الألعاب الجادة.. صناعة معقدة تحتاج إلى وعي
|
حمل الألعاب الجادة عادة رسالة تعليمية أو إرشادية كالألعاب البسيطة التي تهتم بالعناية الصحية والبيئية أو حتى الإرشادات العسكرية، وهي مقصودة لتثقيف الافراد من خلال محاكاة الاحداث في العالم الحقيقي ويتم تصميمها غالبا من خلال أفضل النوايا.
إلا أن المشكلة هي ان مجالات التعليم والعناية الصحية ليست موضوعاً للترفيه المثير في حد ذاتها، ناهيك عن طرحها ضمن ألعاب الفيديو. وعلى الرغم من ان الإرشادات العسكرية تقدم مادة خصبة لصانعي الألعاب، الا ان ذلك لا يعني أن علماء الفضاء مثل كارل ساجان أو علماء الفيزياء المشهورين مثل جوناس سالك لا يزالون يضعون علومهم ضمن وسائل ترفيهية.
إذاً.. ما هو الحل؟.
كان أول من أثار هذا الموضوع هي إحدى اللجان العاملة ضمن قمة الألعاب الجادة، على هامش مؤتمر مطوري الألعاب. فاللجنة التي تحمل اسم (مشكلة الألعاب الجادة) ترأسها بين سواير، رئيس محتويات مؤتمر الألعاب الجادة، الذي تم الانضمام إليه بواسطة جيمس جي، أستاذ علوم التعليم في جامعة ويسكونسون - مادسيون وهينري كيلي، رئيس اتحاد العلماء الأمريكيين. وقد يتاح للالعاب الجادة مؤتمر سنوي ثان يقام لها خصيصاً، تقرر أن يعقد في هذا الخريف. ولكن بالرغم من زيادة الاهتمام بهذا الموضوع، إلا أن سواير قال: ان هناك مشكلة رئيسية: فالكثير من الافراد يعتقدون ان الفكرة الكاملة فاشلة.
وجزء من هذا المفهوم، على حد قول سواير، يأتي من حقيقة أن هذا النوع لم ينتج بعد مكتبة كبيرة من الألعاب النهائية، أو أن هناك الكثير منها في طريقه لتحقيق الايرادات أو الارباح.
ونتيجة لذلك، فإن الألعاب الجادة لا تزال لا تتعدى اكثر من (خطأ التدوير) في صناعة الألعاب الرئيسية التي غالبا ما يقال انها اكبر من صناعة الافلام.
وبالنسبة لكيلي، فإن المشكلة الرئيسية هي ان معظم الألعاب الجادة موجهة بشكل أو بآخر نحو مؤسسات ممولة من الحكومة، مثل: المدارس أو الجهات العسكرية.
ولكن الحكومة غالبا ما تكون متشائمة بخصوص المشروعات التي تحمل اهدافاً تجريدية مثل تعزيز التعليم أو تدريس التكتيكات العسكرية. وقال كيلي لدى المكتب الفيدرالي للإدارة والميزانية مديرون قاسون، وهم يرغبون في رؤية نتائج مادية ونجاح احصائي واسع النطاق.
وعلاوة على ذلك، قال: إن الحكومة لديها الان اكثر من 200 برنامج منفصل يهدف إلى تعزيز الابتكار في مجال العلوم والتكنولوجية والتعليم والطب ولذلك، هناك منافسة كبيرة على الموارد الشحيحة التي يمكن لمطوري الألعاب الجادة الاستفادة منها. وذكر كيلي ان هناك مشكلة أخرى وهي ان مطوري الألعاب الجادة لم يصلوا إلى اي مستويات قابلة للقياس بسهولة للنمو والنجاح، وبذلك يصعب على المراقبين الخارجيين ان يقرروا إذا كانت هذه المشاريع ناجحة أم لا.
وأضاف (ليس هناك تقليد للبحث والتحسين النظامي في هذا القطاع، فكل شيء يبدو مثل صناعة الاكواخ الصغيرة.
أما بالنسبة لـ جي من جامعة ويسكنسون - ماديسو، فإن المشكلة التي تواجه هذا النوع من الألعاب معقدة وجسيمة بشكل كافي لدرجة انها ينبغي ان تنمو خارج حالتها الوليدة على نحو سريع، أو انها تخاطر بالانهيار التام بسبب الوعود التي لم يتم الوفاء بها. يقول جي ان جزء من المشكلة هو ان صناعة الألعاب الجادة يجب ان تحدد نفسها بشكل جاد.
ولذلك يتعين على العاملين في هذا المجال ان يركزوا على الأهداف المرجوة من هذه الألعاب. وأضاف جي علينا ان نواجه في الحقيقة المسائل المحورية وان نحارب من أجلها، بحيث يكون هناك بعض التحول المركزي.
ولكن من الاشياء الايجابية للالعاب الجادة مسألة قوة الألعاب نفسها، وهو شيء يمكن أن يعزز من التغيير الجوهري. كما أن هذه الديناميكية قوية، لانها شيء شائع في كافة الألعاب وشيء يمكن لأي شخص يقوم بتقييم نجاح الألعاب الجادة ان يفهمه بسهولة.
وقد أشار جي أيضا إلى نقص الالتزام تجاه مبادئ تصميم الألعاب الجادة، وأضاف انه ليس من الضروري وضع موارد ضخمة للرسومات المتحركة المثيرة لكي تكون الألعاب ناجحة، ولكن بدلا عن ذلك، فإن تقنية التحكم في الألعاب يعد أمراً أكثر أهمية، بالاضافة إلى الاستخدام الاكثر فاعلية للموارد - وهذا ما ينبغي على هذه الصناعة ان تركز عليه في سعيها للحصول على عناوين تؤدي إلى الانتشار الواسع النطاق.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|