أدوب تحاول تسويقه بمزايا إضافية برنامج (أدوب أكربات) الدجاجة التي تبيض ذهبا
|
إعداد: محمد العادلي
يوجد برنامج أدوب ريدر (Adobe Reader) في حوالي 500 مليون كومبيوتر شخصي في العالم إضافة الى وجوده في أجهزة أخرى، وحتى الآن فإن البرنامج لا يوفر أي مردود لبروس شيزن المدير التنفيذي لشركة (أدوب سيستمز إنك) الذي يملك البرنامج المذكور.
إن التحدي الذي يواجهه السيد شيزن هو العثور على طريقة لاستثمار العلامة التجارية الشهيرة للبرنامج لتوسيع السوق للمنتجات التي تبيعها الشركة بالفعل خاصة إنها توزع البرنامج مجانا، وقد مضت عشر سنوات منذ أن أطلقت أدوب كلا من مقياسها الذي أطلقت عليه بي دي أف (PDF) وهو المقياس الذي يستخدم عالميا من ذلك الحين للوثائق الإلكترونية وبرنامجها أدوب ريدر الذي يسمح للمستخدمين برؤية وطباعة وثائق البي دي أف بذات الطريقة التي تنتج بها.
يقول شيزن: إن انتشار البي دي أف أكبر بكثير مما يتوقعه أي منا ويبدو إن أدوب ريدر هو واحد من أكثر الأدوات البرمجية استخداما في العالم، وهو يأتي مثبتا مسبقا في معظم الكومبيوترات ويمكن تحميله مجانا من الإنترنت، ومن دون شك فإن النجاح الذي حققه هذا البرنامج يعود لاستفادته من برنامج أدوب أكروبات (Adobe Acrobat) الذي يستخدم من قبل الأفراد وعالم الأعمال لإنتاج وثائق البي دي اف ومنها الاستمارات الشخصية والتقارير السنوية للشركات.
منتج بمزايا جديدة
غير إن أعداد من يحتاجون الى قراءة وثائق البي دي أف أكثر ممن يحتاجون لإنتاجها، وبينما كانت الشركة على مدى واحد وعشرين عاما من عمرها تبيع برامج لصنع رسومات عالية الاحتراف للأفراد والشركات الصغرى، فإن شيزن يحاول الآن أن يعيد تأهيل الشركة لتصبح بائعة لبرنامج يساعد الشركات الكبرى على إدارة لفافات ورقها بشكل جيد، فقد أطلقت الشركة في مايو الماضي نسخة من أكروبات بمزايا إضافية مصممة لسوق المضاربات المالية بعد أن كان معظم زبائن الشركة هم من المتخصصين بالفنون وأقسام التسويق وغيرهم ممن يعملون في صناعة الإعلانات والطباعة، وفي حين تشهد مبيعات برامج أكروبات ريدر زيادة ملحوظة فإن مبيعات الشركات الأخرى تعاني من انخفاض مستمر.
ويبدو إن استراتيجية السيد شيزن الجديدة استخدام خط إنتاج أكروبات ريدر الذي يعد دعامة أساسية للشركة مسبقا لتحقيق هدفها في التوسع نحو الأسواق العالمية، خاصة إن ثلث عائدات الشركة في نهاية الربع الثاني من هذا العام والبالغة 320 مليون دولار يرجع الى برنامج الأكروبات والمنتجات المتصلة به التي تنتجها الشركة ومنها الورق الإلكتروني (ePaper) وهي زيادة بمقدار 42% عن الفترة المشابهة للعام الماضي.
الوثائق التفاعلية
ولتحقيق المزيد من العوائد فإن شركة أدوب تحاول إدخال أكروبات الى عالم الشركات الكبرى كأداة لإدارة الوثائق بطريقة أقل كلفة تجعل من المهام الورقية المملة عملية آلية (أوتوماتيكية) ومنها على سبيل المثال عملية معالجة الاستمارات.
ويشبه شيزن برنامج أكروبات ريدر بالحاوية التي تسمح للمستخدم بحفظ الوثيقة ونقلها للآخرين لقراءتها وملئها وإعادتها في حين يتم الاحتفاظ بالصيغة الأصلية للوثيقة، ويبدو إن الهدف هو جعل ملفات البي دي اف وثائق تفاعلية، وقد بدأت بعض الشركات العالمية بالفعل باتخاذ خطوات باتجاه تسهيل أعمالها الورقية باستخدام أكروبات، فعلى سبيل المثال فإن شركة بي فيزر (Pfizer) المتخصصة في صناعة الأدوية قررت قبل سنوات عدة أتمتة طريقتها في تسليم الوثائق الخاصة بالتطبيقات الدوائية الى دائرة الأغذية والأدوية الأميركية، وهي تستخدم أكروبات لإنتاج وإرسال نماذج معقدة عبر الشبكة الرقمية للشركة الى حيث يتم إعادتها وملئها من قبل الأقسام المختلفة في الشركة ثم يتم إرسالها الى مواقع أخرى، ويقول شوك جيشك الذي أسس شركة أدوب بالتعاون مع جون وارنوك عام 1982 إن مسألة الكلفة مهمة جدا في عالم الشركات الكبرى.
