Ipod سيؤدي الى اختفاء محلات بيع الأغاني خلال عشر سنوات
* إعداد: إبراهيم الماجد
|
بدا أن النجاح الذي حققه جهاز (آي بود) iPod الذي أنتجته شركة (أبل) للكمبيوتر، والذي يتيح للمستخدم تحميل الموسيقى من الإنترنت، وتخزينها، والاستماع إليها وقتما شاء، نتيجة للحجم الضئيل له مؤشر جديد للتحولات الاجتماعية التي أحدثتها التكنولوجيا، باجتذاب هواة الموسيقى بعيدا عن محال بيع الألبومات الموسيقية التقليدية.
كانت فكرة طرح iPod منطقية وعبقرية للغاية، وهي أنه بعد النجاح الكبير الذي حققته شركة سوني في الثمانينيات بطرح جهاز التسجيل المتنقل في حجم راحة اليد Walkman، فإن من الطبيعي أن يتم تطوير نسخة رقمية من ذلك الجهاز، مع الاستفادة مما أصبح متاحا من تقنيات، كالإنترنت، والتخزين الرقمي.
وبالفعل تم انتاج iPod ، وهو جهاز في حجم راحة اليد، يمكن وصله بالإنترنت لتحميل الأغنيات من موقع شركة أبل المخصص لذلك الغرض iTunes، وسعر الأغنية دولار واحد (وستزيد قريبا إلى 1,25 دولار)؛ ثلثا الدولار يذهبان لشركات الإنتاج الفنية، وثلث لشركة أبل، التي تحقق الأرباح الفعلية من بيع المزيد من أجهزة iPod.
ويستطيع ال iPod أن يخزن حوالي ألف أغنية (وزادت الكفاءة التخزينية إلى 10 آلاف أغنية في النسخ الحديثة من الجهاز).
وقد أعلنت شركة (أبل) في تموز الماضي أنه قد بيع من على موقعها iTunes حتى الآن، ومنذ تدشينه أواخر العام 2002، حوالي مئة مليون أغنية.
وقد كان هذا النجاح مدويا لدرجة جعلت الكثير من الشركات، من شتى التخصصات، تسارع إلى تقديم خدماتها في ميدان الموسيقى الرقمية.
فقد دشنت شركة (ريل نتوركس) Real Networks خدمة Real Rhapsody لبيع الأغنيات عبر الإنترنت.
وكذلك فعلت شركة سوني مؤخرا عبر خدمة (كونكت) Connect.
هذا بالإضافة إلى موقع شركة (نابستر) Napster، الذي اشتهر باعتباره موقع مشاركة الملفات، والذي أعيد تدشينه بنجاح كموقع لبيع الموسيقى عبر الإنترنت في أيار الماضي في بريطانيا.
بل إن سلسلة متاجر التجزئة الشهيرة (وول مارت) قد بدأت فعلا ببيع الموسيقى عبر الإنترنت، بسعر منافس وهو 88 سنتا للأغنية الواحدة.
ولم يفت الشركة العملاقة مايكروسوفت أن تدلي بدلوها في ذلك السوق، فأعلنت في أواخر نيسان الماضي أنها بصدد تقديم خدمة (تأجير الموسيقى)عبر الإنترنت، وليس بيعها، أي أن الشخص سيدفع اشتراكا شهريا قدره حوالى عشرة دولارات تقريبا، ويقوم بتحميل ما يريد من أغنيات على جهازه الشخصي، iPod (أو جوك بوكس الذي بدأت شركة (دل كمبيوتر) بإنتاجه مؤخرا)، فإذا ما جدد المستخدم اشتراكه تظل الخدمة قائمة، وإن لم يجدد، فإن صلاحية الأغنيات تنتهي، وقد صممت مايكروسوفت بالفعل تطبيقات التأمين الخاصة بهذا النموذج الجديد.
ويرى الكثيرون من الخبراء والمعنيين بقطاع الإنتاج الموسيقي أن النجاح الهائل لبيع الموسيقى عبر الإنترنت يشير إلى أمرين هامين: أولا، أن وجود قناة شرعية للمستخدمين ليقوموا بشراء وتحميل الأغنيات جعلهم يتخلون عن تحميل الأغنيات بطريقة غير شرعية عبر برامج مشاركة الملفات مثل (كازا)أو (لايم واير) أو (غروكستر).
وثانيا، أن متاجر الألبومات الموسيقية التقليدية غالبا ستختفي خلال السنوات العشر المقبلة.
فمن الذي سيرغب الذهاب شخصيا لشراء ألبوم موسيقي كامل، إذا كان بإمكانه أن يشتري الأغنيات التي يفضلها فقط، وذلك بعد أن يستمع إلى نسخة قصيرة منها.
بالإضافة إلى ما تتيحه مواقع بيع الموسيقى من التعرف على نوعية الموسيقى التي يفضلها كل شخص، وإخباره بالجديد الذي يصدر منها.
وقد وردت أنباء في حزيران الماضي أن شركة (أبل) للكمبيوتر قد قررت فصل كل ما يختص بتصميم وإنتاج وتسويق أجهزة iPod عن الشركة الأم، بهدف المسارعة في تطوير نسخ أفضل منها، وللحفاظ على ما تحقق من نجاح.
.....
الرجوع
.....
| |
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 