أفكار الحاضر.. واقع المستقبل!! القميص الذكي ذو التركيب الاستشعاري
|
في عالم التقنية، لا تتوقف العقول المبدعة عن الإتيان بأفكار جديدة تتبناها مراكز الأبحاث وكبرى الشركات. ونتيجة لكل ذلك الجهد، لم يعد أمراً مدهشاً كيف ان بعض الأفكار أصبحت واقعاً ملموسا، ومن تلك الأفكار انه سيصغر حجم الأجهزة القادرة على الاحساس بالعمليات البيولوجية إلى الحد الذي يمكن معه ان تستقر داخل أجسام الناس، والحيوانات، والمحاصيل الزراعية. ويمكنها من موقعها هذا ان تراقب صحة العائل الذي يحملها، بل يمكنها حتى ان تعمل على حل ما يطرأ على العائل من مشكلات، إذ توجد بالفعل بعض المواد المتفاعلة بيولوجيا. فالقميص الذكي SmartShirt الذي انتجته شركة سينساتكس التي يقع مقرها في نيويورك، تُدمج في نسيج قماشه أجهزة قادرة على الاحساس بالحالة البيولوجية لمن يرتديه، فترصد العلامات الحيوية، مثل معدلات ضربات القلب، ودرجة حرارة الجسم، ويتم نقل هذه البيانات إلى جهاز كمبيوتر محمول من خلال وحدة ارسال واستقبال لا سلكية، وفي معهد ماساتشوستس لتكنولوجيا الآلات العسكرية المنمنمة متناهية الصغر الذي تموله منح من الجيش يعمل العلماء الآن على تطوير «بذلة ميدان حربية» تغير ألوانها للتمويه على من يرتديها عند الكر والفر، أو للإشارة إلى تعرضه لأسلحة بيولوجية أو كيماوية.
وأخيراً يمكن ان تكون للمواد المتفاعلة بيولوجيا استخدامات داخل الجسم أيضاً. فهناك عديد من الشركات التي تعد العدة لبدء تجارب اكلينيكية على بلورات منمنمة متناهية الصغر، تترابط لتكون عظاماً صناعية. وفي حالات الكسور الشديدة يمكن استخدام تلك البلورة لخلق مسامير عظام تصير جزءاً لا يتجزأ من العظمة التي تم اصلاحها.
ومن الأفكار الأخرى التي بدأت تتلمس طريقها إلى أرض الواقع تلك التي تهدف إلى احلال أنواع من الوقود المنتج من محاصيل زراعية معالجة بالهندسة الوراثية محل البترول. وهي فكرة تواجهها بعض التحديات مثل زيادة الطاقة الناتجة عن المحاصيل الزراعية المنتجة للوقود الحيوي، والتحكم في الاستنزاف البيئي الذي تفرضه زراعة النباتات المنتجة للوقود، وتجديد البنية التحتية للوقود الحفري.
وتعتمد الفكرة على الاعتقاد بأنه يمكن للكحول الايثيلي والكحول الميثيلي والديزل الحيوي وغيرها من أنواع الوقود المصنعة من منتجات نباتية ان تخفض من انبعاث العوادم، وتنهي الاعتماد على البترول الوارد من بلاد أجنبية. ومعظم الوقود الحيوي الموجود اليوم عبارة عن كحول ايثيلي ذي عائد منخفض من الطاقة، مستخرَج من السكريات المختزنة في الدُرة، وبالمثل، يستهلك الكحول الميثيلي في تصنيعه نفس كمية الطاقة التي يطلقها عند احتراقه تقريباً.
لكن المحاصيل الزراعية المنتجة لوقود حيوي يعطي طاقة أعلى يمكن ان تخلق مخاطر جديدة. فالنباتات المعالجة بالهندسة الوراثية يمكن ان تتسرب لتنتج أعشاباً عملاقة شبيهة بنبات الكودزو kudzu المعترش سريع النمو. كما ان انتشار زراعة المحاصيل المنتجة للوقود الحيوي يمكن ان تستنزف موارد أخرى أيضاً، مثل الصخور المائية الجوفية. إن حروب البترول اليوم قد تصير حروب المياه غداً.
أما الفكرة الأخرى فهي تطوير أجهزة صناعية قادرة على ان تحل مكان أجزاء الجسم المفقودة أو المعاقة.
ويواجه إمكانية تطبيق هذه الفكرة التحدي المتمثل في اكتشاف مصادر طاقة أصغر حجما وأطول عمرا، وبناء رقائق دقيقة يمكن دمجها بأمان في الجسم.
لقد أدى الجيل الأول من أدوات الميكانيكا الحيوية مثل محددات سرعة دقات القلب، والأجهزة التي تزرع بالجسم لإيقاف الاختلاجات المرضية بالقلب، وسماعات الأذن إلى تحسين حياة مئات الآلاف من الناس، أما الجيل التالي من أجهزة الميكانيكا الحيوية فسيخلق أطرافاً أو حتى أعضاء صناعية.
فالأذرع المصنعة عن طريق الميكانيكا الحيوية مثلاً ستصنع من لدائن مرنة موصّلة للكهرباء تأخذ أوامر من المخ مباشرة. وقد جهز الباحثون في جامعة نيومكسيكو هيكلا عظمياً بعضلات مصنوعة من اللدائن، يمكنه عن طريقها ان يحرك بدالات الدراجة. وهم يأملون ان يتمكنوا في النهاية من خلق أيدي صناعية تبلغ من الرشاقة حداً يُمكِّن شخصاً تعرض لعملية بتر من تعلم الكتابة بواسطة لوحة المفاتيح أو العزف على البيانو. ولتلبية احتياجات الأجهزة الميكانيكية الحيوية من الطاقة، تقوم شركة تعمل في مجال الميكانيكا الحيوية المتقدمة تسمى أدفانسد بيونيكس بالعمل في نفس الوقت على إنتاج سماعة تزرع في الجسم يمكن ان يعاد شحنها من خلال الجلد أثناء الليل، وهي على وشك طرحها في الأسواق بعد أقل من عامين.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|