اضطراب شركات الاتصالات عرض الخدمات الهاتفية عبر الإنترنت بسعر أدنى من شركات الاتصالات أوجد منافسين جدداً
|
ظن ألان بيل (Alan Bell)، وهو محلل أرقام محترف، أنه يدفع أكثر مما ينبغي نظير الخدمة الهاتفية؛ لذا قطع العام الماضي علاقته بشركة سبرنت كورب (Sprint Corp) وتحول إلى شركة فونيدج هولدنجز كورب (Vonage Holdings Corp) طلبا لما تقدمه من خدمة هاتفية عبر الإنترنت، وهي شركة ترسل مكالمات صوتية عبر نفس الشبكات التي تنقل بيانات الإنترنت. والآن تحصل شركته أيه آر بي كونسالتنج إنك (ARB Consulting Inc) العاملة في مجال تدقيق الحسابات ومقرها بلانت سيتي (Plant City) بولاية فلوريدا (Florida) على خدمة هاتفية محلية غير محدودة وخط فاكس مخصوص مقابل 55 دولاراً في الشهر، وهو ما يقل بنسبة 75 بالمائة عما كان يدفعه من قبل. و علاوة على ذلك يتمتع بخواص جديدة مثل القدرة على فحص سجلات المكالمات على الويب (Web). ويقول بيل في هذا الشأن: (تفعل هذه الخدمة ما يفعله الهاتف العادي وأكثر، فلماذا لا أدخر نقودي؟).
هناك المزيد من الأشخاص الذين يطرحون السؤال نفسه. وهناك عشرات الألوف من الناس يتحولون كل شهر إلى شركات من أمثال فونيدج، ونت تو فون (Net2Phone)، وآي تو تيليكوم إنترناشونال (i2 Telecom International)، وغيرها من الشركات الناشئة طلبا للخدمة الهاتفية القائمة على تقنية الإنترنت. ومن المتوقع لهذه الخدمة والتي تسمى الاتصال الصوتي عبر الإنترنت (Voice over Internet Protocol) أن تحقق طفرة خلال العام القادم مع تقديم موفري نطاقات التردد الواسعة من أمثال كومكاست (Comcast) وتايم وارنر (Time Warner) وأيه تي آند تي (AT&T) لهذه الخدمة معا. يقول فاروق حسين (Farooq Hussain) الذي يعمل محللا لدى شركة البحوث نتويرك كونسبشنز إل إل سي (Network Conceptions LLC) إننا نعبر إلى حقبة جديدة. وفي غضون ثلاث سنوات لن تعود شركات الهاتف إلى صورتها التي هي عليها الآن).
إن الإنترنت تعيد بسرعة صياغة الاتصالات في مظهرها. أما العوائد في مجال الهاتف التقليدي البالغة قيمتها120 مليار دولار فتتناقص عدة نقاط مئوية كل عام، واستثمار رأس المال في المعدات الأساسية قد تلاشى تدريجيا. غير أن العائد الناجم عن خدمات الاتصالات القائمة على تقنية الإنترنت من المتوقع أن يبلغ 6.7 مليار دولار في 2007 ارتفاعا من 281 مليون دولار في العام السابق وفقا لما تقوله الشركة الدولية للبيانات(IDC) المتخصصة في البحوث. (نحن مخطئون)
إن الشيء الجديد الذي يبشر حقا بالنجاح في التقنية هو أن بمقدورها كسر سيطرة شركات الهاتف المحلي على عملائها. لقد تمكنت بيلز(Bells) حتى الآن من تحديد الشروط التي يمكن بموجبها للمنافسين الاتصال بشبكاتها، فكانت النتيجة أن بيلز تسيطر على زهاء 80 بالمائة من سوق الهاتف الأمريكي المحلي. ولكن مع تقنية الإنترنت يمكن للمنافسين أن يتجنبوا بيلز لأن خدمة الهاتف عبر الإنترنت يمكن ببساطة توصيلها بأي وصلة ذات نطاق تردد واسع.
وقد تفقد بيلز التي تتعرض بالفعل لضغط من جانب الاتصالات اللاسلكية نسبة إضافية تتراوح بين 20 و30 بالمائة من سوقها على مدى السنوات القليلة القادمة، وهذا سيؤدي إلى خفض الهوامش وسيطلق عمليات اندماج.
ويأمل أصحاب الشركة تبني التقنية للحد من الأضرار. وتستثمر شركة فيريزن كوميونيكيشنز إنك (Verizon Communications Inc) المليارات في التقنيات الجديدة كي تستطيع طرح خدماتها الخاصة من أمثال خدمة الهاتف عبر الإنترنت وغيرها بداية من ربيع هذا العام. ويعترف ستوارت إلبي (Stuart Elby) نائب رئيس فيريزون لبناء الشبكات بقوله: (إن سوق الاتصال الصوتي عبر الإنترنت أكبر مما كنا نظن. لقد كنا مخطئين).
سيكون المستهلكون هم الفائزون. وتطرح فونيدج خدمة غير محدودة نظير 35 دولاراً في الشهر، وهذا يعد أرخص بنسبة 33 بالمائة من الثمن الذي تفرضه فيريزون والبالغ ما بين 50 إلى 55 دولاراً على خدمة مماثلة عبر شبكتها التقليدية.
لقد أرخى الاتصال الصوتي عبر الإنترنت العنان لموجة من الخواص الجديدة أيضا، حيث تحولت شركة ريدي تيك جو (ReadyTechGo)، وهي شركة لتوفير العمالة لمجال الرعاية الصحية، إلى نظام هاتفي عبر الإنترنت منذ ستة أشهر. وبدلا من استخدام خط هاتفي منفصل يقوم العاملون ببساطة بتوصيل مجموعة رؤوس بحواسب محمولة محمّل عليها برمجيات هاتفية. وخلال أسفارهم في ربوع البلاد يمكن للزملاء الوصول أحدهم إلى الآخر باستخدام نفس النطاق كما لو كانوا في الغرفة المجاورة.
وتبلغ تكلفة هذا التطبيق حوالي 125 دولاراً لكل مستخدم، وهي تكلفة أقل من هواتف كثيرة.
تساعد تقنية الإنترنت أيضا في تخفيض تكلفة مرور المكالمات الدولية، حيث يبلغ سعر الدقيقة في الاتصال بالصين عبر شركة نت تو فون خمسة سنتات فقط، وهي تعادل نصف تكلفة الاتصال العادي. بل أن هناك بعض أشكال الخدمة الهاتفية عبر بروتوكول الإنترنت يتم تقديمها بالمجان.
ويسمح برنامج سكايب (Skype) الذي يمكن تنزيله من الويب للناس بإجراء مكالمات هاتفية مجانية بأشخاص آخرين يستخدمون نفس البرنامج. إن تقنية الإنترنت تمثل الآن حوالي 13 بالمائة من مرور المكالمات الدولية عبر الحدود مقارنة بنسبة 1 بالمائة منذ خمس سنوات، وذلك طبقا لشركة تيليجيوجرافي ريسيرتش كورب (TeleGeography Research Corp).
توقعوا أن يرد عمالقة الهاتف بشدة الآن وقد استيقظوا على المخاطر التي تشكلها فونيدج وغيرها من شركات الإنترنت الناشئة. ولكن بغض النظر عمن يفوز في المعركة، يمكن للعملاء أن يتطلعوا إلى شيء واحد مؤكد ألا وهو خدمة هاتفية أرخص ومحمّلة بالخواص الجديدة.
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|