كما ان الصناعات الإنشائية وشركات التأمين وبنوك الرهن تقوم حاليا بالفعل بتخفيض التكاليف عن طريق أتمتة العمليات التي تتطلب معاملات ورقية كثيرة، وبالنسبة لمؤسسي شركة أدوب فإن التسويق في مجال مستخدمي الشركات الكبرى هو ابتعاد عن جذور الشركة، وفي عام 1982 قام مؤسسا الشركة المذكوران بترك العمل في مركز أبحاث بالو آلتو التابع لشركة زيروكس (Xerox) لتأسيس شركة أدوب وتسويق تقنيتهما الناجحة التي اخترعاها وهي عبارة عن لغة برمجية تدعى بوست سكريبت (Postscript) تسهل الطباعة عبر الكومبيوتر مما ساعد على انتشار النشر المكتبي.
بيج ميكر
وخلال الثمانينات طورت الشركة العديد من البرمجيات التي انتشرت لدى محترفي التصميم ومنها برنامج اليوستريتور (Illustrator) وفوتوشوب (PhotoShop)، وفي نهاية الأمر تملكت أدوب شركة كبيرة في مجال النشر المكتبي وهي ألدوس كوربوريشن (Aldus Corporation) التي تنتج برنامج بيج ميكر (PageMaker) الذي يسمح لكل شخص أن ينتج كتبا ووثائق عالية الاحتراف. غير إن أدوب وبالرغم من نجاح برنامجها لم تعمل بإدارة احترافية أو بتخطيط استراتيجي، ففي عام 1998 كانت الشركة كما هي لم تتغير منذ بدايتها رغم ان مبيعاتها بلغت 500 مليون دولار كما يقول شيزن، وفي ذلك الحين كان هو يدير وحدة النشر التي انضمت الى الشركة عام 1994 ويتذكر إن المديرين الوسطيين كانوا يجعلون من الصعب على المديرين التنفيذيين اتخاذ القرارات، والأكثر من ذلك إن أدوب كانت تبذل وسعها لتحافظ على نجاحها بمواجهة منافسها في النشر المكتبي شركة كوارك (Quark).
خطة استراتيجية
وعندما عين شيزن رئيسا للشركة ومن ثم رئيسا للمديرين التنفيذيين عام 2000 قام على الفور بتركيز جهود الشركة نحو ثلاث مجموعات من الزبائن (هم كل من الشركات الكبرى ومحترفي التصميم والمستهلكين) كما انه أعلن خطة تدريجية لتنحية قرابة 700 موظف في الشركة من أصل 3000، ومنذ ذلك الحين وشيزن يقوم بتوظيف أناس يعرفون كيفية بيع المنتجات للشركات في عالم الأعمال، وقد قادفي العام الماضي جهودا لامتلاك شركة (Accelio) الكندية المتخصصة بإدارة البيانات بصيغ إلكترونية لحساب سوق الشركات الكبرى، ويقول جيشك الذي يشغل الآن منصب نائب رئيس الشركة من الصعب دوما على مؤسسي الشركة متابعة جميع أعمالها وقد قام بروس بعمله على أكمل وجه في الظروف الصعبة، ويقول جيشك إنه مرتاح لكونه وجد شخصا يفهم عالم الأعمال وتوجهاته ومطلع على طبيعة عمل الشركة.
منافسة قادمة
وفي الوقت الذي يوجه فيه شيزن الشركة الى اتجاه جديد يبدو أن بعض المستثمرين متشككون في صحة توجهه خاصة بعد انخفاض أسهم الشركة خلال الصيف الماضي وازدياد انخفاض هذه الأسهم مرة أخرى عندما قدمت مايكروسوفت برنامجها (Xdocs) الذي أسمته فيما بعد (InfoPath) كبرنامج لإدارة الوثائق، غير إن سعر أسهم الشركة ما لبثت أن ارتفعت جزئيا نهاية العام الماضي، ويقول شيزن إن المستثمرين والمحللين بطيئون في فهم التغيير الحاصل في استراتيجية أدوب. ويقلل شيزن من أهمية التهديد الذي تواجهه أدوب من المنافسين الآخرين ومنهم مايكروسوفت، وهو يشير الى قابلية أكروبات على إنشاء الوثائق التي يمكن بسهولة نقلها الى منظومات كومبيوتر خارجية تعمل ببرامج مختلفة. في حين يقدم برنامج مايكروسوفت إنفوباث على سبيل المثال، أفضل أداء عندما يعمل داخل مؤسسة واحدة، ويلاحظ إن أدوب لها ميزة أخرى على منافساتها وهي تاريخها الطويل من العلاقات العامة في هذه الصناعة، وكمزود لبرنامج يتوج عليه العمل بسهولة مع برامج من صنع شركات برمجيات أخرى فإنها تعلمت كيفية الحصول على أعمال من علاقاتها هذه، ويقول شيزن لو نظرت الى تاريخنا فستدرك: إننا نعرف كيف نشارك الآخرين.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|