في علم الغيب
وعن إمكانية الوصول إلى المدينة الذكية قال الدكتور عبد الله السلامة مدير الجامعة العربية المفتوحة ل(مجلة الاتصالات والعالم الرقمي): نعم سيتم الوصول إلى تطبيق المدينة الذكية على مستوى العالم، لكن في عالمنا العربي ذلك في علم الغيب؛ فالمدينة الذكية لها شروطها، ولا تكمن هذه الشروط في توافر المال أو القوة، إنما في العزيمة القوية والإصرار على تطبيق هذا المفهوم، فإذا وجدت هذه العزيمة في هذه الأمة سيتم تطبيق المدن الذكية؛ فهي ليست مستحيلة، وليست محصورة فقط على الغرب، وإنما هي بسيطة ويمكن لأي مجتمع أن يصل إليها عبر الهمة والعزيمة القوية، ولنا في مدينة دبي المثل الجيد في هذا الشأن.
مجاناً لثلاثة أشهر
وقال أنور الشهري باحث دراسات في قطاع السياسات التنظيمية والتراخيص في هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات: المدن الذكية هي أن يكون للمواطن إمكانية الدخول إلى العالم الرقمي في أي وقت عن طريق شبكة اتصالات لاسلكية في أي مكان في المملكة، وقد بدأنا فعلياً بعملية تجريبية في شارع الأمير محمد بن عبد العزيز من تقاطعه مع شارع الضباب إلى تقاطعه مع شارع العليا ولمسافة 2كم، وسيتم تغطيته بالإنترنت عن طريق 3 شبكات لاسلكية؛ حيث يتم إدخال رقم الجوال الخاص بالشخص ويقوم النظام ببحث كلمة سرّ على ذلك الجوال للتأكد من أن الجوال المدخل يخصّ الشخص، وذلك لدواعٍ أمنية، بعدها يمكن الدخول إلى الإنترنت في أي مكان داخل هذا الشارع وحتى من داخل السيارة، علماً أن الشركات المزودة للخدمة تقدّمها بنفس الوقت ودون تداخل الموجات في تلك المساحة. وبهذه الطريقة يمكن استجلاء صورة عما سيمكن حدوثه في المستقبل عند تعميم هذه الخدمة في كل مكان في المملكة. وتقوم رؤية الهيئة على أساس توفير خدمات الاتصالات وتقنية المعلومات في جميع أنحاء المملكة بجودة عالية وأسعار مناسبة، ويمكن تطبيق هذا المفهوم للمدن الذكية.
وعن تكاليف الخدمات أضاف: حالياً في خلال الشهور الثلاثة القادمة ستقدم الخدمة بشكل مجاني في المنطقة المذكورة، وبعد ذلك سيقوم كل مزود إنترنت بوضع تسعيرة خاصة به.
وعن إسهام الهيئة في الترخيص لهذه الشركات قال: المزوّدون الحاليون لديهم كل التراخيص الخاصة بتشغيل الشبكات اللاسلكية، وهي من ضمن رخصهم الأصلية. وأسهمت الهيئة بتفعيل ذلك عن طريق إطلاق هذه المبادرة بشكل تجريبي وتصحيح المشكلات والأخطار التي يمكن أن تواجهنا عند إطلاق هذه الحملة في كل أنحاء المملكة. ونأمل أن يكون المستقبل أفضل مما نتوقع.
السعر المناسب مهم
ويقول أنس محمد العسيري من المركز السعودي للمعلومات: يُقصد بالمدن الذكية توافر خدمات تقنية المعلومات على جميع المستويات، سواء كانت الخدمات المقدّمة من الحكومة أو على مستوى الخدمات الخاصة والعامة أو حتى على المستوى الشخصي؛ مثل المنازل والسيارات والأجهزة الشخصية. وكان الخيار سابقاً أن توفر كل منشأة خدمات الاتصال الخاصة بها عن طريق WI-FI، أما الآن فقد تطوّر المفهوم وأصبح تقديم الخدمات اللاسلكية على نطاق واسع وفي أي مكان داخل تلك المنطقة. ولا شك أن خدمات الارتباط بالإنترنت هي العصب الرئيس والمحور الأساسي للمدن الذكية، وكل الخدمات الإلكترونية التي تقدم ابتداءً من التعاملات الإلكترونية وما يتبعها يعتمد اعتماداً أساسياً على وجود ارتباط دائم وسريع ومأمون بالإنترنت. البنية التحتية الموجودة حالياً لها حدود وأمامها عوائق معينة لتطويرها، سواء من ناحية تقنية أو من ناحية جغرافية؛ كامتداد المدن وكبر مساحتها.. إلخ. فالحلّ هو تزويد الإنترنت بشكل مأمون ودائم وبأسعار مناسبة؛ لأن أحد أهم العوائق غلاء الأسعار لخدمات الإنترنت أمام شرائح كبيرة من الناس.