يشهد (جيتكس دبي) هذا العام الإعلان عن حدث تقني نوعي في مجال توفير خدمات الإنترنت في السوق السعودي، وتنفرد مجلّة الاتصالات والعالم الرقمي بالإعلان عن اعتزام - كل من شركة النظم الوطنية للحاسوب (ناشر نت) الرائدة في تقديم حلول الإنترنت المتقدمة و (شبكة نت) المعروفة بتقديم أحدث خدمات الإنترنت - إطلاق تحالف هو الأوّل من نوعه لتوطين محتوى الإنترنت في السعودية والمنطقة العربيّة..

توطين المحتوى .. هدف إستراتيجي

وقد صرّح بذلك المهندس عبد الله التويجري (مدير عام شبكة نت) حيث قال: الحدث الجديد الذي نتطلع إلى الإعلان عنه في المنتدى العالمي للتقنية في جيتكس دبي هو شراكة (شبكة نت) مع (ناشرنت) إحدى أعرق شركات المملكة في موضوع الاستضافة، بما لها من خبرة ومصداقيّة وحجم تواجد في المنطقة، والهدف من هذه الشراكة توطين المحتوى ونقل المحتوى السعودي والعربي من مختلف أنحاء العالم إلى السعوديّة، وكذلك نقل مواقع الإنترنت المشهورة والكبيرة إلى السعوديّة، بما يعنيه ذلك من مزايا إضافيّة من خلال فرصة وجود مواقعهم في بيئة محليّة، بما تتيحه من زيادة في السرعة وعدم تأثرها بانقطاع الإنترنت، وكذلك سهولة التعامل مع هذه المواقع تقنياً لناحية التحديث والصيانة وما إلى ذلك.

وأفصح التويجري عن أن تنفيذ هذه الخطوة النوعيّة بدأ منذ سنة وقال: الآن بحمد الله تمت عمليّة النقل بنجاح،وقد أنجزنا المشروع، ونقلنا المواقع وتجاوزنا جميع العراقيل واستحدثنا تقنيات أخرى متقدمة جديدة، والآن نحن قادرين أيضاً على إتاحة مساحات كافية لنقل واستضافة الكثير من الشركات في أي مكان في العالم، وخاصة تلك المواقع التي تهم السوق السعودي والعربي بشكل عام.

من جهته أكّد مدير عام (ناشر نت) خالد الحلوان أن الهدف من هذا التحالف الجديد هو تقديم خدمات تسكين المواقع بجودة عالية وتكلفة منخفضة من داخل المملكة وذلك لعدة أسباب أهمها أن المملكة العربية السعودية تتصدر الدول العربية من حيث ملاك المواقع (ملكية المحتوى) ومن حيث عدد المستخدمين، وبناء عليه فإن تسكين هذه المواقع داخل المملكة - بحسب مدير عام ناشر نت - يعني سهولة وسرعة إدارة المواقع من قبل الملاك بالإضافة إلى زيادة سرعة التصفح للمستخدمين،وعدم تأثرهم بمشاكل خطوط الاتصال الدولي في تصفح هذه المواقع، والاستفادة من خدماتها.

ومن المزايا الإضافيّة التي توفرها هذه الخطوة هي التوسع في باقة الخدمات التي تقدمها الشركة لعملائها وأبرزها خدمة استضافة التطبيقات ASP،intarnet وحول الشراكة مع (شبكة نت) قال الحلوان: كان البحث عن شريك ملائم يمكننا أن نخلق معه شراكة متينة وطويلة والأهم قدرته على التكيف مع طبيعة النشاط الذي نمارسه، فكانت شبكة نت الخيار الأفضل لنا،حيث تعد الشركة واحدة من أعرق الشركات في مجال تقديم خدمات الربط بالشبكة العالمية ISP وتتمتع بقاعدة عملاء واسعة وشرائح مستخدمين متعددة بالإضافة إلى سرعة النمو العالية.

استضافة أفضل ومسلسل مفاجآت مستمر!

بدوره قال فيصل الحلوان (نائب المدير العام في ناشرنت): خبرة ناشر نت المتواجدة في السوق السعودي مع بدايات الإنترنت في المنطقة اندمجت مع الخبرة المشهودة ل(شبكة نت) في مجال تقديم خدمات الإنترنت، وقد تمكنّا من خلال هذا التحالف من تقديم خدمة بلغتنا المحليّة للجمهور العربي داخل السعودية وخارجها من الدول العربية المحيطة، ومعروف أن هناك مزايا تفاضليّة كثيرة لتوطين المحتوى واستضافة المواقع محلياً منها أن نقاط الاتصال أصبحت أقل وبالتالي السرعة تزيد أكثر فأكثر، كما أن الأسعار مقابل هذه المواد كافة لم تختلف، بل إنه تم زيادة حجم المساحة الممنوحة لجميع خطط الإستضافة.

