هذا التزاحم الشديد في شوارع العاصمة الحبيبة الرياض، وتلك الحوادث المرورية التي تقتل من تقتل وتعوق من تعوق فضلاً عما تلحقه من خسائر مادية أليس بالإمكان الحد من تبعاتها وويلاتها، إننا بالقطع لن نستطيع أن نخفف من كم المركبات التي توصل الطلاب والطالبات إلى مدارسهم وجامعاتهم. ولا تلك التي توصل الموظفين والموظفات إلى مصالحهم وأعمالهم، ومثلها في ذلك مشاوير التواصل الاجتماعي والزيارات بين الأسر.
لكن هناك ما يمكن التخفيف منه وربما هي مصدر الزحمة الشديدة في الشوارع المكتظة بالسيارات إنها زيارات التسوق التي تفرض الزحمة على الشوارع وتحيل الأسواق إلى خلية نحل ومواقفها إلى ساحات لصالات الأفراح تغص بمركبات المدعوين. إن شركات الأسواق والمجمعات التجارية الكبرى ينفق فيها المستأجرون الكثير من ميزانياتهم على بند الدعاية والإعلان للترويج لبضاعتهم، فضلاً عن الإعلانات الجماعية التي تنظمها الشركات المالكة لتلك الأسواق.
قد يكون بالإمكان في ظل توفر أجهزة الحواسيب في معظم المنازل وسهولة الدخول على الإنترنيت.. أقول قد يتأتى وبسهولة لمثل تلك الأسواق، ولا سيما أصحاب الوكالات العالمية أن توفر لها مواقع على الشبكة العنكبوتية تتيح للمواطن والمقيم من أمام الشاشة الصغيرة بمنزله أن يأخذ ولو فكرة بسيطة عن المتوفر من بضاعة وموديلات الألبسة وأسعارها ومواسم التخفيضات وأماكنها، بل إن وجود موقع متخصص مثلاً لمحلات الذهب بالرياض ومثله لمحلات الساعات وآخر لمحلات الألبسة النسائية والرجالية وغيرها من المواقع المتخصصة ربما وفرت الوقت والجهد على المتسوق ليتمكن على الأقل من تحديد وجهته عند انطلاقه بسيارته فيكون معلوماً لديه منذ البداية أين سيذهب وهو الأمر الذي بالتأكيد سيخفف من الزحمة والتنقل بين سوق وآخر وربما العودة دون شراء لعدم العثور على ما يرقى إلى الذوق أو ما يتناسب سعره والميزانية المتاحة.
وحتى المكاتب العقارية التي تبيع الأراضي أو المساكن أو تؤجرها لماذا لا تكون لها مواقع للمساكن المعروضة للبيع من كل المكاتب بحيث يتاح لرب الأسرة هو وأفراد عائلته الدخول على مثل هذا الموقع والنقل بين مسكن وآخر حتى يجدوا ما يناسبهم ويكون موقعه وثمنه وطريقة الدفع والمكتب المسئول عن البيع ورقم هاتفه كلها بيانات متوفرة. بما يتيح له الاتصال والتواصل بأقل جهد وتكلفة بدلاً من القيام بمسح ميداني لهذا المكتب أو ذاك على حساب وقت عمله ووقت راحته وقد لا يجد ضالته إلا بشق الأنفس!!!.
إن مبادرات كهذه جديرة أن ترى النور في إطار المسعى والجهود التي تبذل لتكون الرياض أولى المدن الإلكترونية الذكية وهو المشروع الذي يوليه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض- حفظه الله- و أمين مدينة الرياض سمو الأمير الدكتور عبد العزيز بن محمد بن عياف آل مقرن جل الاهتمام، وأنا على ثقة أن اليوم الذي نرى فيه الكثير من هذا التحول ليس بعيداً لكننا نريده بأسرع وقت لتحقيق الريادة لعاصمة الريادة (الرياض).
يوسف أبو عواد *
* عضو الاتحاد العام للصحفيين العرب