نظام لينوكس Linux يقتحم عالم الهواتف المحمولة
|
تقول دانا مايرز Dana Myers مديرة خط إنتاج لينوكس للأنظمة الخلوية بشركة تكساس إنسترومنت (في نهاية اليوم، عندما يضطر المرء لمكاملة كافة الأجزاء مع بعضها البعض، قد يخفى عليه أن جزءاً كبيراً من التوفير في التكلفة يرجع لأنظمة لينوكس Linux. ) ومع ذلك فإنها تعتقد أنه من الحكمة أن يدرس المصنعون الصورة الأشمل للموقف. بعد أن زادت أرباحها على حساب شركة مايكروسوفت Microsoft في مجال الحوسبة، أصبحت لينوكس Linux على استعداد لمنافسة شركة مايكروسوفت Microsoft، وشركة سيمبيان Symbian وغيرهما من الشركات على نصيب من شطيرة الهاتف الذكي الخلوي.
والسؤال الآن هو: ما الذي يمكن أن تقدمه مبادرة المصدر المفتوح تلك فعلياً لعملائها ولا تتيحه لهم أنظمة الهواتف المحمولة التجارية الحالية؟
وهل يمكننا حقاً أن نتوقع أن تحقق لينوكس Linux نفس مستوى الاستقطاب الذي حققته بالفعل في مجال الخوادم التجارية؟
يعتقد كين دولاني نائب رئيس الحوسبة النقالة أن فرصة لينوكس Linux ضعيفة في تحقيق نجاح في بيئة الحوسبة اللاسلكية لأن تلك البيئة ليست حكراً على أحد بعينه.
مسألة الاستقرار
إن ما تبحث عنه الشركات فعلياً هو الاستقرار، على حد قول دولاني: إن نظام التشغيل التابع لشركة RIM والتوصيلات التابعة الخاصة بشركة مايكروسوفت هي التقنيات التي تحقق عنصر الاستقرار الآن، في الوقت الذي نجد فيه أن أجهزة Palm في طريقها إلى الاندثار فيما تسعى شركة Symbian أكثر لتقديم نظام تشغيل لأجهزة استهلاكية دون المنافسة في مجال الأعمال.
يعتقد دولاني أن كون لينوكس Linux نظاماً مفتوحاً، يستطيع أي مُصَنِّع أن يستغله بأي شكل يشاء، وهذا أمر يناقض الاستقرار الذي يبحث عنه أي مشروع. ومع ذلك نجد أن باكستون كووبر، المدير التسويقي لمنتجات شركة مونتفيستا يقول إن المشروعات التجارية التي تستبدل أنظمتها بأنظمة لينوكس Linux سيتاح لها نفس مستوى الاستقرار نظراً للجهود الجارية حالياً في شركته لتأمين هذا العامل.
ويضيف كووبر بقوله: إننا نتلقى البرمجيات ذات المصدر المفتوح ثم نعمل على إصلاح الأخطاء الموجودة بها، ونكتب الوثائق الخاصة بها، ونسملها ونحافظ عليها بحيث يستطيع المُصَنِعون تفعيل نظام التشغيل لينوكس Linux على هواتفهم.
التجربة خير برهان
يقول كبير المحللين لدى IDC أليكس سلوسبي: إن العائد الاستثماري في الوقت الراهن بالنسبة للباعة، وشركات التشغيل اللاسلكي، وحتى المشروعات ما زال غامضاً، لأن أحداً لم يستطع التدليل بصفة عامة على أنه بواسطة كفالة التمويل لنظام التشغيل لينوكس، ستربح شركات تشغيل المحمول من المشتركين لديها.
كما يبدو الموقف في الوقت الراهن غير مبشر بالنسبة ل لينوكس Linux بسبب قوة السوق الحالية التي تتمتع بها شركتا مايكروسوفت، و Symbian في مجال الاتصالات الخلوية.
ومع ذلك، من الممكن أن يشهد عالم الاتصالات المحمولة بأكمله تحولاً تجاه البرمجيات مفتوحة المصدر، شريطة أن يتمكن أنصار لينوكس من عرض قضيتهم بالصورة اللائقة التي تسمح بهذا التحول. من ناحية أخرى أخبر سلوسبي أن التجربة خير دليل. إذا قامت كل مؤسسة تجارية بتوزيع هواتف محمولة على كل العاملين لديها ثم أصبح هؤلاء العاملون أكثر كفاءة، سينحو السوق تجاه تفعيل نظام التشغيل لينوكس.
وإن استطاعت شركات الاتصالات اللاسلكية التدليل على أنها تستفيد بصورة أوسع من نظام التشغيل لينوكس، سيكون هناك التزام شديد من جانب تلك الشركات بالعمل كمصدر أساسي لتزويد تلك الخدمة.
لا يوجد شيء مجاني
هل سينتهي المآل بنظام التشغيل لينوكس لأن يوفر على مصنعي الهواتف الخلوية المال؟ يقول دولاني: إذا كانت حفنة من الدولارات تشكل أدنى أثر، فالإجابة هي نعم.
ويضيف شارحاً بقوله: ولكن مهما فعلت، سيتعين عليك أن تدفع لشخص ما فإما أن تقوم بتطوير هذا النظام بنفسك، أو تدفع لجهة ما مثل شركة Palm لقاء تزويدك بالمجال التطبيقي.
