تكنولوجيا المعلومات لا تزال قادرة على الابتكار
|
* ادريان هاملتون*
في الوقت الذي تتحرك فيه مواطن الابتكار إلى مجالات أخرى، يثور هذا التساؤل: هل تستطيع تكنولوجيا المعلومات أن تستعيد هيمنتها مرة ثانية؟؟
عند إلقاء نظرة على شهادات براءة الاختراع الجديدة ولمن تمنح هذه الأيام فسوف تتكون لدينا لمحة عن أن مواطن الابتكار بدأت تنتقل من مجال الاتصالات والتجارة الإلكترونية إلى مناطق واعدة جديدة، وخاصة في مجال الجينوم والتكنولوجيات الدقيقة، والمعروف أن هناك تقاربا واضحا بين التكنولوجيات، وأن هناك مجالات مثل الطب والصيدلة والزراعة تعتمد الآن على الرقائق الإلكترونية، و من ثم أثبت قطاع تكنولوجيا المعلومات في الوقت الراهن أنه لا يزال قادرا على الابتكار، وذلك على عكس بعض التقارير التي أشارت إلى نضوبه، على الرغم من أنه لم يكن أكثر بعدا من تلك الفترة التي نتجت من تحرير الاتصالات والخوف من جرثومة الألفية والهوس بالتجارة الإلكترونية في أواخر التسعينيات، كما أدى الإنفاق الكبير الذي صاحب الإعداد للألفية الجديدة إلى إرهاق صناعة تكنولوجيا المعلومات حول العالم بما يقرب من 750 مليار دولار من الديون، وما يقرب من250 مليارا بسبب العمالة الزائدة، وهو ما يعد انتكاسة خطيرة من الصعب التغلب عليها، فماذا هي إذن فرص تكنولوجيا المعلومات بصورة عامة. ووادي السليكون على وجه خاص، من أجل اتخاذ خطوات جادة لاستعادة قواها أم هل انتقلت مواضع الابتكار إلى الأبد، إلى مواطن جديدة للتفوق التكنولوجي. مثل المنطقة ما بين سان دييجو ولوس أنجلوس التي فيها الكثير من مشروعات الجينوم حديثة التأسيس؟
ان دروسا حاسمة يجب أن نتعلمها من الطريقة التي تم بها تحرير الإجراءات في صناعة الاتصالات قبل أن تستطيع تكنولوجيا المعلومات التمتع بأي نهضة جديدة؛ فبسماحنا للشركات الجديدة بتقديم وصلات إنترنت عالية السرعة بين شركات تبادل الخدمة الهاتفية المحلية الأساسية وبين المشتركين فإن عملية تحرير الإجراءات في صناعة التكنولوجيا كان من المفترض أن تدلنا على طريقة عمل كل أنظمة الخدمات واسعة النطاق للمنازل. وقد وعدنا مشاهدي التلفاز في السابق بالمئات من قنوات التسلية التي تقدم أفلام الفيديو حسب الطلب. وكان من المفترض أن يتمتع المشترون عبر الإنترنت بطرق أفضل لشراء حاجياتهم بدلاً من معاناة الذهاب إلى المحلات، وإن مدمني المعلومات كان يمكن أن يحظوا بمتعة تصفح الشبكة العنكبوتية بسرعات فائقة.
وبعد ست سنوات، فإن الصورة أصبحت مختلفة تماما؛ فمن ناحية توافر وسائل اتصالات واسعة النطاق ورخيصة، فإن الكثير من المستهلكين أسوأ حالا اليوم عما كانوا عليه منذ عدة سنوات مضت. ومن الذي سنلقي عليه اللوم؟ بالتأكيد أن المسئولين عن عملية تحرير الإجراءات في قطاع التكنولوجيا قد فشلوا في توفير حالة من تساوي الفرص. وشركات الهواتف سحبت قدمها خطوة بخطوة كما كان متوقعا عندما تعلق الأمر بتوفير مساحة من عملية تبادل الاتصالات المحلية في شركاتهم لإعطائها للشركات القادمة الجديدة، وحتى على الرغم من ذلك، فإن معظم اللوم على انهيارالمنافسة في مجال الاتصالات واسعة النطاق لابد أن يلصق بالقادمين الجدد أنفسهم. والقليل من «الشركات المحلية المنافسة» ومسانديهم قاموا بعملهم بصورة جيدة.وتكنولوجيا ال DSL أو خطوط المشتركين الرقمية التي تبنتها معظم الشركات وكانت غير ملائمة لهذه المهمة في جميع الشركات، وبعيدا عن حدوث مشاكل التداخل.فإن النظام اللوغاريتمي لنظام الاتصال الجديد 2B1Q المستعمل لإرسال الإشارات الرقمية واسعة النطاق في خطوط التليفون المكونة من زوج من الأسلاك النحاسية لا يستطيع أن يشق طريقه خلال نظام «كباري التوصيل» بين الأسلاك التي تقرن فيها الخطوط المحلية.
* مجلة الايكونوميست
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|