها ومميزاتها وسلبياتها والموضوعات التي تقدمها للطفل، وخلصت إلى ضرورة التعليم عن بعد بتوظيف التقنيات الحديثة لتسهيل العملية التعليمية للطفل عن طريق البرامج الثقافية والتربوية والتعليمية للطفل حتى نسير بالطفل العربي ليواكب عصر المعلوماتية من خلال تعامله مع التقنيات الحديثة.
وتحت عنوان (شبكة الإنترنت والواقع الثقافي) ومن خلال متابعة حوالي ثلاثين موقعاً ثقافياً على الشبكة العنكبوتية تم دراسة تحقيق الحراك الثقافي من خلال موقع (اسمار) كنموذج، والذي اجتاز عتبة الإقليمية الضيقة وتمكن من الوصول إلى الواقع الثقافي خاصة في الشق الأدبي عبر عدة حقول دلت على وجود قاعدة إبداعية عريضة، كما سمح موقع اسمار لكل الأعضاء بالترشيح والتصويت وسمح للمرأة في ثلاث دورات بالتمكن من إدارة الموقع.
