أمل جديد.. للمكفوفين
شبكية وقرنية صناعيتان.. تعيدان الإبصار
|
* د. رانيا عبدالله:
اتجهت الكثير من الأبحاث في السنوات الأخيرة إلى التكنولوجيا الحديثة في محاولة لإعادة الإبصار لقطاع كبير من المرضى المكفوفين وضعاف البصر ومساعدتهم على ممارسة حياتهم وأعمالهم بكفاءة مع رسم البسمة على وجوههم مرة ثانية.
رقائق إلكترونية
يعتقد علماء من جامعة جنوب كاليفورنيا أن رقائق إلكترونية يطورونها حالياً بحيث تعمل كشبكية صناعية سوف تعيد القدرة على الإبصار لملايين المكفوفين. ويقول العلماء إن زرع الرقيقة الإلكترونية ربما يصبح ممكنا في غضون 3 سنوات.
على جانب آخر أجرى بعض الأطباء في ولاية الينوي الأمريكية ثلاث عمليات جراحية لثلاثة مصابين بمرض في شبكية العين وتم زرع رقيقة صغيرة من السيليكون في العين، «مايكروشب» وهي عبارةعن شبكية اصطناعية مصممة خصيصاً لاستبدال الخلايا المصابة بخلايا سليمة واستعادة البصر المفقود.
ومن الناحية التشريحية تقوم الخلايا في شبكية العين والبطانة في مؤخرة بؤبؤ العين بتحويل الضوء إلى إشارات كهربائية عن طريق سلسلة من التفاعلات الكيماوية ويفترض أن تقوم الشبكة الإلكترونية بتقليد هذه العملية.
وتلقى المشروع مساعدة مالية من وزارة الطاقة الأمريكية تقدر ب 9 ملايين دولار.
قرنية صناعية
ابتكر العلماء في أستراليا نوعاً جديداً من القرنيات الصناعية يمكنها أن تحمي حاسة البصر لدى الآلاف ممن يعانون من مشاكل في القرنية ولا يجدون متبرعين مناسبين لهم.
ويرى الأطباء أن القرنيات الصناعية هي الحل الأمثل لمشكلة نقص القرنيات البشرية المأخودة من المتبرعين، فقد قام أطباء معهد لايونز للعيون في استراليا بتطوير القرنيات الصناعية الجديدة، بعد حصيلة بحوث دامت أكثر من عشر سنوات. وتمت تجربة القرنيات الجديدة بنجاح على المرضى، ومن المقرر إجراء 50 عملية حول العالم لزرع القرنيات الجديدة، بعد ذلك سوف يجري تقييم العمليات لمعرفة مدى سلامتها ونجاحها في إعادة البصر للمرضى، وفيما إذا كانت المادة الصناعية تسبب اختلاطات جانبية أم لا.،وإذا نجحت التجربة الجديدة في تحقيق الغاية المرجوة منها، سوف تباع القرنيات في جميع بلدان العالم، ويمكن أن تكون بديلاً عن القرنيات الحية المأخوذة من المتبرعين.
ويرى الخبراء أن القرنيات الصناعية قد تحل بعض المشاكل التي يمكن أن تترافق بزراعة القرنيات الحية، مثل الرفض المناعي، وانتقال بعض الأمراض الخطيرة مثل الإيدز. والأهم من ذلك، هو توفير القرنيات في أي وقت يحتاج إليها المرضى والجراحون.
والقرنية عنصر حساس جداً وشفاف، وهي تسمح بمرور الضوء من خلال الجزء الأمامي الذي يقابل البؤبؤ، وإذا تعرضت للالتهابات والحروق الكيميائية، والالتهاب الفيروسي فسوف تحدث تكثفات وقرحات قد تعيق الرؤية في شبكية العين. لذلك يكون العلاج المثالي هو استئصال القرنية المصابة واستبدالها بأخرى سليمة من متبرع بشري بعد الوفاة مباشرة، وعمليات زراعة القرنية شائعة جداً في الدول الغربية، حيث بينت الإحصائيات الحديثة أنه في بريطانيا فقط تتم 2300 عملية زراعة قرنية سنوياً. واستناداً إلى البروفيسور إيان كونستابل، من معهد لايونز للعيون، فإن 20% من عمليات زراعة القرنية تفشل في تحقيق الغاية المطلوبة.
ويعتبر المريض الأسترالي باتريك كريشتسيون أول مريض يستقبل قرنية صناعية. وكان باتريك خضع لعمليتي زراعة قرنية من متبرعين سابقاً، لكن كان مصير العمليتين الفشل، وأخيراً زرعت له قرنية صناعية، حيث استعاد بصره الذي عانى من نقصه الشديد منذ عشرين سنة.
العدسات مصنعة من مزيج بلاستيكي خاص وهي شبيهة لحد ما بالعدسات اللاصقة، والقرنية على شكل دائرة عدسية مركزية محاطة بإطار خاص مصنع من مواد إسفنجية، حيث يمكن للأوعية الدموية للعين أن تنمو عليها كذلك الأنسجة المحيطة بها، حيث تتثبت في مكانها بشكل جيد.
عصا إلكترونية
ابتكر الباحثون في المركز الوطني الفرنسي للأبحاث العلمية عصا إلكترونية بيضاء لمكفوفي البصر تتيح لمستخدمها تمييز المارة وجميع الحواجز لمسافة 15 مترا.
وملحق بالعصا الجديدة صندوق صغير يبعث بالأشعة تحت الحمراء والتي من شأنها قياس المسافة التي تفصل أية حواجز عن مستخدمها، وعندما يقترب شيء ما بسرعة، فإنها تصدر إشارات ذات صوت مرتفع.
وتتيح تلك العصا للعميان التحرك داخل الأماكن المزدحمة مثل محطات القطارات أو الأسواق، وتتوفر بالأسواق الفرنسية بسعر 762 يورو ومع العصا شريط كاسيت يشرح كيفية استخدام الجهاز الخاص بالأصوات الملحق بالعصا المتطورة.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 