لم يعد بإمكان أي منتج تقني - مهما علا نجمه وبانت جودته- أن ينفرد باستمرار بموقع الصدارة، فأسواق العالم مشرّعة لمئات المنتجات المنافسة، والشركات المنتجة والمصنّعة والموزّعة تتسابق في ابتداع وتطوير التقنيات وتنويع أساليب الترويج حرصاً على تأمين وصول المنتج إلى المستخدم محاطاً بكافة مستلزمات الصيانة والحماية والأمان، وقد صار المستخدم اليوم أكثر قدرة على اختيار الأنسب والولوج إلى التفاصيل حيث يختار منها ما يناسب حاجته وطبيعة عمله.
كما أن التقنية تسير اليوم بوتيرة متسارعة وهناك تطور دائم، والقائمون على هذه الصناعة في حالة تأهب دائم لتقديم الابتكارات المدهشة، وفي هذا السياق تأتي الاندماجات بين التكتلات التقنية المصنّعة الكبرى، الأمر الذي يحقق اختراقات هائلة في فضاء العالم الرقمي اللامحدود، وخير شاهد على هذا المسار التداخل المستجد بين قطاعي الاتصالات وتقنية المعلومات حيث إن البرامج المعلوماتية دخلت على أجهزة الاتصال فصارت بعض الأجهزة النقّالة - مثلاً - كمبيوترات كفيّة بكامل المواصفات الفنيّة.
ومع وجود وسائل الإعلام والاتصال المختلفة من فضائيات وصحف يوميّة ومجلات وإنترنت وغيرها من الوسائل الحديثة، وما تقدمه للناس من معلومات وخيارات متعددة، إضافة إلى العروضات اليوميّة والمتجددة التي تطلقها الشركات، لم يعد هناك من مجال للاحتكار أو (ادعاء) حصريّة الجودة، خصوصاً أن كافة دول العالم تقريباً اتخذت إجراءات لفتح الأسواق وتحريرها ليصبح بإمكان المستهلك أن يحظى بأعلى جودة مع أرخص الأسعار، وفي هذا الإطار يستطيع اليوم أي منتج تقني إذا نجح في أن يوفّر لنفسه مجالاً حيوياً عبر اختيار شريك مناسب للتوزيع - ذي كفاءة عالية ودقّة مشهودة - وكذلك من خلال اعتماد سياسة الانفتاح على وسائل الاتصال كافّة مع أهمية توفّر قناعة بضرورة استثمار الدور الذي تضطلع به هذه الوسائل في التأثير على الرأي العام واختيارات الناس عامّة.
وإذا ما تم تقديم خدمات مميزة، خصوصاً لما بعد البيع، تستطيع أي شركة محترفة أن تتقدّم بسرعة نحو الصدارة، حيث إنه لا احتكار ولا (منتج أوّل) دائماً، والأبقى هو من يجتهد في تنفيذ خططه وإستراتيجيته التسويقيّة والترويجيّة ويصر على تحقيقها كي يتم له النجاح.
وتبيّن الإحصاءات الصادرة عن مؤسسات موثوقة أنه لا يوجد شركة في المنطقة تهيمن على الحصة الأكبر من منتجات تقنيّة محددة، بل إن تبدّل النسب والأرقام التي تحققها الشركات في المنطقة، وفي كل فصل من كل سنة، لهو أكبر دليل على أن الأسواق تتسع للجميع وأن الصدارة محفوظة -فقط- لمن يقدم الأفضل على الدوام، والأفضل - بلا أدنى شك - هو من يعتمد الكفاءة في العمل والدقة في الأداء.