الأمريكيون و«الجوال»!!
|
برغم التطورات التكنولوجية الهائلة التي وضعها العلم، عبر جهاز الهاتف الجوال، بين ايدي الناس، فإن الهاتف الجوال بقي حتى الآن، في الغالب، مجرد وسيلة اتصال، وهو يستخدم غالبا للحديث، فيما بقيت الامكانيات الاخرى المتوفرة فيه، مجرد امكانية يندر استخدامها، وهذا ينطبق على الرسائل التحريرية المتبادلة.
كما على استخدام جهاز الهاتف الجوال لنقل المعلومات او الصور وبحسب ميول الاستخدام، يملك نصف الامريكيين اجهزة هاتف جوال، ويتحدث المواطن هناك في المتوسط اكثرمن سبعين ساعة في العام، وقد غدا الهاتف الجوال وسيلة للتعرف إلى اماكن وجود الاصدقاء والاقارب في الاماكن العامة والمطاعم والمراكز التجارية الكبرى، بسبب كثرة استخدامه، على هذا المستوى، لم تكن مجدية كثيرا الاموال الطائلة التي وظفتها شركات الهاتف في السنوات الاخيرة، والتي بلغت اربعة عشر مليار دولار، لتطوير شبكات الجوال، وقد اندفعت شركات الهاتف الجوال الأمريكية نحو توفير خدمة الانترنت السريع لزبائنها، فضلا عن السماح لمستخدم الهاتف بالاتصال بمواقع ثابتة للحصول منها على ملفات صور واصوات وانزالها على الجهاز في ثوان معدودة .
وتستعد الشركات الأمريكية منذ الآن لتوفير خدمة ارسال الصور الرقمية وارسال بريد الكتروني فوري ومباشر من هاتف جوال إلى هاتف آخر وهذا يشكل الجيل الثالث من اجهزة الجوال.
تقاليد ثابتة
اندفاعة الشركات الأمريكية نحو تحقيق هذا الهدف لم تقابلها اندفاعة من جانب الزبائن، اذ بقيت عادات استخدام الهاتف الجوال تقليدية ومحافظة، فالجمهور الأمريكي لم يتقبل بعد فكرة تحويل جهاز الهاتف الجوال إلى كاميرا فيديو او كاميرا رقمية متصلة بشبكة اتصالات جديدة تبث لاسلكيا على موجة واسعة. وتظهر استطلاعات أمريكية انه من بين 140 مليون مستخدم للهاتف الجوال يقوم فقط حوالي خمسة في المائة بارسال رسائل قصيرة SMS، كما ان كل التسهيلات التي منحت على هذا الصعيد لم تغير بشكل جدي من حجم استخدام هذه الوسيلة، في الولايات المتحدة، حيث يعتبر الهاتف الجوال، بأنظمته المتعددة، صناعة رائجة تقدر قيمتها بحوالي73 مليار دولار سنويا، فإن عائدات كل الخدمات عدا الكلام لا تزيد عن واحد في المائة من العائد الاجمالي، بكلمات اخرى.
يتحدث الامريكيون كثيرا عبر الهاتف الجوال، ولكنهم لا يستخدمونه من اجل دخول شبكة الانترنت، يرجع الخبراء عدم إقدام الأمريكيين على تغيير عاداتهم للجوال، إلى حقيقة التكلفة المرتفعة للخدمات الجديدة، ومن هذا الواقع يخلص بعض الخبراء إلى ان اجهزة الهاتف الجوال تمتلك في المستقبل فرصة تطوير عادات جديدة فقط في مجالي البريد الالكتروني واعتبار الجهاز مفكرة لتنظيم الوقت، ولم تتحقق جدوى كبيرة من محاولات تشجيع الجمهور على استخدام الهاتف الجوال لشراء بضائع عبر شبكة الانترنت.
خيبة أمل
وقد خيب هذا الواقع آمال الكثير من الشركات التي عمدت إلى بناء نفسها على اساس ان سوق الهاتف الجوال.. سوف يتعاظم وانه سيفتح الباب امام مجالات كثيرة اخرى، هكذا، يعلن مدير عام شركة «ria aiV» الأمريكية التي انشئت لهذه الغاية ان تطوير آفاق استخدام الجوال قليل جدا ومضجر جدا.. بسبب عدم استعداد الزبون لتقبل التطوير.
ويرى خبراء آخرون ان اغلب مستخدمي الهاتف الجوال يمتلكون اجهزة اخرى يستخدمونها إلى جانبه، وبرغم ان جهاز الهاتف الجوال بات يضم مفكرة إلا ان ممتلكي اجهزة بالم.. مثلا ما زالوا يستخدمونها.
ويلاحظ بعض المحللين أن واحدا من ابرز العوائق امام استخدام الهاتف الجوال كوسيلة لارسال الرسائل يتمثل في صغر ازراز الجهاز وصعوبة استخدامها في الكتابة، كما ان شاشات الجهاز صغيرة لا تتسع للكثير من الكلمات، ولذلك تسعى شركات صناعة الاجهزة لايجاد نوع من الصلة بين اجهزة الهاتف واجهزة الكومبيوتر.
ومن الجائز ان الاقرار بضرورة ايجاد هذه الصلة بين الهاتف الجوال والكومبيوتر الشخصي، يتضمن إقرارا باستحالة حلول الهاتف مكان الكومبيوتر.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|