تتسم بسهولة أكثر وكفاءة أكبر
تقنية جديدة لحفظ المعلومات
|
* إعداد : سناء عيسى
ربما تبدو فكرة صناعة الحاسب باستخدام الطوب أمراً سخيفاً في الوهلة الأولى، ولكنها في الواقع آخر ابتكارات الشركة العملاقة التي أنتجت الحاسب الشخصي لأول مرة في أوائل الثمانينات، مؤدية الدور الرئيسي في الثورة التكنولوجية الحالية، بالطبع هي شركة آي بي أم (IBM)، فمركز «ألمادين» (Almaden) للأبحاث التابع لشركة أي بي أم (IBM) في مدينة سان خوسيه بولاية كاليفورنيا، قد أعلن أنه بصدد إنشاء نظام جديد لتخزين البيانات والمعلومات يشبه في تكوينه استخدام الطوب في عملية البناء.
أطلق على النظام الجديد اسم «مكعب الثلج» (Ice Cube)، ويتكون من مكعبات ذكية تشبه الطوب في شكلها، ويبلغ طول ضلعها 20 سنتيمترا، ويحتوي كل مكعب على 12 قرصا صلبا لتخزين المعلومات، سعة كل منها 80 جيجا بايت، كما يحتوي المكعب أيضا على معالج (Processor) لإدارة عمل الأقراص الصلبة وكارت لإرسال الإشارات بين أجزاء المكعب إضافة إلى وصلات تعمل على ربط المكعب بالمكعبات التي تجاوره.
هذه الوصلات أيضا مبتكرة وجديدة فكل وجه من أوجه المكعب له 16 غطاء رقيقا، وتتقابل هذه الرقائق مع مثيلاتها في المكعبات المجاورة، مكونة مكثفات صغيرة تسمح بانتقال الاشارات بينهما مما يعني اتصال كامل بين المكعبات المتجاورة بعيدا عن الأسلاك والوصلات المعقدة. وحتى الآن نجحت هذه المكثفات المزدوجة كما أطلق عليها، بنقل البيانات بسرعة 3 جيجابت في الثانية، ويسعى الباحثون للوصول إلى 10 جيجابت في الثانية وهو ما يوازي الألياف الضوئية السريعة.
ويقول جاي مينون مدير المشروع، انهم بصدد الإعداد لعرض مصفوفة متراصة من 3*3*3 (27) مكعبا في نهاية العام، وتزيد سعتها عن 25 تررا بايت وهو حجم بيانات مكتبة الكونجرس الأمريكي التي تعد أكبر مركز للبيانات على الأرض، ليس صغر الحجم وحسب هو ما أثار الانتباه ولكن أيضا القدرة على عملية النسخ الكامل والدقيق لأكبر قدر من المعلومات بسرعة وسهولة وفي حيز متناهي الصغر، وإذا حدث عطب في أحد المكعبات ستعمل الشبكة على عزله والالتفاف حوله، وبما أن حجم سعة تخزين المكعب كبيرة فإن النسخ الاحتياطية من المعلومات يمكن تخزينها في نفس المكعب على قرص صلب منفصل مما يعني عمليا أن نظام التخزين لن يتأثر بانهيار أو تلف أي قرص صلب. وتم إنشاء نظام «مكعبات الثلج» لتخزين المعلومات بحيث يواجه ظروف تلف أو انهيار عدة مكعبات وأقراص صلبة لسنوات قادمة بلا مشاكل مما يعني أن المكعب لن يحتاج إلى صيانة، ولكن الأمر ليس بهذه السهولة، فإحدى العقبات الكبيرة التي تتحدى هذا النظام الفريد في تخزين المعلومات هي التبريد، فكيف يتخلل الهواء هذه المكعبات المتراصة ويتغلغل داخل الأقراص الصلبة أو الرقائق المختلفة، فكان لا بد من التبريد بالماء حيث يأتي الماء البارد ليأخذ حرارة المكعبات بعيدا عنها، وفي الحقيقة هو أحد نقاط ضعف التصميم، وهذا يعني متى تعطلت دورة التبريد، فإن النظام سيتلف إلى غير رجعة.
ولكن طموحات د. مينون مدير المشروع كبيرة، فهو يؤكد أن هذا النظام سيكون نواة السوبر كمبيوتر، فبعد نجاحه في احتواء الكثير من الأقراص الصلبة فإنه سيحتوي على مئات المعالجات مما يجعله المكون الرئيسي في أي حاسب قادم، مما يعني عدم محدودية إمكانية التوسع لسهولة إضافة المزيد من المكعبات، كما يمكن تقليل تكاليف الاتصالات وزيادة سرعتها بين المعالجات وأقراص التخزين، كما أن عملية تأخر الاشارات بين مكونات الحاسب ستنخفض بشكل كبير مما يعني كفاءة أفضل بكثير.
يظل الأمر في انتظار التطبيق العملي والتجارب الميدانية إضافة إلى رأي المستخدمين لهذه التقنية الفريدة.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 