بعد 30 عاماً من البحث:
الشمس.. «المتهم الأول» لسقوط شبكات الاتصال
|
يسخط مستخدمو الهواتف الخلوية على شركات اتصالات الهاتف الخلوي بسبب عجزها عن معرفة أسباب وقوع الشبكة من وقت لآخر، ويبين البحث الذي قام به مجموعة من العلماء أن الانفجارات القوية للطاقة من الشمس تتسبب في تعطيل اتصالات الهواتف اللاسلكية في جميع أنحاء العالم عدة مرات.
وقد جاءت نتائج البحث على أساس دراسة قام بها العلماء في معامل بيل وفي معهد نيوجيرسي للتقنية، حيث قاموا بفحص قاعدة بيانات استغرق تشكيلها أربعة عقود من الرصد الدقيق للنشاط الشمسي وما ينتج عنه من انفجارات.
وحسب ما يقوله أستاذ الفيزياء بمركز البحث الشمسي لمعهد نيوجيرسي للتقنية الدكتور دالي جاري، من المرجح أن الانفجارات القوية تقع بالقرب من الحد الأعلى الشمسي، وتستمر لثلاثة أو أربعة أيام، كما تتزامن تلك الانفجارات مع الجزء الأكثر نشاطا في دورة الشمس التي تستغرق أحد عشر عاما. في تلك الفترات. تخترق الأنوار الشمسية الفضاء بسبب زيادة قوة تردد الأشعة الشمسية.
ونقلت صحيفة نيوزفاكتور عن جاري قوله: «ما يحدث هو أنه أثناء وقوع الانفجارات قرب الحد الأعلى للشمس هو أن الأمواج اللاسلكية المصاحبة للانفجارات القوية تقوم بالتشويش على أبراج الاتصال، وبالتالي تسقط شبكات الاتصالات بسبب ضعف إشاراتها وعدم قدرتها على الصمود أمام تلك الانفجارات الشمسية القوية، كماأن انقطاع التيار الكهربائي من الممكن أن يؤثر على أماكن كبيرة من خدمة الاتصالات اللاسلكية».
ويقول جاري ان الباحثين قضوا أربعين عاما (في الفترة من 1960 إلى 1999) من الفحص الدقيق المتأني للبيانات على الانفجارات اللاسلكية الشمسية والتي جمعتها الإدارة القومية الأمريكية للدراسات المناخية بمساعدة القوات الجوية، وأوضح جاري أنه مع وجود مثل هذا الكم الكبير من البيانات. استطاع الباحثون مقارنة نشاط الدورات الشمسية الكاملة التي وقعت على مدار العقود الثلاثة الأخيرة، وتبين بعد الدراسة الدقيقة أن عدد الانفجارات يتعرض للزيادة والانخفاض، لكن أحجام الانفجارات متشابهة إلى حد كبير، وكشفت نتائج البحث أن أقوى الانفجارات اللاسلكية الشمسية تحدث لمدة 10 إلى 20 يوماً سنوياً في المتوسط.وفي تقرير نشرته صحيفة «راديو ساينس»، يقول الباحث لويس جي لانزيروتي، وهوفني بمعامل بيل ان هذه المشكلة ترجع إلى التشويش الذي تعرضت له أجهزة الرادار إبان الحرب العالمية الثانية. ويؤكد اننا مازلنا نجهل مدى خطورة تلك الظاهرة.
ويقول الباحثون ان تلك الظاهرة ستؤدي إلى دفع مزودي خدمة الهاتف الخلوي إلى تطوير تطبيقات متنوعة في صناعة الاتصالات اللاسلكية، خاصة وأن الفهم الجيد لكيفية تأثير الانفجارات الشمسية على الاتصالات الخلوية سيؤثر على تصميم الأجهزة اللاسلكية مستقبلا.
ولمواجهة مشكلة الانفجارات الشمسية، يقترح جاري توجيه أبراج الاتصال بحيث لا تتجه من الشرق إلى الغرب، ويضيف موضحا انه بوسع شركات الاتصالات زيادة مستويات إشارتها، وإن كان هذا الحل أمر غير محتمل؛ لأن هناك أضراراً صحية خطيرة تصحب الإشارات القوية، في حين يقترح باحث آخر أن تبدأ شركات الاتصالات في تغيير أنظمتها وإعادة فحص أساليب تشغيل أبراج الاتصالات اللاسلكية.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 