* استطلاع - غادة إبراهيم
وهب الله للإنسان الكثير من الجوارح والحواس التي تمكنه من تفعيل الإدراك والتعلم بوسائل وأساليب مختلفة ويتفاوت تعلم الإنسان وإدراكه حسب اختلاف هذه الوسائط المتعددة حيث يتسم عصر تدفق المعلومات الذي نعيشه هذه الأيام بالتقدم العلمي والتقني الهائل الذي أسهم في إحداث كثير من التغيرات في شتى ميادين الحياة المختلفة اجتماعية وثقافية وتربوية وغيرها.
ولأننا نعيش ضمن مجتمعات عالمية متقدمة توجب التفاعل معها ومواكبتها كان على الأمة أن تسعى لتنمي نفسها وأفرادها بما يناسبها من هنا تكمن مسايرة العملية التعليمية لما يجري في العالم من ثورة المعلومات والاختراعات والتطورات... يلقي هذا الاستطلاع الضوء على آراء بعض المعلمات حول دمج الحاسب بالتعليم لمواكبة عصر المعلومات:
للمعلم والمتعلم
عبير الحربي (معلمة لغة عربية) تقول:
إن برنامج التعليم الالكتروني يسعى لتحقيق أهداف محو الأمية الحاسوبية لدى المعلم والمتعلم واستخدام التقنية في التعليم وخدمته وتنمية مهارات الفكير، وتضيف عبير قائلة: إنها فكرة جديدة أتوقع انها ستكون محببة للطالبة والمعلمة في نفس الوقت وسترتقي بأسلوب التعليم.. ومن جهة أخرى أجد المشروع مفيدا للمعلم في برامج القرآن الكريم وموسوعة الحديث الشريف ودروس الشريعة حيث يخدم المادة وهو مسل وشيق ولكن مع مزاياه الكثيرة قد لا يكون هذا النوع من التعليم خيارا سهلا وقد يكمن التعليم الالكتروني في انه اكثر اشتمالا على التطبيق العملي من المناهج التقليدية.
شيقة وبسيطة
من ناحيتها تقول (جوهرة القرني) معلمة رياضيات:
ان دمج الحاسب بالتعليم يسهل على الطالب التعلم بطريقة مشوقة وذاتية كما انه يساعد على تبسيط المهارات والأفكار الصعبة من خلال عرضها بشكل مشوق.
بشكل عام التقنية تخدم التعليم وتساعد على إتاحة الفرصة للتعليم الذاتي الذي يعد من أفضل الطرق الصحيحة للتعلم على عكس التلقين الذي هو طريقة بالية وقديمة مل منها الطالب.
من ملقن إلى منسق
تقول (هيا الثاقب) مشرفة:
ان استراتيجية دمج التقنية في التعليم تقوم على استغلال التقنيات كوسيلة أساسية في نظام التعليم في المرحلة الابتدائية ومثل هذا الخيار يتطلب تغييرا جذريا في بيئة واساليب التعليم.
ولهذا نظمت وزارة التربية والتعليم برنامج التعليم الالكتروني والهدف من دمج التقنية في التعليم ان يتعلم الطلبة مهارات الحاسوب للحصول على المعرفة بأنفسهم وبالتالي يتحول هنا دور المعلم من ملقن إلى منسق.. ولكنها مع هذا ترى (هيا) ان الحد من التواصل الثقافي والاجتماعي وغياب التواجد الشخصي وإلغاء التعليم وجها لوجه من مساوئ التعليم التقني على الرغم من ان تطوير تقنيات الاتصال قد يقلل من هذه العيوب.
وداعاً للرهبة!
في نفس السياق تقول (أمل السلطان) معلمة لغة إنجليزية:
يهدف التعليم الالكتروني إلى إبراز تفوق العقل الإنساني على الآلة وتعميق هذا المفهوم ومساعدة الطلبة على اكتساب الميول الايجابية وإزالة حاجز الرهبة والمساعدة في بناء مهارات التفكير والنقد والاكتشاف والابداع واستطيع من خلال البرنامج ان اكتشف بسرعة اذا كانت الطالبة قد فهمت الدرس وهذا ما نريده.
وتضيف (امل): ولكن التعليم الالكتروني غير مناسب لبعض المتعلمين فهذا النوع من التعليم يحتاج إلى مستوى عال من الانضباط وتنظيم الوقت ويجب أن يكون لدى المتعلم حافز كبير لكي يحقق النجاح في التعليم الالكتروني ويحقق الفائدة الكاملة منه فالمتعلم الذي يفتقد إلى الحافز الذاتي والانضباط وتنظيم الوقت يفشل على الأرجح في التعليم الالكتروني.
