بعد بدايات محبطة تكنولوجيا ال(واب) تجذب المستخدمين من جديد
|
في البدء مثلت تكنولوجيا ال(واب) (WAP) خيبة أمل كبيرة في مجال التقنيات الحديثة عند انبثاقها.
ففي العام 2000 وعندما كانت الآمال معقودة على ظهور ما يسمى بالتجارة عبر الهاتف النقال، (mobile commerce or mcommerce)، كان يعول على تكنولوجيا ال(واب) ( بروتوكول الولوج اللاسلكي للإنترنت )، لتصبح تكنولوجيا التصفح التي قد تحول الهواتف النقالة الى أجهزة للإبحار في الإنترنت، تمكنك من التمتع بالألعاب وإرسال واستقبال البريد الإلكتروني وشراء وبيع البضائع فضلا عن تحديد أماكن المطاعم في المدن الأجنبية.
بيد أنه وبمجرد إطلاقها، أخفقت هذه التقنية في تحقيق التطلعات المرجوة، إذ كانت الشبكات بطيئة لدرجة أن من يريد الوصول الى أي مطعم فرنسي في مدينة كوبنهاجن، يتعين عليه أن يجوب كافة شوارع المدينة، علاوة على أنها باهظة الثمن.
وفوق هذا وذلك، تمكن مستخدمو الهواتف من الحديث والتصفح في ذات الوقت، كما ان الافتقار الى المعايير القياسية، منع مجهزي التقنية من تطوير محتويات تعمل بسهولة ويسر عبر جميع الشبكات والهواتف.
كان هذا هو الحال في ذلك الحين، لكن يبدو إن ال (واب) ستعود مرة أخرى وبقوة.
فقد أدى ظهور شبكات النقال الأكثر سرعة والهواتف الجذابة بشاشاتها الملونة، الى دعم خدمات مميزة مثل خدمة فودافون المباشرة (Vodafone Live) وأورانج وورلد (Orange World) وأو تو آكتيف (O2 Active) التي تسمح للمستخدمين بتحميل أي مادة بدءاً من نغمات الهاتف الى النتائج الرياضية وانتهاء بألعاب ( لورد أوف ذي كينج ).
وتتوقع مجموعة أي آر سي (ARC) في لندن أن يقفز عائد سوق خدمات الهاتف النقال العالمية الى 126 مليار دولار بحلول 2008، وإن مبلغ 30 مليار دولار سيكون مخصصاً لخدمة ال (واب).
ويقول محلل المجموعة ديفيد مكوين: عندما تم إطلاق ال (واب) قبل سنوات، كانت الشبكات بطيئة، ولم يك هناك محتوى خاص بها، ولكن هذه التقنية طفت مرة أخرى على السطح لتشغل بال المستخدمين.
ويمكن لمستخدمي خدمات ال (واب) المتوافرة في العديد من الهواتف حاليا، الحصول على الخدمة عن طريق الضغط على زر خاص في لوحة المفاتيح.
في بعض هواتف شركتي فودافون وأورانج على سبيل المثال يوجد زر (Vodafone Life) وزر (Orange World ) على التوالي واللذان يمكنهما توفير خيارات تملأ شاشة هاتف المستخدم مثل الترفيه والعناوين الرئيسة للأخبار وغير ذلك.
وهذا يعد خطوة هائلة الى الأمام باتجاه تحسين الخدمة لأول مرة. ولأن الفرق بين واقع الخدمة والحكم المسبق في وصفها، قد تسبب بصدمة لدى المستخدمين، لذا فإن شركات تشغيل الهواتف الخلوية قد منعت حاليا استخدام مصطلح ال (واب) من عباراتها الإعلانية أو تصريحاتها الصحفية.
ويقول جورما أوليلا المدير التنفيذي لشركة نوكيا: لقد أصبحت الكلمة مرادفاً للسوء الى درجة انها باتت تستخدم من قبل الناس العاديين يومياً للإشارة الى كل شيء سيئ.
ولكي تمحى هذه الصورة، باتت الشركات تركز على مسألة تسهيل الخدمة.
ويقول سول تروجيلو رئيس المدراء التنفيذيين في شركة أورانج: إن الأمر لا علاقة له بالتقنية ذاتها ولكن بما يمكن أن تقدمه لك.
وما يمكن أن تقدمه لك ال (واب) هو مذهل حقاً.
فمع زيادة شعبيتها بين المستخدمين الشباب في تنزيل نغمات جديدة للهاتف النقال أو ممارسة الألعاب أو معرفة نتائج المباريات الرياضية فإن ال (واب)، بدأت تمثل ضرورة.
وعلى ما يبدو، بدأت شركات الاتصالات تقع من جديد في حب ال (واب) لأنها أضحت تشكل ذلك النوع من الخدمات الذي يرفع من معدل إنفاق المستهلكين شهرياً.
وبالنسبة لزبائن خدمة فودافون لايف، على سبيل المثال، فإنهم يدفعون حالياً مبالغ تزيد عما يدفعه مستخدمو الشركة الآخرون بنسبة 7%.
وبحسب جاي لورنس مدير التسويق العالمي في الشركة، فإن الإخفاق الذي رافق بداية الخدمة بدأ يتلاشى تدريجياً ليحل محله نجاح قد يفوق التصور.
.....
الرجوع
.....
| |
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|