استطاعت مجموعة من الهاكرز الأمريكيين أن يخترقوا شفرات برامج الاتصالات الخاصة بجهاز iPhone التابع لشركة آبل الأمريكية، مما يسمح للمستخدمين باستعمال الهاتف مع بطاقات اتصالات تعمل على شبكات اتصالات أخرى غير شركة AT AND T المحتكرة لتشغيل الجهاز على شبكاتها.

وطبقًا للاتفاقية القانونية بين أبل وAT AND T فإن مستخدمي أجهزة iPhone لا يستطيعون تشغيل أجهزتهم سوى على شبكات AT AND T بخدماتها الفرعية الثلاثة، والتي حظيت بعقد حصري مع شركة آبل ماكنتوش مصنعة الهاتف على إمدادها بالخدمة الهاتفية لتلك الأجهزة المحمولة.

وقال أحد الهاكرز الذين اخترقوا الجهاز وهو جورج هوتز من جلين روك بولاية نيوجيرزي الأمريكية انهم استطاعوا تشغيله على شبكات أخرى بتنصيبهم لبرنامج صغير، ولا يتطلب من المستخدمين فتح أجهزتهم المحمولة من الداخل أو وضع أية أجزاء إضافية أخرى، واستغرق منهم 500 ساعة عمل للوصول إلى هذا البرنامج. وأثناء عملية التشغيل فإن بطاقة الاتصال تكون بداخل الجهاز، ولكن المستخدمين يستطيعون أن يزيلوا البطاقة عن طريق إدخال دبوس صغير من أعلى الجهاز، كما يجب عليهم تنفيذ بعض الإجراءات البرمجية لتحميل برامج على جهاز iPhone لتستطيع فك شفراته.

واستطاع الهاكرز أن ينصبوا برنامجًا ذا واجهة استخدام خاصة تسمح للمستخدمين بتنصيب وتنفيذ برامج على جهاز iPhone.

وقال الهاكرز الذين استطاعوا أن يفكوا شفرة الجهاز ان ما قاموا به إجراء قانوني، وحصل هوتز على سيارة نيسان حديثة نظير بيعه للجهاز الذي تم فك شفرته لإحدى شركات إصلاح الهواتف الجوالة الأمريكية.

وقالت شركة Engadget ان هذ الإجراء لا يعد خرقًا للقانون، وقدم موقع الشركة لقطات فيديو لجهاز iPhone تم فك شفرته للعمل ببطاقة هاتف تابعة لشركة T-Mobile.

وقالت الشركة ان هذا البرنامج الذي ابتكره الهاكرز لم يتأثر بآخر التحديثات التي أطلقتها شركة أبل. ويقول مؤيدو استخدام هذا البرنامج انهم لم يخرقوا أية اتفاقات قانونية، فالأجهزة أصبحت ملكًا للمستخدمين، ولا توجد اتفاقية بين المستخدمين وشركات الهواتف الجوال تقصر استخدامهم على شركة بعينها، فالاتفاقية بين الشركة المصنعة وشركة خطوط الاتصالات، ومن ثم فلهم الحرية في استخدام هواتفهم على أية شبكات هاتفية يختارونها.

وكانت شركة أبل قد أطلقت عدة تحديثات لمنع اختراق برامج أجهزتها المحمولة، فيما تقول الشركة ان قانون حماية الحقوق الرقمية يمنع تداول برامج تتخطى إجراءات الحماية الخاصة بحظر الدخول على الأنظمة التقنية.

وفي نوفمبر عام 2006 أعلن مكتب الحماية الفكرية الأمريكي أن فك شفرات أجهزة المحمول للاستخدام القانوني لا يعتبر انتهاكًا للقانون، ولكن يقول السيد فريد فون لومان، محامي شركة إليكترونيك فرونتير في تصريح لشبكة vnunet.com إن ذلك لن يبرئ ساحة الهاكرز الذين فكوا شفرات جهاز iPhone، وأضاف: هناك فهم خاطئ في هذه المسألة وهو ظنهم أن القانون سوف يحمي أولئك الذين يوزعون هذا البرنامج.

فهناك فقرة في القانون تسمح بفك شفرات الهاتف للاستخدام القانوني، إلا أن توزيع أدوات وأكواد برمجية لا ينطبق عليه ذلك الاستثناء من القانون، وإذا استطاعت شركة أبل أن تثبت أن توزيع هذا البرنامج سوف يخرق قوانين حمايتها الفكرية فيمكنها رفع قضية على أولئك الهاكرز ومن يعاونهم والحصول على تعويضات مادية.