منى الفضل (معلمة علوم) تقول: دمج التعليم الالكتروني في حقل المقررات الدراسية ممتع وفيه ابداع وتذوق وجهود ذاتية وان الهدف من هذا المشروع هو المهارة الحاسوبية وكذلك جعل الحاسب وسيلة لمساعدة المعلم والمتعلم من خلال التمارين والأنشطة.
عقبات!
تضيف شريفة العواد (مديرة مدرسة) قائلة:
تتسابق دول العالم اليوم وبشكل سريع للأخذ بعوامل الرقي والتقدم الحضاري في شتى المجالات وخصوصا في التربية والتعليم ادراكا منها بدوره الكبير في رقي وتقدم البلاد فالتعليم الالكتروني شكل من أشكال التعليم عن بعد ويمكن تعريفه انه طريق التعليم باستخدام آليات الاتصال الحديث كالحاسب والشبكات والوسائط المتعددة وبوابات الانترنت من اجل ايصال المعلومات للمتعلمين بأسرع وقت ممكن وأقل كلفة وبصورة تمكن ادارة العملية التعليمية من ضبطها وقياس وتقييم أداء المتعلمين وإعداد التقارير والاحصاءات وأرى أن العقبات التي تواجه التعليم الالكتروني تتمثل بالتجهيزات والإمكانات فهناك المباني الحكومية والمباني المستاجرة وغالبا ما يوجد بالمدارس الحكومية أعداد كبيرة من الطلاب وبها معمل حاسب آلي وعلى الأكثر معملين لمادة الحاسب وفي الغالب الأجهزة لا تناسب الاستفادة المرجوة منها ولا تتناسب مع أعداد الطلاب مع قلة الخطوط الهاتفية المتصلة بشبكة الإنترنت بالإضافة إلى وجود عدد كبير من معلمي المواد الدراسية بخلاف معلم الحاسب لا يتقنون مهارات الحاسب الآلي.
المستقبل له!
تنظر (منيرة الغامدي) الخبيرة في الشؤون التعليمية نظرة متفائلة إلى التعليم الالكتروني وبمقارنته بالتعليم التقليدي ترى فيه الكثير من المزايا وتضيف:
لا بد من تنسيق يضمن للتعليم نقل المعرفة من خلال أدوات تقييم بشكل يؤمن مستويات تعلم ثابتة مع مراعاة الفروق الفردية للطلاب بالإضافة إلى انه ذاتي التوجيه ويتيح الفرصة أمام المتعلم لاختيار المواد الدراسية المناسبة لاهتمامه ومستوى مهاراته وتتلاءم مع مختلف المتعلمين كما انه تعليم مرن يتيح للمتعلم التعلم بالوتيرة التي تناسبه ايضا يتيح طريقة نقل المعلومات بالتكرار الذي يتفق مع مختلف الأنماط الحسية كذلك يعتبر التعليم الالكتروني تفاعليا واجتماعيا يقتحم العملية التعليمية بطريقة فعالة من خلال دفع المتعلم الى المشاركة فيها بدلا من جرهم إليها وقد اظهرت بعض الدراسات أن التعليم الالكتروني يزيد التفاعل بين المتعلمين والمدرسين من خلال استخدام أدوات التواصل المتزامنة وغير المتزامنة كما أنه يقدم المادة الدراسية من خلال الصور المرئية والنص والمادة المسموعة والفيديو وقد يتطلب مشاركة المتعلم عبر استخدام التمارين والتدريبات عبر الإنترنت ويمكن المتعلم من السمع والرؤية والممارسة وهو يزيد نسبة المعلومات التي تبقى في الذاكرة بشكل افضل ويحقق التفاعل الفوري الكترونيا بين المتعلمين والمعلم بالاضافة إلى نشر ثقافة التعلم والتدريب الذاتيين في المجتمع مع كسر حاجز الخوف والقلق لدى الطلاب وتمكينهم من التعبير عن افكارهم والبحث عن الحقائق والمعلومات بوسائل اكثر وأجدى مما هو متبع في قاعات الدرس التقليدية مع تخفيض الاعباء الادارية للمقرارات الدراسية من خلال استغلال الوسائل والادوات الالكترونية في ايصال المعلومات والواجبات والفروض للمتعلمين مع الدقة والعدالة في التقييم.