في معامل سوني يجري البحث عن علاقة الإنسان والآلة
|
يبحث فريق من الباحثين الشباب في احد مباني عملاق الالكترونيات الياباني (سوني) في تجمع غوتاندا التكنولوجي في طوكيو، على مدى الساعات والايام، عن تقنيات جديدة للتواصل والتفاعل بين الانسان والآلة. وتعتبر (سوني) ان مفتاح حسن استعمال التكنولوجيا يكمن في التفاعل بين الانسان والاشياء التي تحيط به.
وفي هذا السياق، يقول جون ريكيموتو مدير وحدة التفاعل في مختبرات المعلوماتية في (سوني): (كلما اصبحت الحركات التي تستعمل لنقل المعلومات أو لتشغيل الآلات طبيعية وقريبة من العادات الانسانية اليومية، اصبح استعمال الآلات سهلا).
ويسعى ريكيموتو الى ايجاد وسائل للتفاعل مع المعلومات المخزنة في اجهزة الكمبيوتر بالطريقة ذاتها التي يتفاعل فيها الانسان مع الاشياء الملموسة. ويعطي ريكيموتو مثلا على ذلك: لنقل المعلومات بين جهازي كمبيوتر محمولين، وضع الفريق تقنية اطلق عليها اسم (بيك اند دروب) وهي تسمح (بنقل ملف من جهاز كمبيوتر الى آخر بمجرد وضع قلم الكتروني على الملف في الجهاز الاول ونقل القلم يدويا ووضعه على شاشة الجهاز الثاني). وذلك كما لو اننا ننقل غرضا من سلة ونضعه في اخرى.
اما النظام الآخر الغريب والمتطور، فهو نظام يصل جهاز الكمبيوتر بطاولة بسيطة.. فبواسطة الفأرة أو القلم الالكتروني، يمكن اختيار ملف أو صورة من على شاشة جهاز الكمبيوتر ونقلها بحركة يدوية الى الطاولة كما لو كانت امتدادا للشاشة، واذا بالصورة تظهر على الطاولة.
اما ميشيموني كوهنو، فهو باحث شاب آخر يهتم بتسهيل اوامر التشغيل لاجهزة التلفزيون والهواتف الجوالة والبرامج المعلوماتية. وسأل الباحث: (كيف يمكن تسهيل عملية التحكم بالمعلومات بطريقة تجمع بين الواقع المادي والمحتوى المعلوماتي غير المادي؟). ويحاول الرد على هذا التساؤل جزئيا بواسطة آلة صغيرة تدعى (تاكت).
وهذه الآلة هي كناية عن (جهاز شامل للتحكم عن بعد وهو ايضا هاتف جوال يمكن من خلاله التحكم بمجموعة كبيرة من الآلات بطريقة سهلة وطبيعية). ويقول كهونو: (بواسطة هذا الجهاز الصغير، يمكن للمشاهد ان يتحكم بجهاز التلفزيون دون تصويب جهاز التحكم عن بعد نحوه. وبإمكان المشاهد، بواسطة (تاكت)، ان يوقف عرض فيلم فيديو عن شاشة ويكمل عرضه مباشرة من النقطة التي توقف عندها على شاشة اخرى. يمكن ايضا تلقي الاتصالات الهاتفية الخليوية عبر (تاكت) كما يمكن التواصل مرئيا مع المتصل عبر شاشة الكمبيوتر أو التلفزيون، وكل ذلك بكبسة زر واحدة).
اما الباحث ايفان بوبيريف، فيعمل في غرفة مجاورة تملؤها الاضواء والاصوات الغريبة اضافة الى (المخلوقات الآلية المعلوماتية الغريبة). وطموح هذا الباحث، هو جعل الآلة اكثر تعبيرا، وتزويدها بأحاسيس ملموسة، شبه انسانية. وهذا الباحث هو من وضع تقنية الشاشة التي تتلقى اوامر التشغيل مباشرة باللمس والمزودة بنظام (لمسة محركة). ويقول بوبيريف عن آلته: (اذا ما وضعت اصبعي على زر بياني مرسوم على الشاشة، سأشعر تماما كما لو انني اضغط على زر حقيقي في آلة ميكانيكية). ويضيف بوبيريف: (انطلاقا من هذه التقنية، يمكن وضع عدة انواع من الازرار مع ردود فعل متنوعة واشكال مختلفة وملمس مختلف وصوت مختلف ايضا). وهذه التقنية سوقتها (سوني) في بعض نماذج الاجهزة الشاملة للتحكم عن بعد، لكن بوبيريف يؤكد انه مستمر في تطوير هذا النظام.
وفي النهاية، لابد من التوقف عند تلك الطاولة العادية من حيث المظهر، والتي يقدمها جون ريكيموتو. وبالرغم من منظرها البسيط، تبعث هذه الطاولة ضوءا ما ان تلمسها يد انسانية. ويقول ريكيموتو عنها: (بفضل قدرة هذه الطاولة على رصد وتحديد موقع اليد والتعرف اليها، يمكن استعمالها كجهاز لنقل اوامر التشغيل، تماما كالشاشة الملموسة. يمكن استعمالها في تطبيقات كثيرة)، مشيرا بصورة خاصة الى امكانية استعمالها بدل فأرة التحكم في اجهزة الكمبيوتر. وختم ريكيموتو قائلا: (اذ لم يسأم الناس من التكنولوجيا بعد، فهم باستطاعتهم الآن ان يركزوا اكثر على التطبيقات المفيدة لها).
.....
الرجوع
.....
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2002, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|