مساهمة اللغويين العرب في مشروعات حوسبة اللغة العربية بمعهد بحوث الحاسب والإلكترونيات (2-2)
|
*بقلم: الدكتور منصور بن محمد الغامدي
* عرض: عادل حماد أبوعِزَّة
في العدد السابق تم استعراض ما ذكره الدكتور منصور بن محمد الغامدي عن مساهمة اللغويين العرب في مشروعات حوسبة اللغة العربية بمعهد بحوث الحاسب والإلكترونيات حيث تمَّ استعراض بعض هذه المشروعات، وفي هذا العدد نستكمل استعراض بقية المشروعات إضافة للخاتمة:
4- مشروع قاعدة بيانات الأصوات العربية الهاتفية للمتحدثين السعوديين (1425هـ) : يهدف هذا المشروع إلى توفير قاعدة بيانات صوتية للمتحدثين السعوديين بجميع فئاتهم العمرية والجنسية ولهجاتهم ووسائل اتصالاتهم الهاتفية المختلفة.
وتشكل هذه القاعدة ركيزة مهمة لنظم التعرف على الكلام العربي عبر الهاتف. وكان من نتائج هذا المشروع التعاون الذي تم بين المدينة وشركة (آي بي إم) لبناء نظام حاسوبي للتعرف على الكلام الذي استخدمت فيه هذه القاعدة.
النظام له تطبيقات عديدة منها الحصول على معلومات وتنفيذ أوامر مختلفة بمجرد الاتصال على نظام (الاستجابة الصوتية التفاعلية) IVR . فيمكن ربط هذا النظام بأنظمة الصرافة أو الخطوط أو مكاتب السياحة أو الجهات الخدمية في القطاعات العامة والخاصة، وكمرحلة تجريبية فقد تم تنفيذ النظام بالفعل في المدينة وذلك باستخدامه كدليل هاتفي صوتي لمنسوبي المدينة، حيث يمكن الاتصال بالنظام وذكر اسم الشخص ليقوم النظام بعد ذلك بتحويل المكالمة إلى الشخص المطلوب. هذا المشروع أسهم فيه الكثير من اللغويين وكانت مهمتهم الأساسية القيام بالكتابة الصوتية إضافة إلى وضع النصوص المطلوب نطقها وعمل سيناريوهات التخاطب مع نظم الاستجابة الصوتية التفاعلية وحيث أن غالبيتهم لم تكن لديهم خلفية عن علم الصوتيات والكتابة الصوتية transcription فقد كان من عوائد العمل في المشروع تعريفهم بالكتابة الصوتية وتدريبهم عليها،إذ أمكن تدريب اللغويين المساهمين كافة في هذا المشروع عى الكتابة الصوتية عن طريق عقد ورش العمل والدورات المتخصصة في مجال الكتابة الصوتية وقد تباينت خلفياتهم العلمية ولكنهم جميعاً متخصصون في اللغة العربية وعلومها أو علم الصوتيات العام.
وقد أنجز كامل المشروع عام 1425هـ وتتكون القاعدة من 178ألف ملف صوتي ونصي وترخصها المدينة لمن يرغب في الاستفادة منها.
5- مشروع الناطق العربي الآلي (1425هـ) : يهدف هذا المشروع إلى تكوين نظام حاسوبي يقوم بتحويل النص العربي المكتوب إلى نص منطوق.
ويدخل هذا النظام كمكون أساسي في نظم التخاطب مع الحاسب الآلي كما أنه تقنية متقدمة تُحمل على العديد من الآلات والأجهزة المختلفة لتنبيه مستخدميها صوتياً أو لذكر قواعد السلامة أثناء استخدامها. وقد أنجز كامل المشروع بالتعاون مع بين مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن عام 1425هـ وهو متوفر على شكل برمجيات مفتوحة المصدر. قام اللغويون في هذا المشروع بوضع القواعد العربية للنطق وتقطيع الموجات الصوتية المناسبة (ما يعرف بالدايفونات diaphones) وهي الوحدات الصوتية المكونة للموجات الصوتية الصادرة عن نظام النطق، كما قاموا باختبار نتائج النظام وتقويم أدائه.