وعمّا إذا كانت هناك عروض تشجيعيّة لأصحاب المواقع المميزة قال الحلوان: إن ما قمنا به حتى الآن بفضل الله وتوفيقه هو بحد ذاته عرض خاص ومميز لا يمكن مقاومته، وسينبهر كل من يتصفح المواقع المستضافة لدينا بالفرق الهائل بيننا وبين أي موقع آخر يوفر استضافة من خارج السعوديّة سواء من أوروبا أو أميركا أو آسيا أو أماكن أخرى، فزوار المواقع العربيّة بشكل عام والشرائح المستهدفة لأصحاب المواقع العربية هم غالباً من السعودية أو من الدول العربية المحيطة وبالتالي فإن الحل الأمثل أن تكون الاستضافة من داخل المملكة العربية السعودية لسهولة وسرعة الوصول إلى (البيانات) والتعامل معها عن قرب بحيث يمكن للعميل أن يقوم بعمليّة تحديث البيانات وتحميل الملفات كما يشاء، وهذا ما لا يمكن من القيام به بنفس السرعة في حال كانت الاستضافة خارجية وبعيدة، وإضافة إلى كل هذا فإن مسلسل المفاجآت مستمر لدينا إن شاء الله، حيث توفر (ناشرنت) تشكيلة واسعة من خطط الاستضافة تتناسب مع جميع المواقع باختلاف أنواعها وخدماتها ومستوياتها والتي لاقت استحسان ورضاء عدد كبير من أقوى وأضخم وأشهر المواقع العربية والتي تنعم باتصال بلا حدود مع (ناشرنت).

مواقع عربيّة بترتيب عالمي متقدّم

وعن ضآلة المحتوى العربي نسبياً على شبكة الإنترنت شدّد التويجري على أهميّة عدم الاستهانة بالمحتوى العربي الموجود وقال: الآن هناك الكثير من المواقع العربية والمحليّة القويّة حيث يقع ترتيبها في مراتب متقدمة بين المواقع العالميّة من حيث نسبة الزوار، وهذا معناه أن شركات كبرى عالمية لم تستطع أن تصل إلى مكانة هذه المواقع العربية العادية، ومع أن العالم يحتوى اليوم على عشرات الملايين من المواقع، فلا شك أنه عندما يحل موقع عربي ضمن مراتب المئات والآلاف فهذا بحد ذاته احتراف وإنجاز كبير.

وأضاف التويجري قائلاً: برأيي - و بخلاف ما يرى الكثيرون - أن المتصفح العربي هو من بين الأفضل فكرياً ومن حيث القدرة على البحث، ولكن المشكلة هي: ما هو المحتوى الذي تقدمه أنت كصاحب موقع لهذا المتصفح؟ وهل تستطيع أن تعطيه شيء أفضل؟.

التوسع عربياً وعالمياً

وحول تسويق الخدمات التي توفرت بمقتضى التحالف بين الشركتين على مستوى المنطقة العربية أكّد الطرفان أن هذا الأمر ليس بعيداً عن توجهاتهم الحالية والمستقبليّة ولفتوا إلى أن هناك حالياً بعض المواقع المستضافة لديهم أصحابها من خارج المملكة مثل الإمارات ولبنان ومصر ودول أخرى وتحظى بنسبة تصفح سعودية مرتفعة، وشدد طرفي التحالف على أن أسبوع جيتكس للتقنية سيكون مناسبة مهمة للانطلاق في هذا الاتجاه والتعريف بالخدمات الجديدة.

الباب مفتوح للجميع !

وعن أهداف التحالف ومدى استفادة العملاء منه وإمكانيّة أطراف أخرى الانضمام إليه أكدت كل من (ناشرنت) و(شبكة نت) على أن هناك مصلحة مشتركة للجميع جراء هذه الخطوة النوعيّة حيث تم تجهيز البنى التحتيّة ونقل وتوطين التقنيات الجديدة والسيرفرات التي أصبحت بين يدي المشغلين مباشرة بكل ما يعنيه ذلك من مصداقية والتزام اتجاه العملاء، ولفت الطرفان إلى أن أهداف التحالف تتجاوز مسألة الربح المالي إلى مستوى خدمة قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في السعوديّة والمنطقة العربيّة عن طريق نقل وتوطين المحتوى العربي وتقديم خدمات إنترنت أفضل بسرعة واسعة أكثر وجودة أعلى بعيداً عن المشاكل والانقطاع، وهذه كلها قيمة مضافة للعملاء لا يمكن أن تتوفر لهم من خلال الاستضافة الأجنبيّة، وعن إمكانيّة انضمام أطراف أخرى إلى هذا التحالف اعتبر الطرفان أن أحد أبعاد هذا المشروع هو مساهمته المباشرة في زيادة الإقبال على استخدام الإنترنت وهذا ما يخدم جميع الأطراف العاملة في السوق، وأكد الجميع أن المنافسة المتوازنة مطلوبة وأنه لا شيء يمنع من التوسع في هذا المشروع عن طريق انضمام شركات أخرى، وأن أهم أسباب الانطلاق بهذه الخطوة (ثنائياً) انحصرت في الحرص الشديد على نجاح التجربة الجديدة في مرحلتها الأولى.