في عالم اليوم، يضطر الكثيرون أن يسلموا بأن الفتوحات التقنية الجديدة المهمة قد غيرت مؤقتاً التقنيات المستخدمة للاتصالات في تنمية الموارد البشرية.
ذلك أن التقنيات التي تعمل بالإنترنت وترتبط معاً التي تمثل الإنترنت فيها الشكل الملحوظ بدرجة أكبر على الملأ، تقوم الآن بقلب العالم رأساً على عقب.
لذا تضفي الإنترنت والتقنيات الاتصالية المرتبطة بها طابعاً خاصاً على الطريقة التي يعيش بها الناس ويعملون ويتصلون.
وكلما تضاربت تقنيات المعلوماتية والوسائط الإعلامية والاتصالات أدركنا أن عالمنا تعاد صياغته من جديد.
إن تلك القوى ستعمل بجهد لا يكل مع دفع عجلة الاقتصاد والمجتمع وحياتنا الخاصة نحو العصر القادم.
المؤسسات التقنية وجيل المستقبل
تعد المعلوماتية اليوم في ظل التغيرات التقنية المتطورة أساس وعماد الاقتصاد الحديث.
فلقد أحدثت المعلوماتية انقلاباً خطيراً في مختلف جوانب الحياة، وهو انقلاب لا يقل في أثره عن آثار الثورة الصناعية.
لذا، تعد المعلوماتية كصناعة شرطاً ضرورياً للتطور الاقتصادي المستقبلي والاستقلال الوطني الآني.
وتظهر الآن اتجاهات رئيسية متعددة، يمكن أن تكون أوصافها الموجزة مفيدة عندما نفكر في التغيرات المقبلة لجيل يستوعب تقنيات المستقبل، ومن ذلك.
1) الشركات يتم تحويلها على نطاق واسع بحيث تخضع لفحص دقيق.
2) السوق تتعلم كيف تمارس سلطتها، حيث تغدو أبرع.
3) مشروعات الأعمال تتحرك بسرعة هائلة.
4) المعرفة هي الأصول الرئيسية، بحيث يفسح النشاط الاقتصادي المجال لاقتصاد الوفرة، ويغدو تأثير المعرفة عبر الابتكارات حاسماً.
صناعة البرمجيات التقنية
في الاتصالات
الملاحظ أن المعلوماتية قد أثرت على الموارد البشرية بصورة متعددة، كذا أثرت على شكل علاقات الإنتاج. هكذا فإن شركة الاتصالات السعودية تقدم رؤيتها الواضحة على أساس أن تمكن الناس من التواصل ببعضهم لتسهم في زيادة سعة آفاقهم وتعزيز قدراتهم.
ومن ثم تتمثل ميزة الاتصالات المدارة بالإنترنت والبرمجيات التقنية الحديثة في أن تكلفة المعاملات لمثل هذا النشاط تنخفض إلى الصفر تقريباً عندما يزيد مدى وسرعة تقنيات الاتصالات زيادة أسية، وعندما ستصبح الأدوات أقوى.
تقبل الكادر السعودي لتقنية الاتصالات
إن التقنيات الجديدة والتغيرات الناشئة عن التطبيق الواسع لها سوف يتيح للموارد البشرية اشتراكهم في الإدارة.
ذلك لأن معظم ثلاث قوى تقنية على الساحة الآن هي: الحوسبة والوسائط المعلوماتية والاتصالات.
ولذا سيكون المحرك الاقتصادي Economic Engine للاقتصاد العالمي الجديد مكوناً من: الحوسبة والإلكترونيات والاتصالات.
كل ذلك يجعل إمكانية تقبل الكادر السعودي لتقنية الاتصالات كبيراً واستيعابه للتطورات التقنية أكثر كفاءة.
بيد أن الحاجة ماسة باستمرار للتدريب والتأهيل وإعادة التأهيل.
عليه، فإن واحة تصنيع الإلكترونيات المزمع إنشاؤها في المملكة، بحيث تحاكي التجارب العالمية والإقليمية المماثلة في أمريكا ومصر والإمارات، يعني مواكبة المملكة للتطورات التقنية المتسارعة على المستويات العالمية، مما يؤكد أن مستقبل تقنية الاتصالات في المملكة مستقبل زاهر خاصة أن المملكة تحتل قرابة 40% من حجم سوق تقنية المعلومات في العالم العربي.
* مستشار اقتصادي وعضو هيئة تدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية