نحو إنسان آلي بالصفات الإنسانية يعمل العلماء على مساعدة الماكينات أن (تفهم الناس مثل الناس)
|
* إعداد: محمد شاهين
الإنسان الآلي جورج يلعب لعبة الاختباء والبحث مع العالم ألان شولتز. جورج يطن ويختبئ خلف عمود حتى يتم العثور عليه. ثم بعد فترة يبحث عن شولتز حتى يجده مختبئا.
قد يبدو الأمر طفولياً, اعتبر أن شولتز وجد طريقته الخاصة في تعليم الإنسان الآلي جورج لعبة اقبض على العلم.
* ما المثير للإعجاب أن يلعب إنسان آلي ألعاب الأطفال؟
بالنسبة للإنسان الآلي، أن يجد مكانا ليختبئ ثم يعود للبحث عن زميله في اللعبة هو مستوى جديد من التفاعل الإنساني. يجب على الماكينة أن تأخذ دلالات وإشارات معينة من البشر ثم تتعامل وفقا لتلك الدلالات. تلك هي البداية لثورة حقيقية في عالم الإنسان الآلي: أن يتم إعطاء الإنسان الآلي بعض الإنسانية.
تقول سينثيا بريزيل مديرة مجموعة حياة الروبوت، بمعهد التكنولوجيا بولاية ماساشوستس (الرجال الآليون في بيئة إنسانية، بالنسبة لي تلك هي الجبهة الأخيرة)، وتضيف قائلة: (البيئة الإنسانية معقدة طالما استمرت، وهي تدفع الظروف).
علم الإنسان الآلي يتحرك من البرامج والمعدات التي تعمل عن بعد - في المريخ أو قاع المحيط أو نظم التجميع- حتى تعمل مع وإلى جانب الإنسان البشري، حتى إنها تعمل على الإنسان نفسه.
تقول بريزيل: (يجب على الإنسان الآلي أن يفهم الإنسان كانسان، في الوقت الحالي، الإنسان الآلي يفهم الإنسان كأنه كرسي: مجرد شيء لندور حوله).
الباحثون الذين يقومون بحقن الإنسانية داخل الرجال الآليين يعملون على إنشاء روبوت يستطيع التواصل مع الإنسان بطريقة أكثر) فكرية). كما يقومون ببناء روبوتات لتعمل في الاستقبال وروبوتات تعمل كمعالجين طبيعيين. والعلماء ينهون عملهم الآن على مشروع إنسان آلي يسمى huggable، هو خط إنتاج دب دمية آلي يمكنه المساعدة على مراقبة صحة الأطفال الجسمانية والعقلية وسعره بضعة آلاف من الدولارات للواحدة فقط. أول الأماكن التي سنرى فيها تلك الروبوتات هي المجالات المتعلقة بالإنسانية بشكل مباشر - التي تتطلب عناية خاصة بكبار السن مثلا، الصغار والمعاقين.
هذا هو سبب أهمية لعبة جورج. كماكينة، جورج ليس اختراعا مبهرا. فهو مجرد روبوت أُعيد استخدامه وبرمجته بمركز البحرية لبحث يتم تطبيقه على الذكاء الاصطناعي، بتوجيهات من شولتز.
ويتحرك جورج على قاعدة عجل حمراء كبيرة مع منظار ثنائي يحدق في كل أنحاء الغرفة تحت شاشة كمبيوتر بوجه مجسد، متمم لها عينان زرقاوان تطرف. ما المختلف في طريقة تفاعله مع الناس.
(جورج اذهب واختبئ) هكذا يأمر شولتز جورج في غرفة غير منظمة في معمل أبحاث الأسطول البحري، فتدور رأس جورج حول نفسها عدة مرات، وتطن رموز الكمبيوتر على الشاشة بينما جورج يفكر.
أخيرا، يعلن جورج بصوت معدني غير إنساني على الإطلاق (سأختبئ الآن).
يختفي وراء بعض الصناديق ثم يقول: (لقد وصلت للهدف).
شولتز يجد جورج بسهولة، ولكن جورج يستغرق وقتا كبيرا ليعرف أين شولتز، إلا أنه في النهاية ينجح. بالنسبة لطفل، يعد هذا لا شيء، ولكن بالنسبة لإنسان آلي قد يؤدي هذا إلى الكثير.
يقول سباستيان ثرون مدير معمل أبحاث الذكاء الاصطناعي في ستنافورد: (لقد قمنا فقط بحك السطح)، يذكر أن السيد ثرون كان قد فاز بالسباق الأكبر لهيئة الدفاع بروبوت يقود سيارة بنفسه في الصحراء العام الماضي، ويتنبأ ثرون أنه بعد عشر سنوات من الآن ستتجول الروبوتات في أنظمة الرعاية الصحية، وفي المنازل أيضاً حيث ستكون هناك روبوتات متعددة الأذرع تقوم بالتنظيف. يقول ثرون: (سيكون هناك الكثير من الأجهزة المشخصة) (الشبيهة بالإنسان في بعض الخصائص).
نقلة كبيرة
لقد تم بيع أحدث الروبوتات المنزلية وبيعها تجارياً مثل الروبوت الذكي الذي يقوم بالكنس وتنظيف الأرضيات واسمه رومبا، مع أكثر من مليونين من الأجهزة الشبيهة بالديسك تم بيعها. وتلك الروبوتات تم تصميمها لتعمل بأفضل شكل عندما يترك الناس الغرفة.
وبعد مضي عقود من المحاولات بعض علماء الروبوت، وعادة ما يكونون ذكورا، ويعملون في المجالات الثقيلة، فعلوا ما لا يصدق. وضعوا برامجهم ومعداتهم جنبا إلى جنب، ودرسوا كيف يفكر الإنسان، وعملوا معا وتواصلوا حتى يستطيعوا أن يدخلوا هذا التواصل إلى إنسان آلي. لقد تم ولادة المجال الجديد لتفاعل الروبوت والإنسان، وعلى عكس كثير من مجالات الروبوت، فإن معظم العاملين فيه من النساء، كما يوجد به علماء اجتماعيون وأطباء معالجون، وحتى علماء الأخلاقيات الذين يفكرون في إمكانية وضع الروبوتات في أماكن مثل دور الحضانة شيئا مناسبا.
من ناحية أخرى ترى عالمة الأبحاث كاندي سيندر والتابعة لمركز أبحاث شركة ميتسوبيشي أن الناس يستجيبون أكثر للروبوت المجسد الذين يقومون بالإيماء والتحرك والإشارة، وبهذا عملت على تطوير ميل، روبوت على شكل بطريق يشير ويومئ برأسه، إذا أشرت لميل، سيشير إليك. تقول سيندر: (هو شيء مغر، يقول الناس هذا لي، أحب ميلا لأنه نوع ما وسيم).
* كيف يجب أن يبدو الروبوت؟
هناك نقاش حول هذا الأمر. على أحد الجوانب هناك الروبوتات المعالجة للصدمات الخاصين بعلماء MIT نيفيل هوجان وهيرمانو ايجو كريبز. هؤلاء يبدون كماكينات التدريب مع شاشة ألعاب فيديو. على الجانب الآخر، هناك دافيد هانسون من دالاس والأستاذ بجامعة أوساكا هيروشي ايشيجورو الذي تبدو الروبوتات الخاصة به مثل البشر تقريباً. الروبوت الخاص بايشيجورو واسمه جيمينويد، يبدو مثل هيروشي نفسه.
هذا التشابه الخارق جعل علماء الروبوت أن ينشئوا مصطلح عرض (الوادي الخارق). يقترح أن يستجيب الناس للروبوت بشكل أفضل إذا كانوا متشابهين مع الناس بشكل أكثر، لنقطة معينة. أما شيري تيركل الباحثة في MIT فتعبر عن قلقها بسبب الروبوتات التي تشبه الإنسان إلى حد كبير حيث تقول: (الأمر مربك أحياناً، فإذا قام أي كيان بالتواصل بالعين معك، أو إذا اتجه كيان نحوك يرغب في صداقتك، فنحن نعتقد أن هناك شخصا، ولكن في حقيقة الأمر فإنه ليس هناك من أحد). والأمر يعني الخوف من خداع الناس بدون وعي منهم وكذلك منح الروبوتات تقديرا أكبر مما يستحقونه. ما تقصده هو أنك إذا كنت مريضاً، مصاباً أو كبيراً في السن، فأنت تحتاج الى شخص وليس روبوت.
.....
الرجوع
.....
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|