6- مشروع المشكل الآلي (1426هـ) : يهدف هذا المشروع إلى تكوين نظام حاسوبي يقوم بتشكيل النص العربي آلياً، وهو نظام أساسي لنظم حاسوبية أخرى كنظام الناطق الآلي الذي لا يمكنه نطق نص غير مشكل، فلا بد من وجود نظام للتشكيل الآلي أولا ثم يُرسل النص بعد تشكيله إلى نظام النطق الآلي.
وقد بدأ العمل فيه مع نهاية العام الهجري 1425هـ. قام اللغويون في هذا المشروع بتشكيل النصوص العربية وتصحيحها ووضع القواعد العامة للتشكيل. وهم متخصصون في النحو والصرف.
7- مشروع رومنة أسماء الأعلام العربية (1426هـ) : يهدف هذا المشروع إلى عمل نظام حاسوبي يحول كتابة الأسماء العربية من الحرف العربي إلى الحرف الروماني بهدف استخدامه في الأوراق الرسمية كجوازات السفر ورخص القيادة الدولية وتذاكر الطيران.
قام اللغويون في هذا المشروع بوضع قواعد نطق الكلمات العربية وتشكيل حروفها ووضع قوانين المتقابلات لها من الحروف الرومانية.
ويتضح من المشروعات المشار إليها مدى إسهامات اللغويين العرب في مشروعات حوسبة اللغة العربية. هذه المساهمات ستزداد مع تطور بحوث حوسبة اللغة العربية في المعهد والدخول في مجالات أكثر تشعباً وتعقيداً كالمترجم الآلي، والتعرف الآلي على الكلام، ومعالجة النصوص العربية وفهمها آلياً، والتخاطب مع الحاسب الآلي. لهذا فمن الجدير الإشارة إلى أهمية أن تخطو أقسام اللغة العربية في اتجاه حوسبة اللغة حتى يكون خريجو هذه الأقسام مهيئين للعمل في المجالات التقنية سواء كان ذلك في مشروعات بحثية لها علاقة باللغة والحاسب أو كان في مراكز أو مؤسسات ذات علاقة بالحاسب الآلي وتطبيقاته المختلفة، أو في مجالات التعليم أو إنشاء مواقع على الشبكة العالمية، أو حفظ النصوص العربية وتبويبها وتصنيفها، أو ترجمة المصطلحات والترجمة الآلية فالفضاء واسع لتطبيقات حوسبة اللغة العربية.
الخاتمة
قدم هذا البحث مدى أهمية حوسبة اللغة العربية وتدريسه في أقسام اللغة العربية بجامعاتنا وما لذلك من انعكاسات إيجابية على البحوث في هذا المجال وعلى التطبيقات العامة في كل ما يتعلق باستخدام الحاسب الآلي في التعامل مع اللغة العربية.
كما يبين البحث جهود معهد بحوث الحاسب والإلكترونيات بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في الاستفادة من الكفاءات المؤهلة في علوم اللغة العربية المختلفة وتوظيفها في مجال حوسبة اللغة.
وكيف أن الحاجة لا تزال ماسة لتزويد خريجي اللغة العربية بالعلوم الحاسوبية اللازمة للإفادة في المشروعات البحثية وفي التطبيقات الحاسوبية المختلفة ذات العلاقة باللغة العربية.
كلمة شكر:
يود الكاتب (د. منصور بن محمد الغامدي) أن يقدم شكره لمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية لدعمها لبحوث اللغة العربية وحوسبتها الذي كان من نتاجه هذا البحث.
* معهد بحوث الحاسب والإلكترونيات - مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|