ويستفسر دولاني بقوله: ولكننا لا نعني قدرا كبيرا من الأموال، ومن ثم فإن السؤال الحقيقي الآن هو؛ هل يستحق الأمر كل هذا العناء؟
ويضيف دولاني بقوله: قد يتبنى عدد أكبر من المصنعين نظام التشغيل لينوكس ناظرين إليه على إنه مرام الناس أو لأن هذا النظام يمنحهم سيطرة أكبر على مصيرهم.
يقول كووبر: ما من شك في صحة الاعتقاد السائد بأنه لا يوجد شيء مجاني، ولعل هذا هو أكثر الأفكار المغلوطة حول نظام التشغيل لينوكس.. ويستطرد قائلاً: وهذا المفهوم المغلوط منبعه الحقيقة المبدئية المعروفة عن نظام التشغيل لينوكس على أنه نظام تشغيل مجاني، برغم إنه ليس بمجاني في واقع الأمر.
يقول كووبر: نعم، يمكن للمرء تنزيل الملف الأساسي لنظام التشغيل لينوكس وتجريبه بهدف بناء أي شيء اعتماداً عليه، ولكن المشكلة تكمن في أن هناك أخطاء كثيرة تنطوي عليها تلك العملية.
إن كل ما نفعله هو أن نساعد هذا النظام على النجاح تجارياً .
مميزات خفية
وعلى الرغم من أن عمليات تنفيذ نظام التشغيل لينوكس الذي يعمل على ترويجه باعة السماعات لن تكون مجانية، إلا إن المقابل الذي سيتعين عليهم سداده لإحدى شركات تطوير أنظمة التشغيل مثل شركة مونتفيستا من المفترض أن يكون أقل بكثير مما لو كانوا لجؤوا لبديل خاص. ويعتقد كووبر أنه من المستحيل للعروض الخاصة أن تواكب هيكل التكاليف اللازمة لحمل الخبراء المعنيين على إضافة أكواد ومميزات جديدة لنظام التشغيل لينوكس Linux.
قال مايرز: إن سهولة حيازة مجموعة مدربة من المهندسين المختصين بنظام التشغيل لينوكس والمصادر التي يسهل الاعتماد عليها، في مقابل تدريب مجموعة من البداية، يجب أيضاً وضعها في الحسبان في منظومة التكلفة الإجمالية للتطوير، وجدير بالذكر أن امتلاك موارد جاهزة أيضاً له دور كبير في الارتقاء بتقليص الزمن ما بين الإنتاج والتسويق.
مرونة العرض
يعتقد سلوسبي أن نظام التشغيل Linux يقدم حلاً أقل إتخاماً بأثر النفوذ الذي يتمتع به أي منتج جديد. يمكن للمرء أن يعمل على تطوير هذا النظام بالبيت بدلاً من أن يضطر لتمويل التعديلات التي أدخلها غيره على النظام، كما إن ذلك يسمح للشركات التي تعمل على تطوير هذا النظام بأن يتاح لها حل مستقل دون الحاجة إلى إجازة أنظمة التشغيل.
ويضيف كووبر بقوله: هذا ويستطيع باعة السماعات أيضاً (توفير هواتف أكثر تميزاً باستخدام نظام التشغيل لينوكس.. وعلاوة على ذلك، فإن عددا كبيرا من مطوري هذه السماعات يقدمون خدماتهم لشركات تشغيل الهواتف الخلوية التي تحاول توفير خدمات أكثر تميزاً بمراحل عما كان عليه الأمر في الماضي.
سيحتاج باعة السماعات، كي يضمنون مواكبة تلك المتطلبات المتوسعة، إلى تحقيق إنجازات أكثر بكثير في ما يتعلق بتوفير وصلة سماعة مخصصة. ويدعي كووبر أن هذا أمر متعذر تحقيقه باستخدام أنظمة تشغيل مخصصة من قبل شركتي Symbian ومايكروسوفت، اللتين تنحصران في أسلوب عرض محدد. ويضيف كووبر Cooper بقوله: ولكن في ظل نظام التشغيل لينوكس Linux تتاح للمرء خيارات عدة ومرونة شديدة من منظور أسلوب العرض، ما يعني أن شركات تشغيل الهواتف المحمولة سيمكنها انتقاء المكونات الجاهزة من مزودي التطبيقات.
سلاح ذو حدين
إذا كان المشروع قائما على نظام التشغيل ويندوز في كل من أجهزة الكمبيوتر المكتبية والمحمولة؛ فإن الجدال الجاري يرتكز حول ضرورة أن يعول الجانب المحمول من الأجهزة أيضاً على نظام التشغيل.. ولكن هذا الجدال عبارة عن سلاح ذي حدين.
يلحظ مايرز أن العديد من المشروعات تنظر لنظام التشغيل Linux من منطلق تشغيله على الخوادم على إنه أقل تكلفة وأسهل صيانة، ويعتبرونه وسيلة رائعة للتقدم.
ويلاحظ كووبر أن ما يستطيع نظام التشغيل لينوكس تقديمه للمشروعات هو بيئة متجانسة يتاح للمرء فيها جهاز مكتبي وجهاز عميل يعملان على نظام التشغيل لينوكس من منظور نقال، ثم ملائمة هذا كله.
مع Linux في الخلفية.. فيتاح لك نظام تشغيل عادي يقلل من تكلفة صيانة عدد كبير من أنظمة التشغيل.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|