صاحب أول إنسان آلي رودني بروكس: نحن على أعتاب ثورة روبوتية
|
* إعداد محمد مجيد العادلي:
أدى ظهور الروبوت كوج (Cog) والروبوت كيسمت (Kismet) الى حدوث ضجة كبيرة في التسعينيات. غير أنهما الآن لا يكفيان بالنسبة للرجل الذي ساعد على اختراعهما. هذا الرجل هو رودني بروكس أستاذ علم الروبوتات في مختبر الذكاء الصناعي بمعهد ماساشوستس للتكنولوجيا في الولايات المتحدة الأمريكية. وهو ينوي على ما يبدو تحقيق المزيد في هذا المجال. ففي كتابه (الروبوت: مستقبل البشر والآلات) يشير الى وجود نقص ما في علم الرياضيات يتسبب في الفرق الجوهري بين النظم الحالية والنظم الاكثر تطوراً. وإذا ما تمكنا من سد هذا النقص فسنحصل على مايسميه ب (العنصر الجديد) الذي سيساعدنا على نقل الروبوتات بعيداً عن النظرة السائدة عنها كأذرع متشابكة في معمل للسيارات أو كآلة منزلية ذات استخدام واحد. ولعله في هذا الحوار يتلمس طريقه نحو هذا الهدف.
* متى صنعت روبوتك الأول؟
كان عمري بين 8 10 سنوات وأقطن في مدينة أديليد بأستراليا عندما بدأت المحاولة لصناعة كومبيوتر. وعند بلوغي 12 سنة تمكنت من تحقيق هذا الهدف لكن لم يكن لدي المهارة الكافية أو القدرة الميكانيكية لصناعة روبوت بالرغم من أنني كنت أريد ذلك. لكن في سن الـ16 صنعت روبوتي الأول. وقد كان يتجول على الأرض وينجذب نحو الأضواء ويصطدم بالعوائق ومن ثم لا يلبث أن يبتعد عنها.
* هل قطعت شوطا كبيرا في هذا المجال منذ ذلك الحين؟ وهل نستطيع بناء روبوتات فائقة الذكاء باستخدام التقنيات الحالية؟
إذا ما نظرنا الى نماذجنا من المنظومات الجديدة فسيكون لدينا نتائج مذهلة حقا. فقد قام توم راي وكارل سيمس بمحاكاة «منظومة بيئية» رقميا في حين قام جوردان بولوك مؤخرا بتنمية آليات برامجية تستطيع الحركة في العالم الحقيقي. إن هذه المنظومات المخترعة صناعيا تولد أشياء جديدة وخلاقة لكنها لا تستمر في التطور. فأنت تبدأها. وتطورها بسرعة لتفاجئك لوهلة من الزمن ثم يحصل لها نوع من الموت.
الذكاء الصناعي
* ما الذي تقصده في كتابك عندما تقول إن هنالك شيئا جوهريا مفقودا لدى الروبوتات والذكاء الصناعي؟
كنت أحاول تلمس السبب الذي لا يجعل جميع منظومات الذكاء الصناعي قوية وقابلة للتلاؤم مع البيئة مثلما هو حال الحيوانات الحقيقية، ولقد كنت مشغولا أيضا بذلك التساؤل حول ما إذا كانت الروبوتات الشبيهة بالانسان قادرة على تكوين مشاعر «حقيقية» وفيما إذا كان بالامكان محاكاة المشاعر، أو بعبارة أخرى ما الذي يجعل شيئا ما حقيقيا؟ ولقد كانت جميع هذه التساؤلات تنتهي بالسؤال القديم الجديد. ما هو الفرق بين المادة الحية وغير الحية؟ ربما يكون هنالك شيء ما في جميع المنظومات الحية. بما فيها البكتريا التي حاولنا أن نضاهيها لكنه بقي مفقوداً.
* وما هو «العنصر الجدي»؟
أنا لا أعرفه لكن من ناحية القياس فعندما كان الناس يحاولون فهم منظومة شمسية باستخدام الهندسة أو الجبر استطاعوا وصف مدارات الكواكب فقط. ولفهم ما يحدث استخدموا الرياضيات التحليلية. ولذلك فقد نكون بحاجة أيضا الى نوع مفقود من الرياضيات التحليلية والتي لا تتوفر لدينا إلى الآن.
هدف نهائي
* ما هو هدفك النهائي؟
أرغب في الحصول على روبوت يحزنك أن تقطع عنه الطاقة (توقفه عن العمل).
*كيف ستحقق ذلك؟
نحن نحاول صنع روبوتات لها قابليات الأنظمة الحية. ولذلك نحن نناقش مسائل الاكتفاء الذاتي والطاقة والعمليات الأيضية والتصليح الذاتي وغيرها من المسائل التي تتمتع بها الأنظمة الحية وليس لدينا فكرة حول كيفية تحقيق ذلك حاليا. إننا نريد إنشاء روبوتات تجمع نفسها بنفسها.
* أنت تشير الى أننا على أعتاب ثورة روبوتية. هل يمكن أن يكون ذلك حقيقة بدون (عنصرك الجديد)؟
نعم. بالرغم من أن هذه الروبوتات قد لا تكون فائقة الذكاء.
* هل نستطيع الحصول على هذه الآلات من دون جعلها تجارة جديدة للخدم؟
نحن نريد الحصول على خدم يتمتعون بالأخلاق الفاضلة. خدم نمتلكهم من دون أن يؤنبنا ضميرنا. فانا أحب أن تعمل ثلاجتي سبعة أيام في الأسبوع وأربع وعشرين ساعة يوميا ولا أجد في ذلك ما يزعجني أو يقلقني لأنها تعمل من دون توقف ولذلك فنحن نريد أن نحصل على هذا النوع من الروبوتات وبنفس الكفاءة.
التمويل العسكري
* أخيرا. الذكاء الصناعي وعلم الروبوتات لهما تاريخ طويل في التمويل العسكري. فهل أنت قلق على مخترعاتك من هذه الناحية؟
إن أي تقنية يعمل عليها شخص ما يمكن أن تستخدم بطريقة لا يتمناها. وهنالك فرق بين أن تحاول فهم شيء ما لتحصل على المعرفة وبين أن تحول هذه المعرفة الى سلاح. إن الفهم والمعرفة أشياء يتوجب علينا عملها لأن من العجرفة قولنا طوال الوقت إن الشر ولا شيء غيره سيأتي من طرق باب هذا العلم أو ذاك. لكني ما زلت قلقا حول الآلات الكثيرة جدا التي بات التحكم فيها عن بعد في الجانب العسكري. ففي أفغانستان كان لدينا الطائرة التي يتحكم بها الروبوت وكانت قادرة على إطلاق الصواريخ بأمر من شخص يوجد في أي مكان من العالم في واشنطن مثلا.
وربما سيتم تزويد هذه الروبوتات برشاشات ومنظومات للتصويب لجعلها تتخذ القرارات بنفسها. فهل نريد نحن أن يحصل ذلك في عالمنا؟ أم أننا نريد حظر انتشار مثل هذه الاستخدامات مثلما حظرنا انتشار الأسلحة الجرثومية والكيمياوية؟ أنا لا أعتقد أن ذلك سؤال سهل. ولا أعتقد أنني من يتخذ هذا القرار.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|