عاشت هذه السيدة في زمن لم تحظَ المرأة فيه بقدر أو حرية, ولكنها ورغم التحديات استطاعت أن تحصل على جائزة نوبل وكانت أول امرأة في فرنسا تكمل رسالة الدكتوراه، وأول مخترعة تحصل على جائزة نوبل مرتين وذلك بعد أن اكتشفت مادة الراديوم المشعة.
عرفت كوري بعبقريتها منذ نعومة أظافرها فكانت الأولى دائماً وعندما رآها العالم الروسي (مندليف) في معملها تخلط بعض المواد وهي طفلة قال: (هذه الصغيرة سيكون لها اسم مرموق في دنيا الكيمياء). عرفت بشغفها للعلم فعملت بتنظيف الزجاجات في معامل كلية العلوم لكي تستطيع إكمال دراستها الجامعية, وكانت تردد دائماً: (تعلمت من حياتي أن الفقر لا يقف حائلاً ضد الطموح). ذات يوم سُئلت عن أمنيتها فأجابت: (إني بحاجة إلى جرام من الراديوم، لكي أتابع أبحاثي. ولكني لا أملك ثمن هذا الجرام). فما كان من الصحفية إلا أن عملت حملة قومية لدعم كوري.
أنشات مدام كوري معهد الراديوم، ومعملاً للأبحاث البيولوجية لدراسة مرض السرطان. وفي عام 1934 توفيت بسبب التأثر بإشعاعات الراديوم، وهو نفس الإشعاع الذي نالت عنه جائزتي نوبل. وذلك بسبب تعرضها لجرعات هائلة منه دون إجراءات وقاية. قال عنها أينشتاين: (إن ماري كوري من بين جميع المشهورين هي وحدها التي لم يفسدها المجد).